السبت 2024-12-14 09:37 ص
 

الملك المصلح عبد الله الثاني ابن الحسين

06:56 م

بقلم ... ا.د. مجلي محمد محيلان


ما بين الثورة العربية الكبرى، ونحن نتفيّأ ظلالها هذه الأيام، التي قادها في مطلع القرن العشرين الشريف الهاشمي الحسين بن علي - طيب الله ثراه - ، والثورة الإصلاحية الكبرى التي يقودها جلالة الملك المصلح عبد الله الثاني ابن الحسين - سدد الله خطاه - في مطلع القرن الحادي والعشرين حروف من نور يسطرها التاريخ العربي المعاصر، ويزينها الوعد الرباني في محكم آياته «إنا لا نضيع أجر المصلحين». فحين أطلق الشريف الهاشمي – رحمه الله – الرصاصة الأولى معلنا الثورة العربية الكبرى استيقظ العرب ونهضوا من سباتهم العميق، وصاروا كيانا عربيا مستقلا. وحلقت رايات الهاشميين خفاقة على ذرى الأردن، من الملك عبد الله الأول المؤسس إلى الملك عبد الله الثاني المصلح، وستبقى خفاقة بإذنه تعالى. اضافة اعلان

إن مسيرة جلالته مزدانة بنجوم أفعاله المباركة، وهو من يقود الحراك نحو الحياة الفضلى للمواطن؛ فها هو جلالته أول من يفتح باب الإصلاح لتلج منه مواكب فرسان التغيير، فمنذ أن تولى جلالته مسؤولياته التاريخية انتهج خطوات حقيقية في الإصلاح وقام بعدة مبادرات إصلاحية شاملة. فعلى سبيل المثال لا الحصر أن جلالته كان وما زال يصحب الشباب الأردني إلى المحافل الدولية، ويقدمهم باعتبارهم نماذج للمواطن الأردني المتميز، فهو من يشحذ همم الشباب، ويعبّر دائما عن اعتزازه وثقته بهم.
نضيف إلى ذلك جولاته الميدانية: العلنية منها أو السرية يتفقد المواطنين، ويتلمس عن قرب همومهم وشكواهم، فيكون - حفظه الله - هو نفسه من يوصل أصوات المواطنين إلى بعض المسؤولين. فترى جلالته يجلس إلى عجوز تحدثه حديث الأم للابن تبثه ضيق ذات يدها؛ فقد نامت بعض الأعين عنها غير عين سيد البلاد يأسو جرحها، فترفع يديها تتضرع إلى الله أن يحفظه ويرعاه. وليس بعيدا ما قام به جلالته من زيارات شملت كافة أنحاء المملكة بكل محافظاتها، فجاب شوارعها وأحياءها، وكشفت هذه الزيارات عن تلاحم العلاقة بين القيادة والشعب.
وفي ذات الإطار حين وصل صوتنا في مستشفى الجامعة الأردنية إلى جلالته هبّ يتابع بنفسه الشأن الصحي، فقام بزيارة تاريخية إلى مستشفى الجامعة الأردنية في شهر شباط من هذا العام، وتجول في مرافقه، وأبدى اهتماما كبيرا باحتياجات المستشفى، وأمر بسداد ديونه، وأعاد الحياة إلى وحدات أغلقت، فجزاه الله عنا وعن المرضى خير الجزاء، كما أثمرت زيارة جلالته توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة الأسبوع الفائت بما يخدم مصلحة المريض أولا. وبما يتيح فرصة للمؤسستين أن تخدما بشكل أفضل.
ولا يفوت جلالته الإصلاحات الدستورية، فهو على رأس هرم المطالبين بالإصلاحات الدستورية وزعيم نهضتها. أضف إلى ذلك أن صوت جلالته صار الصوت العربي المتحدّث عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، في الوقت الذي يتمحور الحديث فيها عن الربيع العربي وما عاد صوت يسمع عن القضية سوى صوته.
إنني لا أبالغ إذ أقول إن جلالته يذكرنا بالتاريخ العربي المضيء الذي قرأنا فيه أن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- كان يتجول بين الرعية يعرفهم ولا يعرفونه، يسألهم حاجتهم حتى ظننا أن ذاك زمان عربي جميل مضى وانقضى، ولكن جلالته بهذه المسيرة يعيد لنا ألق الزمان العربي العظيم بقادته، واستحضر في خاتمة كلامي مرة أخرى قوله تعالى «إنا لا نضيع أجر المصلحين».
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة