الخميس 2024-12-12 04:56 ص
 

المقعد الفارغ

07:04 ص

لا أعرف تحديدا ولا تعميا ما هو المهم وغير المهم عند المواطن العربي ، لأنه
، وبكل بساطة، لا يوجد أي معيار أو مقياس يحدد درجة الأهمية والإهتمام، وبالتالي تكون الأمور نسبية تماما ، حتى في الأمور الجوهرية ، وترجع لتقدير الشخص.اضافة اعلان


جاء رجل الى ستاد رياضي قبل بدء المباراة بدقائق ، فكان الستاد ممتلئا تماما ، لكنه لاحظ فراغا بعيدا في الأعلى ، فركض اليه ليجد كرسيا فارغا ..يا للهول ..يا للروعة .وبداعي التأدب سال الرجل الجالس في المقعد المجاور ، إذا كان المقعد محجوزا أم بلا صاحب ، فقال الرجل له أنه يستطيع الجلوس.

جلس الرجل ، وقد بقيت أقل من دقيقة على دخول اللاعبين ، فانتابه الفضول حول سبب وجود المقعد الفارغ ، فسأل الرجل عن الموضوع فقال له :
- في الواقع لقد حجزت أنا المقعد ودفعت التذكرة .
- لكنه فارغ ..هل حجزته لمجرد الجلوس بجانب مقعد فارغ؟
- لا ابدا ..حجزته لزوجتي العزيزة.
- ولماذا لم تحضر زوجتك؟
- لقد ماتت اليوم
- ولماذا اذن لم تحضر معك أحد الأقارب أو الأصدقاء ؟
- حاولت ..لكنهم مشغولون جميعا في ترتيب أمور الجنازة
- جنازة من ؟
- جنازة زوجتي طبعا.
نرجع لموضوعنا ..فقد قالها محمود درويش:» ندعو لأندلس إن حوصرت حلب»، وهي عادة عربية متأصلة في الهروب من القضايا الحقيقية الى قضايا متوفاة منذ قرون ، لكننا لا نشعر بأي تناقض في الموضوع ، ففي حين كانت فلسطين بحاجة الى كل يد قاتلنا في افغانستان والفلبين والبوسنة والشيشان وبورما، وشاركنا في كل قضايا الكون ، وما نزال ..عدا قضيتنا.
هل الأمر مجرد صدفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تلولحي يا دالية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة