لزيارة الملك عبد الله الثاني لباريس قبيل احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني بعد أيام دلالات مهمة على مستوى العلاقات الثنائية والاقليم.. ولعل في الزيارة ما ينفع في رؤية فرنسا لكيفية معالجة الأزمة السورية عبر انعقاد مؤتمر المعارضة الأهم في باريس بعد أيام وقد جرى ترحيل قرارات مؤتمر جنيف لاصدقاء سوريا والذي غادرته وفود وعلقت مشاركة وفود ودول أخرى قد تحضر لقاء باريس..
مؤتمر باريس يعكس لقاء القاهرة رغم ان المعارضة في القاهرة كانت أكثر تماسكاً وادراكاً للمخاطر القادمة.. وما زالت هناك فواصل وعقبات تعترض وحدتها في الأهداف والتصورات اللاحقة فمنها من انسحب كالاكراد الذين يستعجلون انتزاع مكاسب واعتراف بهم كشعب في الصيغة التي تتعامل معها المعارضة اذ هناك ما يؤشر إلى أجندة خاصة بالأكراد يريدون التأسيس لها منذ اللحظة مستحضرين الحالة العراقية.. كما ان هناك أطيافا من المعارضة لا ترى ضرورة التدخل الاجنبي ولا حتى تسليح المعارضة في حين ترى أطراف أخرى ضرورة التسليح وحتى ضرورة استدعاء التدخل بطلب استعمال الباب السابع لغزو سوريا من جانب المجتمع الدولي عبر ارادة مجلس الامن وهذا التدخل تؤيده ابرز رموز المعارضة وحتى الرئيس المنتخب «سيده» الذي لم يمنع وجوده على رأس المعارضة من انسحاب ممثلي الاكراد..
الملك يرى ان المسألة لا تتعلق فقط بالرئيس الأسد ورحيله وانما بما سيكون عليه الوضع في سوريا لاحقاًَ وهي رؤية شاملة تحرص على سوريا ويكاد الملك ينفرد بهذه الرؤية التي تحدث عنها في وقت مبكر من الأزمة السورية حين تحدث عن رحيل الاسد لو كان مكانه..فهو يرى ان المسألة لا تتعلق بالشخص أو موقع رئيس الجمهورية وانما بالنظام السياسي اللاحق وامكانية تحصين سوريا من التفتت والانقسام والتشرذم وانهيار المؤسسات العامة كما حدث في العراق..فرحيل الرئيس صدام أو اسقاط نظامه لم يمنع استمرار الانهيارات اللاحقة التي ما زال العراقيون والعراق يدفع ثمنها حتى الان..
الاهتمام الأردني بالقضية السورية اهتمام جاد قد لا يبدو في التصريحات التي هي شأن الدول وأصحاب السياسات البعيدة عن الجوار السوري..اذ يستبدل الاردن التصريحات بالاهتمام الزائد والقلق والحرص على مصالح الشعب السوري والدعوة الملكية العملية والجادة القائمة من التشاور مع الفرنسيين والمجتمع الدولي وحتى دول الاقليم والجوار وخاصة الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج من أجل حقن الدم السوري ووقف النزيف والتوقف عن أعمال القصف والتدمير وضرورة تطبيق عناصر مبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان باعتبارها الفرصة الوحيدة للخروج بسوريا من الحريق والانفجار المنتظر في ربع الساعة الاخير..
الأردن يحس بالقلق ويعيش كما لو كان الجرح بالكف فهو يتحمل أعباء كبيرة اضافية ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية في مسألة استقبال اللاجئين السوريين حيث بدأ تنسيق أردني دولي واسع في هذا المجال ومع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بفتح مخيم يجري تسجيل السوريين فيه مع ما يتبع ذلك من التزامات دولية كما يتحمل كلف أمنية كبيرة اضافة الى الحالة السياسية اذ يحرص الأردن على أن تبقى الحدود مفتوحة وان تظل لاقتصاديات التصدير والاستيراد طرق نافذة عبر الحدود مع سوريا..
الأردن كان قد حذّر من تفاقم الاوضاع في سوريا حين بدأت وقبل ان تتطور وما زال يحذر ويرى أن الطريق الذي نهجه النظام في التعامل مع شعبه هو طريق مغلق مهما طال وانه غير موصل ولذا كانت شجاعة الملك بادية في تصريحاته المبكرة التي صدق فيها الشعب السوري وأصدقائه وحتى أعدائه والمتربصين به.. والخوف الأردني هو في الدرجة الاولى على سوريا ومستقبلها ووحدة ترابها وعلاقات شعبها الداخلية في مكوناته المتعددة حيث نذر الحرب الأهلية الان تعكس نفسها نتاج التعامل الرسمي مع الأزمة السورية ومع مكونات الشعب السوري..
زيارة الملك لباريس اسهام حقيقي في معالجة الحالة السورية ودفعها باتجاه النجاة ما أمكن، لما للأردن من مصلحة في ذلك فقد طال ليل السوريين وتفاقمت مشاكلهم وازداد عدد الضحايا ولم يعد مقبولاً استمرار هذا القتل ولا هذا النهج الذي ما زال النظام السوري ينهجه.. أما العلاقات الثنائية الأردنية الفرنسية فلها حديث آخر هاماً سواء في مجال مساعدة الاردن لعبور مشواره الاصلاحي والاقتصادي أم للتعاون معه في مجال الاتفاق النووي!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو