السبت 2024-12-14 09:17 ص
 

القتل بداعي «الاستفزاز»

08:58 ص

الوكيل- دفع شاب اردني حياته امس الاول ثمنا لتزاحم مركبتين اختلف سائقاهما على اولوية المرور ليتطور هذه الخلاف الى مشادة كلامية بينهما فيشهر عقبها احدهما سلاحه ويطلق رصاصات لم يكن يعلم انها ستودي بحياة شاب بهذه السهولة.اضافة اعلان

اخبار القتل اصبحت كثيرة حيث لا يمضي اسبوع دون السماع عن جريمة قتل او مشاجرة اودت بحياة شاب غالبا ما يكون في مقتبل العمر دون سبب حقيقي يستدعي حمل سلاح الجريمة ولتكتشف في نهاية المطاف «تفاهة» الازمة التي لا تتجاوز في ابعد حدودها تزاحم سير كما حدث امس الاول على دوار المدينة الرياضية او مشاجرة بين زوجة وزوجها وضربته بآلة حادة ما ادى الى مقتله.
سهولة حمل السلاح وانعدام حاجز الخوف لدى الناس من استخدامه انتجت في نهاية المطاف نوعا جديدا من الجرائم الطارئة على مجتمعنا وهي القتل «بداعي الاستفزاز» نتيجة قرب السلاح من الشخص وعدم ادراكه لخطورته، وسهولة الحصول عليه اصلا سمحت لهذا النوع من الجرائم التي استهانت بحياة الانسان ورفعت نسبة الجريمة في بلادنا.
وبقراءة بسيطة لارقام الجريمة الرسمية فان الارقام تشير الى ازدياد الجريمة في الاردن على اختلاف انواعها وبحسب احصائيات وزارة العدل فإن الجنايات الكبرى والصغرى، والجنح المرتكبة خلال العام 2011، بلغ مجموعها156 الفا و257 جريمة، وفي عام 2012 بلغت 163 الفا و143جريمة، وفي وعام 2013 لغاية تشرين الاول 131الفا و240جريمة.
وتشير احصائية المعدل الطبيعي لنمو الجريمة في الاردن (صادرة عن ادارة البحث الجنائي)، ان عدد الجرائم في عام 2008 بلغ 44 ألفا و722 جريمة، وفي عام 2009 بلغت 48 ألفا و808 جرائم، وفي عام 2010 بلغت 53 ألفا و362، وفي عام 2011 بلغت 60 ألفا و226 جريمة وفي عام 2012 بلغت 62 ألفا و917جريمة، وهذا مؤشر على تزايد الجرائم في الاردن.
وبالعودة الى اسباب انتشار الجريمة وخصوصا القتل منها فانه يجب تسليط الضوء على حالة الضغط والتوتر اضافة الى تراكمات نفسية يعيشها المواطن جراء الظروف التي تمر بها المنطقة بشكل عام وما يشاهده من مشاهد القتل والدمار لتكون ردة الفعل نتيجة تراكمات نفسية سابقة لدى القاتل فضلا عن سهولة اقتناء الاسلحة.
استاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور فاروق الحلالشة قال ان تراجع الظروف الاقتصادية وصعوبتها زادت من التوتر النفسي وتعمل على سرعة ردود فعله على الاحداث التي يمر فيها اضافة الى شدة تلك الردة والتي تصل كما نشاهد بجرائم القتل الى استخدام السلاح الناري دون ادنى تفكير بالعواقب وغالبا ما يكون جرم القتل بعد تعرضه لموجات توتر عالية بحيث يكون رد الفعل قاسيا.
ويشير الى تعاظم سيادة القيم الخاطئة للرجولة والشرف والشجاعة والقوة حيث ان القوة والقدرة الحقيقية التي يجب ان تطبق في المجتمع هي القيم التي تركز على تمالك النفس عند الغضب.
ويلفت الحلالشة الى ان عامل استسهال القتل وانتشاره مرتبط بشدة القانون وقدرته على ردع كل من تسول له نفسه بارتكاب جرم القتل، فالجاني لا ينال جزاءه فورا بل يسجن وتطول مدة سجنه وربما يخرج عند تنازل ذوي المقتول ومن المحتمل عند هذه الحالة ان يخرج اسوا من قبل، مؤكدا ضرورة ايجاد عقوبات رادعة وغليظة لقمع انتشار مثل هذه الحالة الطارئة على مجتمعنا.
ويضيف ان احد الاسباب الرئيسية والاساسية ايضا هي سهولة اقتناء الاسلحة والتي يكثر انتشارها بين الناس مطالبا الجهات المعنية بضرورة احكام قبضتهم على هذا الملف من خلال حملات متخصصة على السلاح في جميع المحافظات وسحب غير المرخص منه ومعاقبة مروجيه.(الدستور)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة