ترشح المشير السيسي او نجاحه لا يعني ابداً أن الحكم في مصر سيكون عسكرياً بعامل خلفية الرجل فايزنهاور وديغول ونابليون وتشرشل كانوا عسكراً, لكن احداً لم يصفهم بأنهم عسكر حكم.
ولنكن اكثر وضوحاً فحكم العسكر امتد في مصر منذ 23 يوليو 1952. وحتى حين يجادل الاخوان بعهد مرسي «المنتخب», فإن القاعدة لم تتغير: فقد استقال حسني مبارك حين ادرك ان الجيش لم يعد معه, بعد ثلاثة ايام من بدء «الثورة» ونجح مرسي باشراف قيادة الجيش وموافقتها.. ونحن نعرف الفرق في الاصوات بين مرسي الناجح وشفيق الخاسر!!
كان العسكر طيلة نصف القرن هم رؤساء الجمهورية واكثر رؤساء الوزارات والمحافظين ورؤساء المؤسسات الهامة: قناة السويس والنفط, والكهرباء والطيران المدني والمطارات والموانئ والسفراء. وقد لاحظنا في متابعتنا للبرامج الحوارية في الفضائيات ان اعداداً كبيرة من العسكر يعملون بعد تقاعدهم في دور الابحاث ومراكز الدراسات.
الرئيس القادم من الجيش لا يعني «حكم العسكر», لكنه لا يعني ايضاً الحكم الذي تديره الاحزاب المدنية, والمجتمع المنظم.
لقد كان حزب الوفد هو اخر حزب حكم مصر بالاكثرية النيابية, وكانت الحياة السياسية قسمة بين الوفد والسراي, والسفارة البريطانية وحين حل مجلس قيادة الثورة كل الاحزاب المصرية باستثناء جماعة الاخوان المسلمين نصبت محاكم جمال سالم لقادة هذه الاحزاب لكن حكماً واحداً لم يصدر بحقها بتهم الفساد أو العمالة للاجنبي!! وقد وجد الثوار أن مصطفى النحاس لم يكن يملك شيئاً وان زوجته كانت تنفق عليه!! وحين وقعت الواقعة بين مجلس قيادة الثورة والاخوان لم يكن من السهل على الرئيس جمال عبدالناصر ان يعيد الاحزاب المنحلة, فأنشأ حزب الحكم: الاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي. وصنع انور السادات حزبه وحسني مبارك ورث هو الاخر حزب الحكم, ولم يغير فيه شيئاً.. سوى انه اصيب بالخرف في آخر خمس سنوات فصارت زوجته تحكم وابنه يحكم ووزراء الداخلية يحكمون.. وكان من الطبيعي بعد تظاهرات الاحتجاج أن ينزل الجيش عن ظهره نظاماً سياسياً تعفن وصار عبئاً عليه وعلى البلد!!
الان, وفريضة نجاح المشير السيسي قائمة فإنه ليس من السهل أن يلغي هذا الهيكل الهائل من ارث العسكر التاريخي.. ليكون رئيساً ديمقراطياً.. كما ان الاحزاب المدنية المصرية لن تأخذ دوراً بديلاً للوجود العسكري الثقيل في الدولة. فهو بحاجة الى المخابرات والى وزارة الداخلية للاستمرار في قمع الاخوان الذين تحولوا الى قوى ارهابية تقتل وتحرق الى جانب مراكز الشرطة.. الجامعات التي يدرسون فيها!!
السيسي تحدث بشكل خاص عن «دور مصر في امتها» ونتمنى ان يكون الدور مختلفاً فمصر الناصرية التي ساهمت في ثورة الحرية في الوطن وفي افريقيا, لم تجد نهجاً تتعامل فيه مع الدول المستقلة والديمقراطية غير نهج المخابرات والعسكر.. وبهذا تم تخريب الوحدة السورية – المصرية, وتم وضع حجر الاساس للفوضى السياسية في اليمن, ولبنان والعراق!! ومصر الساداتية ادخلت الوطن في نفق الهيمنة الاميركية والصهيونية.. وها نحن ما نزال ندفع الثمن الباهظ!
قد يكون السيسي شيئاً مختلفاً. فالرجل مختلف في قدراته العقلية والاخلاقية.. وقد تجد مصر في عهده.. طريقها!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو