الخميس 2024-12-12 02:58 ص
 

العيــــد بيـــن الأمـــس واليـــــوم

01:06 م

أن تشتري لأبنائك ملابس للعيد تجد فيها متعة وسعادة ، وكأنك تتذكر وأنت في سنهم كيف كنت تعد الأيام يوما بعد يوم ،كي يصحبك والدك معه للسوق لتشتري ملابس العيد , تضعها كل ليلة الى جانبك وربما تنام وانت تحتضنها كي تصحو وتلبسها على عجل ، لتلحق أصدقاؤك الذين ينتظرونك من الصباح لتخرج معهــم الى المراجيح أو الى السينما ، متمتعين بالمرح المتوفر فيهمــا , وتشتري بعد ذلك ما تود شراؤه , ولا تعود الى البيت الا منتصف الليل .

اضافة اعلان

لم يكن لدي مهرب من أن أنصاع لمطالبهم , رغم أن الوضع المادي لم يعد يسمح لتنفيذ جميع رغباتهم بعد أن مررنا من رمضان الى عيد الفطر ثم إلى متطلبات المدارس والتي يثقل حملها على الجميــــــع .

وكلما طلبت منهم أن يختصروا من المشتريات قليلا يردوا عليك بصوت واحد أنسيت أن في العيد يا أبانــا فرح أخانا الكبيــر , فلا تجد نفسك الا ملتزمــا الصمــت تاركا إياهــم يكملوا الشــراء .

كنا في السابق ونحن في سنهم نشتري القميص والبنطال وربما حذاء جديد ونكاد نطير من الفرح , ونبدأ العيــد في الذهاب للسلام على أقاربنا وبالذات من نثــق بأنـنــا سنحصل منهــم على عيدية مهما كانت ، وطبعا مهما جمعت لن تعادل ما يـأخذه اليــوم واحد من أبنائنــا من فرد واحد من أقاربــه .

كنا نذهب الى المدينة التي يتوفر فيها الألعاب وركوب البسكليتات نختتمها بحضور أحد الأفلام السينمائية والتي لم تكن تتوفر في قريتنا , ونعود بعد أن تكون الفلوس قد فرغت من جيوبنـــا ، علمــا بأن هــذه الأيــام يتوفــر لهــم من وســائل التسـلية والترفيــه مالا يعــد ولا يحصــى .

ربما كانت الفرحة في العيــد سابقا تفوق الفرحة حاليا ، رغــم بساطتها وقلة ما يتوفر من وسائل ترفيهية , ولعل ذلك يعود الى ان الأغلبيــة كانت تشــترك في نفـــس الأحــوال والأوضــاع ، والعلاقات الأسـرية أكثــر وئامــا ومــودة ، والهموم والمشاكل الخاصة والعامة أقــل مما هــي عليــه الآن ، والتى تسبب الأرق والخوف من الآتـــي ، وما يحاك من مؤامرات وتوتــرات داخلية أو مما يأتـــينـــا من الخـــــــارج .

عزام محمد البوريني
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة