الأحد 2024-12-15 05:55 م
 

الرواحنة طالبة جامعية تعيد "التوجيهي" وترفع معدلها إلى 99 %

12:22 م

الوكيل - انتظرت فرح مالك الرواحنة نتيجتها في الثانوية العامة، مرّتين، على أحر من الجمر. ففي المرة الأولى كانت تواقة لأن تحجز لنفسها مقعدا في كلية الطب، وقد حصلت على معدل عال 96.8 %، ودرست الطب في الجامعة الهاشمية على برنامج الموازي، وفي الوقت ذاته عزمت على إعادة بعض المواد في الثانوية العامة، لغاية رفع معدلها في الدورة السابقة.اضافة اعلان

حلم الرواحنة تحقق واكتملت الفرحة عقب إعلان نتائج شتوية التوجيهي، بعد أن علمت أن معدلها ارتفع إلى 99 %، فجاء ترتيبها الأولى على المملكة في الفرع العلمي.
تقول فرح في حديثها لـ'الغد': 'بعد معرفتي بالمعدل الذي حصلت عليه غمرتني السعادة، ولم أصدق نفسي عندما بدأ المعارف والأحبة ينهالون عليّ باتصالاتهم، لتهنئتي بحصولي على المرتبة الأولى على مستوى المملكة. وقد بدأت الزغاريد تعلو في أرجاء المنزل، وعمّ الفرح الجميع'.
الإرادة والعزيمة عنوان النجاح؛ هذا هو المبدأ الذي تحلت به فرح عندما قررت التوفيق بين دراسة الطب في الجامعة الهاشمية ودراسة مادة الرياضيات لامتحان الثانوية العامة. فمن أجل هذا الهدف، ظلت فرح تكرس ساعات يومية لدراسة مادة الرياضيات، إلى جانب متابعتها للمواد الجامعية المطلوبة.
وعن التوجيهي، تقول فرح 'شعرت بأن قدراتي أكبر من النتيجة التي حصلت عليها مسبقا، وبأنني أستحق الحصول على معدل أعلى، وقد قامت عائلتي بتشجيعي على ذلك، ولم تكن النتيجة إلا حصاد الجهد والسهر الطويل'.
كانت فرح دوما تفضل الدراسة التي أساسها التمعن والفهم والتركيز. وإذا كانت فرح قد واجهت صعابا فإن تنظيم الوقت والمتابعة اليومية للمنهاج، من دون الوقوع في مشكلة تراكم المواد المفترض دراستها، هو السبيل الأنجع للوصول إلى النجاح، وهذا ما حققته فرح في السابق، وحققته لاحقا في سباقها نحو المرحلة الجامعية.
وترى فرح أن قصة نجاحها حققت طموحها في إيصال رسالة لطلبة التوجيهي، مفادها 'أن الطالب المتفوق بإمكانه أن يحقق أمنياته في الحصول على أعلى المعدلات العالية، من دون أن يضطر إلى الانطواء والعزلة والانعزال عن محيطه. وإذا لم يحالفه الحظ، سواء في الفصل الأول أو في النتيجة النهاية، فلا يعني ذلك نهاية الكون، وبإمكانه أن يحقق النجاح الذي يطمح إليه، والحصول على المعدل الذي يرضيه ويحفزه على مواصلة الطريق نحو النجاح ونحو الأفضل'.
فرحة العائلة بنجاح ابنتها فرح لحظة إعلان النتيجة، كانت الدافع الأول الذي جعل فرح تقرر المثابرة والتفوق. وكانت هذه الفرحة هي المحرك الأساسي في تحقيق نجاح فرح، التي أشارت إلى أن العائلة كانت هي الدرع التي ظلت تقيها من القلق والخوف اللذين واجهتهما أثناء دراستها؛ إذ ما انفكت العائلة تحفزها وترفع معنوياتها وتقويها.
وتفصح الرواحنة أن أصعب ما واجهها هو التوفيق بين الدراستين الجامعية والثانوية، لبعد المسافة بين جامعتها ومكان سكنها في عمان. فقد تطلب هذا منها إنهاء يومها الجامعي في وقت متأخر، ثم العودة إلى المنزل، ومتابعة المواد الدراسية الثانوية والجامعية، فكانت عملية مرهقة حقا، لكن الطموح كان الشاحن الأكبر في التغلب على تلك الصعاب.
تهدي فرح نجاحها لوالديها، وتشيد بدورهما في الاهتمام بها، وفي توفير الأجواء الهادئة في المنزل، إلى جانب حرية التصرف التي منحاها إياها، وثقتهما العالية بقدراتها وتطلعاتها وسعيها للحصول على معدل عال يؤهلها لمتابعة دراسة الطب، من دون اللجوء إلى نظام الموازي.
تقول والدة فرح، المتقاعدة من مؤسسة الإقراض الزراعي، خالدة المغربي 'لا يمكنني وصف سعادتي وسعادة والدها لحظة سماعنا النتيجة، وحصول فرح على المركز الأول على المملكة، فكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة إلينا، رغم يقيننا بقدرات وعزيمة ابنتنا الغالية'.
وتضيف 'عائلتنا مكونة من ستة أفراد، وأبنائي محط اهتمامي وزوجي، وبفضل الله اجتهدت ابنتي وثابرت، وهي تعي ما تريد، وتقبل على ما تسعى إليه بهمة عالية، ولذا كانت تنظم أوقات الدراسة بالشكل الصحيح، ولا تنشغل عن دراستها مهما كانت الأسباب'.
دعوات التوفيق التي كانت ترددها الوالدة أمام ابنتها لا تغفل فرح عن ذكرها، مضيفة 'نجاحي كان بدعم من عائلتي، ورضا والديّ'. وتستذكر الأم اللحظات التي كانت تقرأ فيها آيات من القرآن الكريم، بعد مغادرة فرح المنزل، أثناء فترة أداء الامتحانات.
وتحرص والدة فرح على تذكير أبنائها الأربعة دائما، بأهمية العلم، وفائدة الشهادة، كسلاح للمرء في هذه الحياة، وتقول 'فرح بداية الطريق، وأتمنى أن يسير أبنائي الآخرون على الدرب نفسه، فمن المعلوم أن التوجيهي يحتاج لدراسة وتنظيم وقت، لكن الطالب الذي لا يمتلك أساسيات المراحل الدراسية السابقة لن يتمكن من اجتياز الثانوية العامة بتفوق وامتياز'.
وتضيف الأم 'ففي تلك الفترة، كانت فرح 'تشد الحزام'، وتضع برنامجا دقيقا تخصص فيه ساعات معدودة توزعها بين المواد الدراسية والمواد الجامعية، من دون أن تُعرض نفسها للضغط النفسي. كما كانت تحرص على أن تأخذ الوقت الكافي من النوم قبل تأدية الامتحان حتى تواجه الامتحان بكل ثقة'.
وتنصح فرح طلبة التوجيهي، قائلة 'إن اجتياز مرحلة التوجيهي يتطلب من الطالب الثقة بالنفس، والالتزام بدراسة ما جاء في المنهاج، من دون إغفال أي معلومة فيه، وعدم الاستماع لأي نصائح لا طائل من ورائها، أو أقاويل تؤثر على دراسته أو تشتتها، مع مراعاة أهمية الشعور بالرضا عن النفس في الدراسة، لأنه مفتاح النجاح والتفوق'.
أحبت فرح تجربة الثانوية العامة، رغم صعابها، ليس لأنها حصلت على المركز الأول، كما تقول، بل لأنها أولى تجارب حياتها في تحمّل المسؤولية في الحصول على مقعد جامعي في التخصص الذي تريد.


الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة