كان الحديث عن الشباب وما يزال مِن أسس البناء لمشاريع التغيير والإصلاح، ومِن مكونات مشاريع النهضة، والدول المتحضرة تولي رعاية الشباب أهمية قصوى في برامجها التنموية، لأهمية دورهم في بناء حضارات الأمم، ودفع عجلة تقدم الشعوب. فهم عِماد الوطن، بهم يكبر وبمنجزاته يفخر ويعتزّ، وهم ربيع المجتمع وقدوته العاملة وأمله الصّادق، وهم صانعو المستقبل المشرق، ولا ريب أنّهم قادرون على ذلك.
ولا يخفى على أحد حرص جلالة الملك على دور الشباب الأردني وبناء قدراتهم، بإعتبارهم القدرة والطاقة الحيوية التي تقترن بالعطاء والبناء وفق رؤيا الحداثة والمعاصرة المستندة إلى استراتيجية تتناول مختلف جوانب البناء والتطوير لواقع الشباب، وأهمها زيادة الاهتمام بالتربية على القيادة والريادة في العطاء والتضحية، وتفعيل برامج التدريب والتخطيط والقيادة للشباب في مراحله المختلفة لتكون القيادة متجددة وشبابية بمجموعها في مشاريع التغيير، حيث يؤكد جلالته دائماً على ضرورة الإنفتاح على أفكار وطموحات الشباب المعاصر، وفهم شخصيته واستعداداته وتفعيلها في الخطة والإدارة والهيكل، ورفع مستوى المشاركة في القيادة الميدانية والسياسية وفق متطلبات المرحلة، وببناء متصاعد للإنجاز بحكمة الشيوخ وعزيمة الشباب، وتوسيع دوائر توريث التجارب ونقل الخبرات وفق برامج منهجية شاملة متجددة الأفكار والإبتكار في الوسائل والأساليب التي تمنع التكلس أو الجمود أو التخلف، والتطلع إلى واقع أفضل لا تعوقه التحديات.
إن ما يتمتع به الشباب مِن قدرات عقلية وبدنية ونفسية فائقة تمنحهم مرتبة حماة الوطن ورتبة حَملة لواء البناء والتنمية، فعقلية الشباب تتصف بالمرونة والانفتاح والقدرة الباهرة على التكيف مع أي طارئ جديد تخبئه مستجدات الحياة المتصفة بالتغير والتسارع المستمرين في مختلف المناحي العلمية والسياسية والاجتماعية، والنفس الشبابية أصلب إرادة وأمضى عزيمة، وأقدر على مواجهة التحديات مهما لاحت في الأفق المحبطات وكاسرات الإرادة، فالإرادة والعزيمة وحب الاكتشاف، والقدرة على تحويل المستحيل إلى ممكن، مِن أبرز خصائص الشباب، ومما لا يقبل الشك أن القدرة البدنية الكامنة مِن أكثر السيوف مضاءً وقدرة على تحويل الأفكار المجردة إلى إنجازات وأوسمة يزين بها الشباب صدر واقعهم، ويرسمون بها ملامح وجه مستقبلهم المشرق، ولدينا في الأردن تجارب رائعة تؤكد مدى روعة شبابنا وذلك من خلال الانجازات التي يحققونها مما يؤكد أنهم تواقين إلى المستقبل المشرق.
الشباب كنوز الوطن المخبوءة لأيام القحط، ويده القوية في البناء والتنمية، وهم السبيل إلى كل جديد، والحصن الحصين في وجه كل مريد، ولا تنهض المجتمعات ولا تتطور أو تسير بركب الحداثة والحضارة، إن لم يكن حاملها جيل الشاب.. هذه حقيقة يجب أن نقرّ بها.. نعم الشباب هم مَن يصنع المستقبل، ومَن يحمل بين مواكبه كل الكوادر العلمية والسياسية والثقافية التي تبني وتعمر، لكنها غضة، وتحتاج لأيدينا كي تأخذ بها وندعم توجهها وننفتح عليها.
ختاماً.. للشباب أقول: المستقبل مستقبلكم ولا تسمحوا لشيوخ الحاضر بالعبث به، ويجب أن تكونوا أكثر حرصاً مِن غيركم، وأن تنظروا بجدية وبعمق لتعيشوا في مستقبل زاهر يسوده الخير والنماء، وعليكم إدراك أن التميز الحقيقي هو ذلك الذي يكمن في العقل والروح وليس في الجسد، ويجب أن تتعاملوا مع الآخرين كما يريدون لا كما تريدون، وعليكم تقبل ثقافة الآخر، فالإختلاف مشروع والنزاع ممنوع.
كتب: جمال أبو العز
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو