الوكيل - ظلت الأنباء تسرّب لزمن طويل عن الوضع الغذائي المزري الذي يعيش فيه الكوريون الشماليون خاصة في الأرياف. ومع معاناة البلاد من جفاف طويل ومتصل، صار الحديث عن بلوغ البلاد مرحلة جديدة في ما يمكن أن يفعله الجوع بالبشر.
فالآن يخرج صحافيون من وكالة «آيشيا برس» الصحافية الآسيوية بتقارير جمعوها سرّا في الدولة الشيوعية التي تضرب حولها جدارا صلدا من من العزلة وتكرّس سائر مواردها لإنتاج الأسلحة المتقدمة. على أن هذه التقارير تتحدث الآن عن أن الوضع بلغ في مقاطعتي هوانغهاي الشمالية والجنوبية حد أن الجوع علّم الناس أكل لحم البشر.
فقد عُلم أن 10 آلاف شخص ماتوا جوعا بسبب الجفاف ومصادرة مسؤولي «حزب العمال الكوري» (الشيوعي الحاكم والوحيد) القليل الموجود من المواد الغذائية من أجل شحنها الى أهل العاصمة بيونغ يانغ. وعُلم أيضا أن ظاهرة أكل لحم البشر من أجل التمسك بأهداب البقاء بدأت تتفشى تالياً وسط الناس في المقاطعتين.
وفي هذا الصدد قال تقرير إن السلطات أعدمت قرويا وصل الى حد قتل طفليه لهذا الغرض. وقالت أنباء إن رجلا آخر لاقى مصير الإعدام نفسه لأنه حفر قبر حفيده ليأكل بقاياه. ويتحدث الناس أيضا عن حوادث مشابهة يشيب لها شعر الرأس، وأن الإعدام بالرصاص صار شبه مألوف بحق اولئك الذين يأكلون صغارهم الأحياء والأموات.
وبالتزامن مع هذه التقارير نفسها تقول أخرى إن الرئيس الجديد كيم جونغ اون (30 عاما) أنفق في الأشهر القليلة الماضية معظم المال في خزينة الدولة على بناء منصات لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى. ولا يقتصر الغرض من هذه على تهديد اليابان القريبة وحليفة العدو الأكبر كوريا الجنوبية، وإنما لضرب الولايات المتحدة نفسها، وهي عدو البلاد التقليدي منذ اندلاع الحرب الكورية في مطلع خمسينات القرن الماضي.
ويبدو أن كيم ماض على هذا الدرب لا تردعه حقيقة أن قطاعا كبيرا من مواطنيه الريفيين توغلوا في الوحشية. فقد قال شاهد عيان لصحافيي «ايشيان برس» إن رجلا أعدم بالرصاص لأنه انتهز فرصة غياب زوجته فقتل أولا ابنته الكبرى، وأعقب ذلك فورا بقتل ابنه لأنه شهد جريمة قتل شقيقته.
ولدى عودة زوجته «بشّرها» هذا الرجل بأنه تمكن من تأمين كميات وافرة من «لحم الضأن والبقر». لكن غياب ابنيها وكمية «اللحم» المتوفر في وقت الجوع هذا أثارا شكوكها فنبّهت السلطات. ولدى تفتيش المنزل عُثر على أعضاء سالمة من بقايا الضحيتين.
ونقلت صحف بريطانية عن جيرو إيشيمارو، وهو أحد كبار المحررين في «ايشيا برس» قوله: «التقرير المشترك المؤلف من 12 صفحة يحوي الكثير من الأشياء المخيفة. لكن ما لا يُصدّق هو الحوادث التي تتعلق بأكل لحم البشر. هذه سابقة لم نسمع بها من قلبل».
وأضاف قوله: «نعلم ان السلطات الكورية الشمالية سمحت لوفد من الأمم المتحدة بزيارة المناطق المتأثرة بالجفاف. لكن الأرجح هو أن هذه السلطات فعلت المستحيل نفسه من أجل إخفاء الوجه الحقيقي القبيح لهذا الوضع المؤلم».
يذكر أن «المعهد الكوري للتوحيد الوطني» في عاصمة كوريا الجنوبية سيول كان قد قال في ايار (مايو) الماضي إن سلطات الشمال اعتقلت وأعدمت رجلا لأنه قتل زميلا له وأكل بعض أعضائه قبل أن يبيع باقيه على أنه لحم ضأن. وأرد المعهد نفسه حالتين أخريين في سجون كوريا الشمالية أكل فيها سجناء لحم البشر.
يذكر أن الكوريين الشماليين لا يزالون يحملون ذكرى مجاعة ماحقة ضربت البلاد في التسعينات وراح ضحيتها عدد هائل من الناس لم يحدد. لكن التقديرات في هذا الصدد تراوحت بين 240 ألفا و3.5 مليون شخص.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو