الخميس 2024-12-12 11:52 ص
 

المدارس الحكومية في المملكة : اكتظاظ صفوف .. نقص معلمين .. مبان ٍ مستأجرة وأخرى متهالكة

12:26 ص

الوكيل- على الرغم من التحضيرات والاستعدادات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم منذ بداية العام الدراسي الحالي، للحد من أزمة اكتظاظ الصفوف، إلا أنها لم تكن كفيلة لحل الأزمة، التي تتكرر كل عام، حسبما أشار عدد من الأهالي إلى 'الغد'.اضافة اعلان


واعتبر الأهالي أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بسيطة ولا تتناسب مع الواقع، لافتين الى أن هذا الوضع سيعيق سير العملية التدريسية، كون الصفوف أصبحت أقرب الى 'قاعات الانتظار'.

وتصل الطاقة الاستيعابية للغرفة الصفية، بحسب دراسات سابقة للوزارة بين 35-40 طالبا، في حين وصل عدد الطلبة في الغرفة الصفية الواحدة في بعض المدارس الحكومية الى 65 طالبا.

كما تواجه الوزارة أزمة إنشاء مبان مدرسية جديدة ذات كلف عالية، نتيجة التزامها بالمعايير الدولية لبناء المدارس، في حين إن موازنة الوزارة بالكاد تكفي لتغطية مصاريف النفقات الجارية، بحسب خبراء تربويين.

وينعكس اكتظاظ الطلبة في الغرف الصفية على حصة المعلم، مقسومة على وقت الطالب في الحصة، ما يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم ونوعيته.

وشهدت محافظات المملكة منذ بداية العام الدراسي إضرابا للطلبة والمعلمين، احتجاجا على اكتظاظ الصفوف ورفض المدارس لقبول الطلبة المنقولين إليها، كونها أصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة للطلبة المنقولين في كل عام.

وبلغ عدد الطلبة المنقولين من المدارس الخاصة إلى الحكومية، نحو 13592 طالبا وطالبة، في حين لم يتجاوز عدد المنقولين من المدارس الحكومية إلى الخاصة المئات فقط، بحسب إحصائيات إدارة التعليم الخاص في الوزارة.

ومع بداية العام الدراسي الحالي توجه 1.7 مليون طالب وطالبة لبداية عامهم الدراسي الجديد، من بينهم 1.154.619 مليون في المدارس الحكومية.

وتوزعوا على نحو 45 ألف شعبة صفية في 6200 مدرسة على مستوى المملكة، بحسب مدير إدارة التخطيط التربوي محمد أبو غزلة في وزارة التربية.

وبين أبو غزلة في تصريحات سابقة الى 'الغد' أنه 'لا يوجد نقص في المدارس، ولكن ما نعاني منه في بعض المناطق، إصرار أولياء الأمور على مدارس بعينها، التي تعاني من اكتظاظ في الصفوف'.

ولفت إلى أن مشكلة الاكتظاظ محدودة في بعض المناطق، بحيث تم توجيه كتاب الى مديريات التربية والتعليم المختلفة، والتي بدورها عممتها على المدارس كافة بعدم رفض أي طالب، إلا في حال عدم توافر متسع له، ووضعه على القوائم الاحتياطية، وإن لم يتوافر له مقعد في تلك المدرسة، يتم توجيهه لأقرب مدرسة في المنطقة نفسها.

وأشار أبو غزلة إلى أن الوزارة اتخذت إجراءات عدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة المنقولين إليها، سواء نتيجة النمو السكاني المتزايد، أو الطلبة المنقولين من التعليم الخاص، أو القادمين من الدول العربية، بسبب الظروف التي تشهدها المنطقة حاليا.

وقال أبو غزلة إن 'الوزارة اتخذت عدة إجراءات، من ضمنها إعادة تأهيل المدارس، بمعنى تحويل غرف إدارية يمكن تأهيلها لتصبح غرفا صفية، والعمل على إضافات صفية داخل المدارس'.

واستأجرت الوزارة مباني لتلبية الاحتياجات المتزايدة لأعداد الطلبة، لافتا الى أنه يتم استئجار 50 مبنى على مستوى المملكة سنويا، فضلا عن الاستعانة بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، مشيرا إلى إنشاء 37 مدرسة جديدة و70 إضافة صفية هذا العام.

وبين أبو غزلة أن الوزارة أعطت صلاحية لمديري المدارس بتحويل المدارس الى نظام الفترتين.

الزرقاء: مدارس متهالكة تفتقد لأبسط معايير البيئة التعليمية

قال طلبة ومعلمون وأولياء أمور إن مدارس مستأجرة وأخرى مملوكة في الزرقاء 'غير مستوفية' لشروط المرفق العام من حيث افتقارها لأنظمة الصيانة، والإنارة والتهوية، ما يؤثر سلبا على سير العملية التعليمية.

وأوضحوا في أحاديثهم مع 'الغد'، أن بعض هذه المدارس آيل للسقوط لا سيما سلالم الطلبة التي تتسبب يوميا بسقوط وتعثر الطلبة على درجاتها، ما يشكل خطرا على حياة الطلاب والمعلمين على حد سواء.

وما زالت العديد من المدارس في محافظة الزرقاء التي تضم 3 مديريات للتربية والتعليم تعاني أوضاعا صعبة، خصوصا في موضوع البناء المدرسي والمرافق التي يحتاجها الطلبة من أجل العملية التعليمية.

وتتركز أغلب شكاوى المواطنين في المحافظة حول مدارس (الملك غازي والمنصور ومحمد بن القاسم ومحمد الخامس ومدرسة فاطمة الزهراء وعائشة بنت أبي بكر والرازي والرملة وعكا وحسان بن ثابت وأسد بن الفرات وخلايلة بني حسن الأساسية وعثمان بن عفان)، وهي في اغلبها مدارس أساسية مستأجرة في أحياء قديمة، أصاب التصدع العديد منها، ولكنها ما زالت تستقبل الطلبة وسط أوضاع 'مزرية'.

ويقول مؤيد حسن وهو ولي أمر طالب إنه قبل 19 عاما كان طالبا في إحدى مدارس منطقة الغويرية التي تعاني ظروفا 'مزرية' وأن الصدف شاءت أن يدرس ابنه البكر في نفس المدرسة ليكشف أن أوضاعها ازدادت سوءا إذ 'تفتقر إلى عمليات الصيانة ونوافذ بعضها محطم وقد تآكل طلاء الجدران فيها منذ سنين'.

وقال حسن إن المدرسة قديمة وساحتها ضيقة وسلالمها مهترئة، موضحا أنه لم يلمس أي فرق يذكر طرأ عليها لدى تركه لها قبل 19 عاما.

ويقول احد المعلمين وهو علي المحمود إنه وبالتزامن مع دخول الوسائل التعليمية البصرية والسمعية إلى الغرف الصفية وتطور مفهوم الغرف الصفية، وأبعادها القياسية، ومعاييرها البنائية، ووضعية أثاثها، وتوزيع الإنارة فيها، باتت الحاجة ملحة لبناء مدارس مناسبة، نظرا لافتقار المدارس المستأجرة حاليا لأبسط مفاهيم البيئة التعليمية السوية.

ويوضح أولياء أمور ومعلمون أن الدورات الصحية في هذه المدارس لا تفي باحتياجات الطلاب من حيث العدد والتجهيزات، لاسيما عدم توفر المياه المناسبة للشرب وسلامة الجدران والأبواب.

وتقول ثراء محمد وهي والدة إحدى الطالبات إنها شعرت بالغثيان لمجرد اقترابها من الدورات الصحية في المدرسة بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منها، متسائلة 'كيف ترضى الجهات المعنية بهذه الأوضاع داخل المدارس'.

وأضافت انها تلح على زوجها لنقل ابنتهما من المدرسة الحكومية إلى أخرى خاصة، بما يضمن على الأقل توفير الحد الأدنى من الظروف التعليمية والمعيشية السوية.

وأضاف إن الأبواب والنوافذ تحتاج دائما إلى الصيانة والتصليح، قائلا إن حال هذه المدارس سيئة جدا وتحتاج إلى قرار بنقل طلبتها إلى مدارس مناسبة خاصة وأن الحكومة تنفق أموالا طائلة على تشييد الأبنية الحكومية 'فلماذا لا ينسحب الأمر على المدارس'.

وأضاف ان السلالم في المدارس ذات الطوابق غير آمنة حيث أنها بنيت لاستخدام عدد معقول وليس آلافا من الطلبة والمعلمين.

وكانت 'الغد' نشرت قبل عامين شكاوى أولياء أمور طلبة مدرسة حي نصار الأساسية في الزرقاء والتي تراوحت بين عدم وجود جدران خارجية للبناء المدرسي المستأجر، الذي يضم 3 غرف قديمة ودورة مياه منفصلة ومهجورة، ووجود البناء المدرسي خارج الحرم المدرسي واختراق أحد الشوارع الرئيسة جسم المدرسة، حيث يفصل مبنى قديما من ثلاث غرف صفية عن البناء المدرسي الذي يضم الإدارة وغرفة المعلمات ودورات صحية.

وتقول مصادر في وزارة المالية وهي الجهة المخولة باتخاذ قرار الاستئجار إن لجانا مختصة تعمل ضمن معايير تحدد مدى صلاحية المبنى ليكون مرفقا حكوميا أبرزها حداثة المبنى، وعدد الموظفين، والقدرة الاستيعابية التقديرية للمراجعين، وملاءمة المبنى لطبيعة العمل.

وكانت دراسة حكومية، قد أظهرت أن قطاع التعليم يعاني من ارتفاع نسبة المدارس التي تداوم بنظام الفترتين وتلك المستأجرة مع الأخذ بعين الاعتبار عدم ملاءمة غالبية تلك المدارس من الناحية التربوية. كذلك تكمن المشكلة في ازدياد عدد الطلبة في الشعب المجمعة في المدارس التي تقع خارج مدينة الزرقاء، والنقص في المرافق والتسهيلات التربوية في الأبنية المدرسية القائمة وخاصة المستأجرة منها.

وطالبت دراسة أجرتها محافظة الزرقاء قبل سنوات برصد أموال لبناء مدارس نموذجية متكاملة والاستغناء عن الأبنية المدرسية المستأجرة والتقليل ما أمكن من مدارس نظام الفترتين.

عجلون: ثلث عدد المدارس مستأجر

تؤكد الأرقام الرسمية في مديرية التربية والتعليم في محافظة عجلون أن أعداد المدارس المستأجرة تشكل زهاء ثلث عدد المدارس في المحافظة، كما أن الشكاوى والعرائض التي تتسلمها المديرية تتركز حول استحداث مدارس جديدة لحل مشكلة الاكتظاظ والتزايد الطبيعي في أعداد السكان.

وتبين الأرقام الرسمية وجود 123 مدرسة حكومية في المحافظة ما زال منها 35 مدرسة مستأجرة بحيث تستقبل جميعها حوالي 38 ألف طالب وطالبة يقوم على تدريسهم 3800 معلم ومعلمة وإداري، إضافة إلى 28 مدرسة خاصة تضم 4 آلاف طالب وطالبة، و33 روضة حكومية و42 روضة خاصة.

ويقول أحد سكان قرية المشيرفة في لواء كفرنجة أحمد الرشايدة أن المدرسة الأساسية المستأجرة حاليا في القرية غير مناسبة، مؤكدا أن ذلك يمنع من استحداث شعب إضافية بدلا ما يستدعي نقل الطلبة إلى مدارس خارج القرية والمسير عدة كيلو مترات يوميا.

وأعرب طلاب وأولياء أمور في بلدة عين البستان عن استيائهم الشديد من واقع المدارس المستأجرة في البلدة بسبب بعدها عن منازل الطلبة، ما يتسبب لهم بالإرهاق الشديد للوصول إليها.

وأكد المواطنان رائد عريقات وزياد بني سلمان أن مبنى المدرسة الثانوية المستأجر يبعد عن معظم المنازل زهاء 3-4 كم ما يتسبب بإرهاق الطلاب وعدم قدرتهم على التركيز خلال الحصص، أو متابعة الدروس بعد العودة إلى المنازل، مطالبين بالإسراع ببناء مدرسة ثانوية.

كما لفتا إلى عدم ملاءمة المبنى المستأجر من حيث مساحة الغرف الصفية ووجود أعداد كبيرة فيها، مطالبين باستحداث مدرسة مستملكة تستوعب الأعداد المتزايدة.

من جهته أقر مدير التربية والتعليم في محافظة عجلون محمود شهاب بحاجة المحافظة لاستحداث عدد من المدارس في مناطق مختلفة، وخصوصا استحداث مدرسة ثانوية لخدمة بلدة عين البستان التي تشهد زيادة سكانية عالية، مشيرا إلى أن المديرية وضعت إنشاء مدرسة في عين البستان على رأس قائمة أولوياتها.

وأشار إلى أنه تم استملاك قطعة أرض مساحتها 6 دونمات في وسط البلدة وتقع في منطقة متوسطة بالقرب من الشارع الرئيس للمباشرة في البناء فور توفر المخصصات، مؤكدا حرص المديرية على توفر البيئة التعليمية الآمنة والمناسبة للطلبة.

ولفت شهاب إلى أن الوزارة لا تقوم بأعمال الصيانة للمدارس المستأجرة وإنما المؤجر هو من يقوم بهذه الأعمال، لافتا إلى انه في حال رفض ذلك فإن الوزارة تقوم بحجز ما نسبته 10 % من قيمة الإيجار السنوية لتنفيذ أعمال الصيانة، مبينا انه تم إجراء أعمال صيانة للمدارس الحكومية خلال العطلة الصيفية بقيمة تصل إلى حوالي 100 ألف دينار.

وبين شهاب أن المديرية تسلمت 14 غرفة صفية جديدة أضيفت لمدرستي محنا الثانوية للبنين وكفرنجة الأساسية للبنات بقيمة حوالي 201 ألف دينار بهدف مواجهة تزايد إعداد الطلبة، لافتا إلى أن المديرية بصدد تسلم مدرسة حطين الأساسية المختلطة في بلدة عين جنا التي تم انشاؤها بدعم منusaid بقيمة تصل إلى حوالي 4 ملايين دينار.

الطفيلة: اكتظاظ بالصفوف وأبنية مدرسية بلا مختبرات أو ملاعب

تفتقد اغلب مدارس الطفيلة للغرف الصفية والمرافق العامة كالساحات والملاعب والمشارب، مما يجعلها غير صالحة كبيئة تعليمية سليمة قادرة على تخريج طلبة يمتلكون قدرات ومهارات تتناسب مع اهداف المناهج، بحسب الكثير من اولياء الامور والمعلمين، الذين اشاروا الى ان مشكلة الاكتظاظ المزعجة يشترك بها اغلب هذه المدارس.

وطالب أولياء أمور بتهيئة الأبنية المدرسية للمساعدة في توفير أجواء تعليمية مناسبة وآمنة، وصيانتها سواء ما يتعلق منها بدهان الجدران أو الأبواب، أو حتى المشارب التي غالبا ما تكون مكسرة ودورات المياه التي تفتقد لشروط الصحة والسلامة العامة.

ويشيرون إلى أن مدارس في مناطق عدة في الطفيلة ينقصها البناء المدرسي الحديث، حيث تظهر مشكلة نقص الصفوف بشكل واضح في مدارس الأطراف والمناطق النائية، ما يضطر إدارات المدارس إلى دمج الصفوف ' الصفوف المجمعة ' فيما أبنية أخرى اصبحت قديمة وباتت لا تصلح للتدريس.

ويؤكد المواطن سالم الجبارين من منطقة سيل الحسا أن تجميع الصفوف أو دمجها تعتبر مشكلة مؤرقة في عدد من المدارس في الطفيلة، خصوصا مدرسة سيل الحسا للذكور، التي يدرس فيها الطلبة من الصف الرابع وحتى العاشر يتلقون دروسهم على نظام المناصفة في الحصة الدراسية في ثلاث غرف صفية، فيما غرفتان خصصتا للإدارة والمعلمين ومستودع للكتب ومكتبة ومستودع لأغراض أخرى عديدة ومتنوعة.

وأشار الى تزويد المدرسة بالمياه عن طريق صهاريج المياه، لطلبتها البالغ تعدادهم نحو 230 طالبا وطالبة.

ويعتبر نقص الملاعب والساحات في الكثير من المدارس مثل مدرسة ذات الصواري الاساسية المختلطة ومدرستي سيل الحسا، وفروة بن عمرو الجذامي وطارق بن زياد الاساسية المختلطة معيقا للطلبة لممارسة هواياتهم، حيث يخصص أقل من نصف متر مربع أو أقل لكل لطالب لتتحول الساحة الضيقة إلى ملعب عند دخول الطلبة إلى غرفهم الصفية، وفق المواطن أحمد مسلم.

ويعتبر المواطن عادل خليل أن نقص المرافق الحيوية في المدرسة مشكلة أخرى كما في المختبرات العلمية أو مختبرات الحاسوب، حيث تدرس موادها بشكل نظري، رغم الأهمية القصوى للجوانب التطبيقية خصوصا في التجارب العلمية واستخدامات الحاسوب العملي، إلى جانب قلة الأجهزة التعليمية كأجهزة الحاسوب والتي تدفع بالمعلمين إلى الاكتفاء بتدريس تلك المادة بشكل نظري فقط.

وحسب بيانات فان نسبة الأبنية المستأجرة في مدارس بالطفيلة ترتفع إلى نحو 35 % ، ما يقلل من فرصة توفر بيئة تعليمية حقيقية ، رغم السعي الحثيث لإيجاد أبنية مدرسية توفر البيئة التعليمية المريحة والحقيقية.

ويؤكد المواطن نايف القطاطشة أن الأبنية المستأجرة لا تصلح للتدريس وهي عبارة عن غرف متلاصقة تفتح بواباتها على بعضها البعض ما يحدث إرباكا نتيجة الإزعاج المنبعث أثناء التدريس، علاوة على عدم توفير التهوية المناسبة لها لكونها، مجرد غرف صغيرة مساحتها ضيقة لا تتجاوز 16 مترا مربعا، يحشر فيها الطلبة ولا يتبقى للمعلم مساحة للوقوف أمام الصف.

ويقول المواطن محمد خليف أن عددا من مدارس في الطفيلة تعاني من قدم البناء المدرسي الذي زاد عمره عن 40 عاما، كمدارس أبو بنا الأساسية للبنات ومدرسة عين البيضاء الأساسية للبنين، وعيمة وإرحاب وعابل، لدرجة تصدعها وتشقق جدرانها، وتسرب المياه من السقوف.

ويرى مدير التربية والتعليم في الطفيلة أحمد السعودي أن حجم الاحتياجات التعليمية في الطفيلة يفوق حجم التطور في الخدمات، مشيرا إلى تزايد أعداد الطلبة ليصل إلى نحو 25 ألف طالب وطالبة في الطفيلة باستثناء لواء بصيرا، ما يعني الحاجة إلى مزيد من الأبنية المدرسية.

واشار الى أن نسبة الأبنية المدرسية المستأجرة يصل عددها إلى نحو 26 مدرسة من أصل 91 مدرسة هي العدد الكلي للمدارس في الطفيلة والتي لا تحقق الشروط التعليمية الحقيقية لكونها أبنية خصصت كمنازل للسكن.

وحول توفير الغرف الصفية الجاهزة في عدد من المدارس النائية مثل مدارس سيل الحسا، والتي تعمل على التخلص من دمج الصفوف، أكد أن الوزارة ونتيجة لقلة الإمكانات المالية لديها، رفعت إلى الديوان الملكي احتياجاتها.

وأكد أن الاكتظاظ في الغرف الصفية حالات محدودة في عدد من المدارس، وان عملية التشعيب للتخلص من الأعداد الكبيرة داخل الصف تتطلب إمكانات كبيرة من حيث توفير المعلمين والغرف الصفية والاحتياجات التعليمية الأخرى، مطالبا بتحديث برامج اجهزة الحاسوب وصيانتها باستمرار، وخاصة انه لا يوجد سوى ست مدارس من أصل 91 مدرسة لا تتوفر فيها أجهزة حاسوب.

وبين أن المديرية تسعى إلى توفير المشارب ودورات المياه بشكل كاف للطلبة، من خلال زيادة عددها، مشيرا إلى أن لجان الأبنية في المديرية تقوم وبشكل مستمر بالكشف على كافة المرافق لتوفير شروط السلامة العامة لتوفير بيئة آمنة للطلبة.

وأشار إلى أن التربية تسلمت خلال ثلاثة أعوام نحو خمس مدارس جديدة بكلفة زادت عن 10 ملايين دينار منها مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز ومدرسة علي بن أبي طالب الأساسية ومدرسة خولة بنت الأزور ومدرسة ابن تيمية الأساسية للبنين .

كما لفت إلى أن العمل جار على تنفيذ مدرستين أخريين، هما مدرسة الأمل للصم والبكم والتي جاءت من خلال تبرع من محسن كريم ومدرسة مجادل الأساسية التي ستحل مشكلة البناء المدرسي المستاجرة في ثلاث مدارس في قرية مجادل وكركا.

ولفت إلى أن أعمال الصيانة تجرى بشكل سنوي وفق الاحتياجات الحقيقية، كما في مدرسة عين البيضاء الثانوية للبنين التي أجريت لها صيانة بكلفة 20 ألف دينار، ومدارس أخرى في مناطق متعددة من الطفيلة بكلفة زادت عن 20 ألف دينار.

العقبة: نقص في المدارس والمعلمين

يعاني قطاع التربية والتعليم في محافظة العقبة العديد من الاختلالات رغم التطور الكبير المتسارع الذي يشهده المنفذ البحري الوحيد للأردن من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والمالية والتطويرية.

وتكمن هذه الاختلالات في تردي البنية التحتية للمدارس واكتظاظ الصفوف والذي وصل إلى 53 طالبا في إحدى شعب مدارس المحافظة، رغم افتتاح عدد من المدارس في مختلف مناطق المدينة، إضافة إلى النقص الحاد في معلمي التخصصات العلمية في المدارس الرئيسية، رغم تبني القطاع الخاص لبعض المدارس الحكومية.

وحسب دراسة أعدت لهيئة شباب كلنا الأردن، فقد تبين أن 'معظم المحافظة تعاني من نقص في عدد المدارس مقارنة بالتضخم السكاني للمدينة، إضافة إلى نقص في أعداد المدرسين، وعدم توفر تخصّصات الزراعي والشرعي في المدارس الثانوية، وعدم استقرار المعلمين لكون الكثير منهم من خارج المحافظة وعدم وجود الحوافز'.

وأظهرت الدراسة بروز 'مشكلة الدروس الخصوصية وعدم وضع معايير في اختيار المعلّمين، وعدم تنوّع الأساليب التعليمية في المدارس والكلية الجامعيّة، إضافة إلى عدم توفر مدرسة في المنطقة التاسعة، مع الإشارة إلى أن قطعة الأرض متوفرة وهي ذات رقم (294) ورقم حوض (23)'.

وشكا أولياء أمور وسكان منطقة الشامية من الاكتظاظ الكبير في مدرستي الرابية للذكور والإناث، حيث يجبر الطلاب على الدوام المدرسي الساعة السادسة والنصف بسبب نقص الغرف الصفية التي لا تستوعب طلاب المنطقة.

ويقول شهاب كريشان أن المنطقة تقطنها أكثر من ألف عائلة جديدة ضمن مشروع سكن كريم لعيش كريم وان المدرستين لا تكفيان لاستيعاب أعداد الطلاب المتزايدة والتي تبعد عن مركز مدينة العقبة أكثر من 15 كم.

وأكد كريشان عدم وجود أي اهتمام بالمدرستين، حيث الكلاب الضالة والكتابة اللاأخلاقية على جدران المدارس بالإضافة الى تهتك البنى التحتية للشوارع الواصلة للمدرستين الذكور والإناث.

ويقول المواطن محمد الفيومي احد اولياء امور الطلبة في المنطقة العاشرة بالعقبة ان مدرسة آيلة الثانوية الشاملة للبنين والتي تخدم منطقة الشعبية/ العاشرة تعاني من اكتظاظ كثيف في بعض الصفوف، لاسيما الصف الخامس والذي يوجد فيه 54 طالباً، إضافة إلى أن الصف الأول الثانوي العلمي يوجد فيه 38 طالباً'.

يشار إلى أن مدرسة آيلة قد تم بناؤها العام 2005 وتتسع إلى ألف طالب وتبعد أربعة كم عن قلب المدينة ويوجد فيها 23 شعبة إلا أن معظمها مكتظ بزيادة غير طبيعية من الطلاب.

كما تعاني مدرسة صفية بنت عبد المطلب الأساسية المختلطة والبالغ عدد الطلبة فيها 166 وتوجد فيها (6) غرف من نقص الغرف الصفية، بالإضافة إلى تردي أوضاع البنية التحتية للمدرسة والمرافق العامة، بحسب المواطن كامل الكباريتي.

وقال أولياء أمور إن مدارس المحافظة على وجه العموم تعاني من سوء في المرافق، والتجهيزات الصفية في بعض مدارس القصبة مثل المقاعد والأبواب و'أباريز' الكهرباء والمراوح وغيرها، وعدم توفر أجهزة الحاسوب'.

وأشار المعلم عدنان سامي الى الوضع الصعب الذي يعيشه المعلم فيها في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار وتدني رواتب المعلمين الأمر الذي يدفع الكثير منهم إما إلى ترك عمله في التربية اذا وجد عملاً مناسباً في القطاع الخاص أو اللجوء إلى الدروس الخصوصية أو العمل الإضافي في المتاجر والفنادق.

وأكدوا أن الوضع الذي يعيشه المعلم في العقبة تنعكس نتائجه السلبية على الطلبة كون المعلم الذي يعمل لمدة 20 ساعة يومياً لن يكون قادرا على أداء الرسالة التعليمية والتربوية بالشكل المطلوب ما يساهم في تدني تحصيل الطلبة.

وأكد معلمون أن صرف علاوة خاصة للمعلمين الذكور والإناث في محافظة العقبة تكون مجزية ستساهم بشكل ملفت في استقرار الهيئات التدريسية في المحافظة بالإضافة لترغيب الخريجين على التعيين في المدينة، موضحين ان العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة تمنح علاوات إضافية تفوق رواتب المعلمين بالمدينة، وهذا بحد ذاته يشكل حافزا للمعلمين للاستنكاف بل والاستقالة والتوجه نحو المؤسسات والشركات بالمدينة.

من جانبه، أقر مدير تربية وتعليم العقبة الدكتور جميل شقيرات بوجود اكتظاظ في مدارس العاشرة والثامنة والشامية مرجعا ذلك الى التوسع العمراني الممتد على الجهة الشرقية للمدينة.

وبين أن الوزارة من خلال خطتها للعام المقبل رصدت ميزانية لبناء عدة مدارس في مدينة العقبة والتي تعاني من اكتظاظ بالصفوف لاسيما مدرستي الرابية الواقعة في منطقة الشامية والعاشرة والثامنة والمحدود.

ووصف الشقيرات ظاهرة استنكاف المعلمين 'بالمرض المزمن' الذي تعاني منه العقبة الخاصة ما يستدعي جراحة عاجلة من أصحاب القرار وبكافة المستويات، لاسيما وان الاستنكافات في التخصصات الرئيسية كالرياضيات واللغة الانجليزية والعلوم والحاسوب.

وحدد شقيرات ثلاثة أسباب رئيسية لظاهرة الاستنكاف بالعقبة، تتمثل في غلاء المعيشة مقارنة بباقي مدن المملكة في ظل عدم وجود علاوات خاصة للمعلمين بالمدينة، إضافة الى أن العقبة لا تشكل جذبا حقيقيا للمعلمين بسبب قراها المترامية الأطراف ومحدودية السكن الوظيفي للمتزوجين وعدم قدرتهم على دفع إيجارات عالية.

وبين أن ظاهرة الانتقال من العقبة للمدن الأخرى واضحة بسبب أن معظم المدرسين بالعقبة من خارج المحافظة، مؤكداً أن مديرية التربية في المحافظة استنفدت ما بوسعها لمحاولة حل معاناة النقص على حساب التعليم الإضافي، الى جانب تخفيف نصاب الحصص على المعلم خاصة التخصصات العلمية إلا أن المشكلة ما زالت قائمة ونعاني من نقص الكادر التدريسي.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة