في مقال أمس 'ھل ستنجح زمزم؟'، قدمنا ا?طراف الث?ثة المؤثرة على مستقبل مبادرة 'زمزم': ا?ول، وھي الدولة؛ والثاني، جماعة
ا?خوان المسلم?ن؛ والثالث، وھو ا?ھم، أصحاب المبادرة أنفسھم، وھو ما نستمر في التعل?ق عل?ھ ال?وم.
مبادرة زمزم، إذن، تشكّل 'فرصة' مھمة لمجموعة من الشباب ل?نط?ق نحو التفك?ر ا?بداعي الخ?ّق، للتفك?ر مع ا?خر?ن في الوطن،
ول?سوا بالضرورة حزب??ن، وفق منطق الشراكة الوطن?ة؛ ل?س فقط في مسار ا?ص?ح الس?اسي، على أھم?تھ البالغة، بل حتى في الشأن
ا?كثر أھم?ة ال?وم، والذي تتجاھلھ ا?حزاب والقوى الس?اس?ة برغم أنّھ ?مثّل الشغل الشاغل للمجتمعات العرب?ة، أ? وھو ا?قتصادي
والتنموي. فنحن بحاجة إلى انخراط المجتمع المدني بصورة أكثر عمقاً وح?و?ة وتدفقاً في التطو?ر والعمل التطوعي والخ?ري وا?فكار
الخ?ّقة، لتش??د التنم?ة وتدو?ر العجلة ا?قتصاد?ة والتعل?م والصناعات الصغ?رة والوسطى في المجتمعات المحل?ة.
في ھذا الس?اق، تمثّل 'زمزم' خطوة نوع?ة على صع?د الفكرة ذاتھا. وھو ما تع?ھ ق?ادة المبادرة التي رفعت شعار 'الشراكة' مع الجم?ع؛
فلم تطرح نفسھا، ابتداءً، على ص?غة حزب س?اسي، بل بوصفھا مجموعة من المبادرات والشبكات التي تسعى إلى تحق?ق تغ??رات على
أرض الواقع، بع?داً عن ا?طر ا??د?ولوج?ة التقل?د?ة المھترئة، مع عدم تجاوز مشروع ا?ص?ح الس?اسي، وإنما برد ا?عتبار لدور
المجتمعات وا?نسان في النھوض والتطوّر. وھو ما ?ُلزم أصحاب المبادرة بطرح تصوّر أكثر وضوحاً وتماسكاً ل?ھداف التي ?سعون
إلى تحق?قھا، عبر ا?ندماج بالمجتمع المحلي، وإدماج الشباب في إطار ھذه المبادرة.
على ھذا ا?ساس من التفك?ر الجد?د، فإنّ نجاح المبادرة ?توقف ابتداءً على التر?ث في تأس?س حزب س?اسي، والترك?ز حال?اً على إنتاج
وتطو?ر الشبكات الخدمات?ة والتطو?ر?ة، وإنضاج خطّة عمل برامج?ة. لكن أحد أھم شروط ا?نجاز ?تمثل في عدم وضع 'وصا?ة' من
الق?ادة على ج?ل الشباب، وإط?ق طاقاتھ للعمل وا?بداع والبناء. وربما تمثّل ھذه القض?ة إحدى المشك?ت التقل?د?ة المعروفة التي عانت
منھا، وما تزال، جماعة ا?خوان المسلم?ن، كما ?عرف قادة الجماعة أنفسھم. إذ تمثّل مخزناً كب?راً للطاقات البشر?ة والخبرات
التكنوقراط?ة، لكنّھا جم?عاً مق?ّدة ضمن تنظ?م ھ?راركي-حد?دي، وفق مفاھ?م تقل?د?ة سطح?ة من الب?عة والطاعة، شكّلت بحد ذاتھا عائقاً
كب?راً أمام انفجار الطاقات الشباب?ة في ا?تجاھات التنمو?ة وا?بداع?ة المف?دة!
على أصحاب المبادرة التفك?ر حال?اً في ال?وم التالي لـ5 حز?ران، أي ما بعد ا?ع?ن ا?حتفالي عنھا؛ أو?ً على صع?د بناء خطّة العمل
والتجن?د وا?ستقطاب والتعبئة، وتنظ?م ا?فكار وتطو?رھا وبرمجتھا على أرض الواقع، وثان?اً ا?نط?ق في مشروعات التنف?ذ والتطب?ق،
والخطط السنو?ة، وثالثاً تطو?ر مركز الدراسات (الذي سجّلھ د. رح?ل غرا?بة) ل?كون بالفعل مؤسسة استرات?ج?ة مھمة في رفد
المشروعات الواقع?ة برؤى وأفكار وتق??مات مف?دة.
وربما ھذا ?عود بنا إلى ا?طراف ا?خرى المؤثّرة في رسم مستقبل المبادرة ومخرجاتھا، وھما الدولة وا?خوان. فعلى صع?د الدولة، فإنّ
مھمتھا الرئ?سة انتھت ?وم ا?ع?ن عن 'زمزم'، في 'العرس الوھمي' الذي أقامتھ، وستقتصر جھودھا ?حقاً على تعز?ز نزوع ا?نشقاق
لمجموعة زمزم، وتقد?م 'ا?غراءات' لھا للق?ام بذلك، وترو?ج ھذه الفكرة إع?م?اً وس?اس?اً!
ھذا التوجّھ الرسمي ?مثل استمراراً لسلسلة ا?خطاء الرسم?ة والرھانات البائسة التي تعوّدنا عل?ھا. لكن إن كان ثمة مف?د ووطني بحق
?مكن أن تقوم بھ مؤسسات الدولة، ف?تمثّل في التعاون ما ب?ن صندوق الملك عبدا? الثاني، برئاسة د. عمر الرزّاز، وعبر مشروع
التمك?ن الد?مقراطي. فالمبادرة أھم مشروع للتمك?ن الد?مقراطي ?مكن أن ?تبنّاه الصندوق. وربما من المف?د إ?جاد ص?ت قو?ة وتنس?ق
ب?ن المبادرة والصندوق، خ?ل الفترة القر?بة المقبلة.
ل?سف، لم أستطع اختصار أفكار المقال في ھذا الجزء، وأُبقي على الجزء الثالث إلى مقال ?وم غد، عن مستقبل ع?قة 'زمزم'
با?خوان، ?ھم?ة الموضوع في ضوء ما ?جري مع ا?س?م الس?اسي في المنطقة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو