الخميس 2024-12-12 05:46 ص
 

الشباك

01:27 ص

حين اقف في السيارة على الاشارة، وأكون غارقا في التأمل تداهمني طقطقة على الشباك تؤدي بي الى (خريعة) عارمة..أنظر فأكتشف أن احدهم يمارس الشحدة ويريد بعضا من النقود عبر ابتسامة وأدعية... بصراحة صارت هذه (الخريعة) تتعبني تنغص علي يومي..ولهذا تعلمت أن الرد يكون..مباشرة بفتح الشباك..والبصق في (صباح اللي خلفو).اضافة اعلان

انا الان محتاط وكلما طقطق أحدهم الشباك، مباشرة التفت الى شمالي وأوجه له قذيفة من (الزقم للزقم)...واحيانا أفتح الباب في حالة استعداد للمطاردة.
صدقوني أني يوما ولحجم الخريعة التي تعرضت لها قمت بمطاردة أحدهم إلى الجهة الأخرى من الشارع مما أدى إلى سقوط (بكيت العلكة)...وأوسعته (شلاليت).
أمس في موقف أحد المستشفيات الخاصة وبينما كنت أهم بالتوقف (طقطق) احدهم الشباك..(.تلمظت) بمعنى جهزت نفسي لاطلاق قذيفة (زقم- زقم) وحين بلعت نفسي استعدادا لقذفها ( في صباح اللي خلفو)....تبين لي أن القصة ليست قصة (شحاد) ابدا، هناك وجه جميل ملائكي..قمر (14) فتحت شباك الباب فورا كي أحدث تلك الصبية...هي الاخرى تمارس الشحدة ولكن شحدة من النوع الاخر قالت لي :- معلش استاز عجل سيارتي فئع.....- لاحظوا المصطلح فئع – وما معي هادا :- وكانت تقصد (الجك)
بلعت ريقي فورا..ونزلت من السيارة، أخبرتها أنها تريد (الجك) وأخرجت من السيارة (جكي) ومفتاح (السبير) وكل معدات تغيير العجل ومشيت خلفها...في داخلي قلت هذه أجمل أنواع (الشحادة) في بلادنا أنا اصلا أعشق الشحادين من هذا النوع..وحمدت ربي أني استدركت الامر فورا.
واثناء تغيير العجل للأخت دار حوار جميل بيني وبينها :-
هي :- ليش فئع يا استاز
أنا :- لأ هو ما فئع بنشر هادا اسمو بنشر
هي :- من شو طيب
أنا :- من العين يمكن حسد
هي:-...ع شو سيارتي كركوبة زغيرة..ع شو بدهم يحسدوني
واستمر الحديث الشجي بيننا..وكان يعكر صفو حديثنا تدخل سائقي التكسي الذين يمتلك بعضهم كما هائلا من الوقاحة حين يقفون ويتدخلون في شأن عاطفي ويعرضون المساعدة..أنا اصلا كنت أرد عليهم قائلا :- (شكرا كتير..أرابتي..بنت عمي)...ويذهبون، لاحظوا أني كنت أتحدث بنفس لهجتها...واقول (أرابتي)....
بصراحة بعد تغيير (العجل) دعوتها لقهوة..وقبلت، وتحدثنا في الشأن العام وسألتني عن مهنتي وقلت لها إني كاتب وأخبرتني أنها تحب شعر الغزل كثيرا...وتحفظ بعض القصائد (لنزار أباني)...وأنا أخبرتها أن هناك شاعرا رقيقا أيضا اسمه (ميحد حمد) ونصحتها بقراءة بعض قصائده الغزلية.
أعطيتها رقمي وقلت لها:- اذا (فئع) العجل في أي وقت فأنا جاهز...وهي قالت لي :- إن بابا وتقصد والدها سيتحدث معي وسيشكرني.
هناك دروس وعبر كثيرة استفدتها من هذا الأمر الذي حدث معي وأهمها:-
1- عليك بالتروي حين يطرق أحد شباك سيارتك فربما تكون سيدة عجلها (فائع) وبالتالي تندم
2- ليس كل ما يلمع ذهبا بالمقابل ليس كل من يطرق شباك سيارتك سيدة (فائع) عجلها، ولهذه (تلمظ) قليلا..وأطلق القذيفة بعد التأكد من سحنة الشحاد الذي يقف أمامك.
3- الحكومات صيغة مؤنثة وكل مؤنث هو جميل ورائع ولهذا على الشعب أن لا يمارس سلوكي حين تطرق الحكومة شباك القلب وتطلب رضا الشعب....عليه أن يتروى فمن الممكن أن نكون (فقعنا) مرارة الحكومة.
4- ليس عجل الأخت وحده الذي (فئع)..مرارتي هي الأخرى (فئعت).


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة