أن تشتري لأبنائك ملابس للعيد تجد فيها متعة وسعادة ، وكأنك تتذكر وأنت في سنهم كيف كنت تعد الأيام يوما بعد يوم ،كي يصحبك والدك معه للسوق لتشتري ملابس العيد , تضعها كل ليلة الى جانبك وربما تنام وانت تحتضنها كي تصحو وتلبسها على عجل ، لتلحق أصدقاؤك الذين ينتظرونك من الصباح لتخرج معهــم الى المراجيح أو الى السينما ، متمتعين بالمرح المتوفر فيهمــا , وتشتري بعد ذلك ما تود شراؤه , ولا تعود الى البيت الا منتصف الليل .
لم يكن لدي مهرب من أن أنصاع لمطالبهم , رغم أن الوضع المادي لم يعد يسمح لتنفيذ جميع رغباتهم بعد أن مررنا من رمضان الى عيد الفطر ثم إلى متطلبات المدارس والتي يثقل حملها على الجميــــــع .
وكلما طلبت منهم أن يختصروا من المشتريات قليلا يردوا عليك بصوت واحد أنسيت أن في العيد يا أبانــا فرح أخانا الكبيــر , فلا تجد نفسك الا ملتزمــا الصمــت تاركا إياهــم يكملوا الشــراء .
كنا في السابق ونحن في سنهم نشتري القميص والبنطال وربما حذاء جديد ونكاد نطير من الفرح , ونبدأ العيــد في الذهاب للسلام على أقاربنا وبالذات من نثــق بأنـنــا سنحصل منهــم على عيدية مهما كانت ، وطبعا مهما جمعت لن تعادل ما يـأخذه اليــوم واحد من أبنائنــا من فرد واحد من أقاربــه .
كنا نذهب الى المدينة التي يتوفر فيها الألعاب وركوب البسكليتات نختتمها بحضور أحد الأفلام السينمائية والتي لم تكن تتوفر في قريتنا , ونعود بعد أن تكون الفلوس قد فرغت من جيوبنـــا ، علمــا بأن هــذه الأيــام يتوفــر لهــم من وســائل التسـلية والترفيــه مالا يعــد ولا يحصــى .
ربما كانت الفرحة في العيــد سابقا تفوق الفرحة حاليا ، رغــم بساطتها وقلة ما يتوفر من وسائل ترفيهية , ولعل ذلك يعود الى ان الأغلبيــة كانت تشــترك في نفـــس الأحــوال والأوضــاع ، والعلاقات الأسـرية أكثــر وئامــا ومــودة ، والهموم والمشاكل الخاصة والعامة أقــل مما هــي عليــه الآن ، والتى تسبب الأرق والخوف من الآتـــي ، وما يحاك من مؤامرات وتوتــرات داخلية أو مما يأتـــينـــا من الخـــــــارج .
عزام محمد البوريني
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو