الجمعة 2024-12-13 01:02 م
 

القدس غير موحدة ولا عاصمة!

01:33 م

هذا الاصرار على أن تكون القدس موحدة، وأن تكون عاصمة إسرائيل، هو اصرار خارج مدار العقل والواقع، فهناك 220 ألف فلسطيني يعيشون في القدس: ولدوا فيها وكبروا، ودرسوا وتزوجوا ومنحتهم القدس محبتها في ظلال المسجد الأقصى وكنائسها، ومعابدها وأسوارها. فهل هؤلاء «شيء» لا معنى شرعياً لوجوده؟. وهل قدسهم مجرّد جزء خارج حدود الحياة فلا هم مقادسة، ولا هم يهود، ولا معنى لاصرارهم بأن هذه مدينتهم.اضافة اعلان


لا يستطيع العالم أن يقبل اللوثة الصهيونية بأن القدس كلها عاصمة إسرائيل.. لمجرد أن اليهود يحملون المدينة ثلاثة آلاف عام إلى الوراء، ولا يرون فيها إلا داود وسليمان.. ودولة لم ولا يعرف التاريخ فيما إذا كانت دولة كتاب ديني، أو دولة ورد ذكرها في تاريخ المنطقة. فتل أبيب ذاتها لم يدخلها يهودي لأن الفلسطينيين كانوا يسكنون السواحل وهم: القوم الجبارون.

لن تكون القدس موحدة لأنها مدينة يعيش فيها شعبان متعاديان، فهي ليست برلين التي قسمها جدار أقامه الشيوعيون الألمان في وجه رأسماليون ألمان. وحين انهار النظام الشيوعي الشرقي انهار الجدار.

لقد حاولت المنظمات الدولية ايجاد حل لقضية القدس، فدوّلها قرار تقسيم فلسطين، وعلى الرغم من الاتهام المنحط بأن عبدالله الشهيد المؤسس وافق على قرار التقسيم، إلا أنه رفض رفضاً قاطعاً تدويل المدينة المقدسة. لأن المسجد الأقصى غير قابل للتدويل، ولأن العثمانيين مسلمون، ولأن الانتداب البريطاني حالة غير دائمة.

لقد قاتل الأردنيون دفاعاً عن مقدسات المدينة، وهزموا البالماخ عام 1948. وبقي الجيش مرابطاً على أسوار القدس طيلة تسعة عشر عاماً وحين قرّر العرب الهزيمة لأن الكل يعرف أنهم غير مستعدين للحرب، وهذا ورد في نص مذكرة القيادة العربية العليا وعلى علي عامر وبقية المساخر، لم يحترم الساسة القرار المطلوب منهم. فذهب المدنيون ليحاربوا، وقعد العسكر في عواصم العرب يحكمون سعيداً.

لن يقبل العالم احتلال القدس باسم توحيدها ويهوديتها. فالقدس غير موحدة طالما فيها طفل عربي، وهي قطعاً ليست عاصمة لإسرائيل لأن فيها 220 ألفاً يقولون: لا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة