الأحد 2024-12-15 12:43 م
 

الرهان على الملَلَ !

07:17 ص

كنا نتمنى لو ان النخب العاطلة عن البحث وعن الوطن ايضا والتي تفسر الماء بعد الجهد بالماء او تعود من الغرب لتقول ان اللبن يوغورت تمارس الحد الادنى من دورها التاريخي والمعرفي والاخلاقي، وتذكر للناس السبب الذي يبطل العجب في العديد من الظواهر الطافية على السطح والاشبه بجبال الجليد التي معظمها غاطس في الماء ...

اضافة اعلان


فلو اصدر المتخصصون في علمي الاجتماع والنفس السياسي معجما شعبيا يتضمن اهم الكشوفات الحديثة لبددوا كثيرا من الالتباس في المفاهيم، ويكفي فقط ان يتحدثوا عما يسمى الارهاق العاطفي للشعوب او الرهان على الملل، فهذه استراتيجية نفذت في العديد من بقاع هذا الكوكب وأدت الى عواقب كارثية، لأنها تعزف على اشد الاوتار النفسية حساسية لدى البشر وهو وتر الانتظار والترقب وما يصاحبه من احلام اليقظة ثم ما يعقبه من صدمات لأن الهوة عميقة بين المقول والمفعول وبين الرغبة والقدرة على اشباعها .


فالانسان الذي ينتظر ستين عاما كي يعود ولا نقول يُعاد الى وطنه يتأقلم مع المنفى ويندمج بمرور الوقت ، لأن للحياة وضروراتها سطوة كبيرة تعيد تنظيم الحياة وترتيب الاولويات، ولأن العرب في عصرنا لا يقيمون وزنا للوقت رغم انهم قالوا بأنه كالسيف ان لم تقطعه قطعك تصوروا ان التاريخ يتوقف حيث ومتى يشاؤون وقد ادرك ذلك شاعر يوناني هو يانيس ريتسوس الذي انحاز الى عدالة القضية الفلسطينية وقال حين ينكرها ابناؤها واحفادها سأناديها باليونانية : يا امي !


واستخدم ريتسوس اسطورة عودة عوليس التائه في البحار على نحو مضاد لكل من استخدمها من شعراء العرب، فهم تصوروا ان زوجة عوليس سوف تنتظره على الشاطىء نصف قرن، ثم يتعانقان وتكون النهاية السعيدة ، لكن ريتسوس جعل تلك المرأة وهي بنيلوب تنكر زوجها العائد وقد حولت الشيخوخة جسده الى اطلال، فالتاريخ لا يتوقف عند اللحظة التي نريدها ، لهذا فإن من راهنوا على الملل من الانتظار وما يحدثه من ارهاق عاطفي كسبوا الرهان !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة