الأحد 2024-12-15 03:37 م
 

الملك في واشنطن

06:51 ص

تحركات قائد الوطن في الوسط الدولي، ومنه طبعاً واشنطن، لا علاقة له بأيديولوجية مصنوعة من ايام الحرب الباردة، فقضايانا مطروحة منذ مطلع هذا القرن والقرن الماضي على المسرح الدولي، ومن طبيعة الامور ان ننشط في هذا المسرح لأن الغياب عنه لا يؤدي الى حلول تتفق مع مصالحنا الوطنية والقومية!!.اضافة اعلان

نحن قبلنا، مع الأسف، ان تكون قضايانا في يد القوى الكبرى الدولية والاقليمية، ونحن مع الأسف وقفنا مع اقطابها في صراعاتهم المستمرة، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية دخلنا مسرح الحرب الباردة، وجعلنا من انحيازنا للاتحاد السوفياتي قضية مبدأية اخضعت علاقاتنا القومية لصراعات الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وصارت الوحدة.. وحدة حقيقية لأن الاتحاد السوفياتي باركها، والوحدة مؤامرة لأن الاتحاد السوفياتي ضدها! وصار التحرر هو عداء القوة الغربية، والحرية هي الالتزام بالمد الشيوعي، وغير ذلك مما لم نعد نريد ان نتذكره الآن!!.
عبدالله الثاني في واشنطن، لاننا بحاجة الى فهم سياساتها في المنطقة، والى التعامل معها واذا كان احد يعتقد انه يستطيع تغيير السياسات الاميركية بمجرد خروجه في مظاهرة من المسجد الحسيني الى حديقة النخيل، فله ذلك، لكن المسؤول الاول عن مصير ومصالح بلده.. لايستطيع تغيير أي شيء بالخروج مع المتظاهرين ضد زيارة كيري الى المنطقة..وانما الجلوس مع كيري في واشنطن واستقباله في عمان، فالديبلوماسية ليست فعلاً عقائديا حانقا يتوسل الشارع ليكون، وانما هي عمل دؤوب، وحساب، ومعرفة حدود الاشياء واحجامها واوزانها!!.
الذين يدعون الى رفض زيارة كيري لعمان، اقاموا معه تحالفات في القاهرة، وكل هذه الاصوات المرتفعة لن تغطي على واقع مائل امامنا تدفع شعوبنا ثمنه في العراق وفي مصر وفي سوريا.
لا احد يضحك على احد، ونحن نعلن ان بلدنا يقيم صداقات وتحالفات مع قوى دولية واقليمية لمصلحة شعبنا، ونحن لا نستحي من تأييد واشنطن ولندن وموسكو وبيجين لاصلاحاتنا ودعمها لنا في ظروف الكارثة السورية..وتفهمها لموقفنا من الحلول المطروحة للحق الفلسطيني ولدولته القادمة ان شاء الله!!.
لا تستطيع الدولة الاردنية ان تكون تابعا لحماس في غزة، حين تتعامل مع القضية الفلسطينية، يستطيع الاخوان المسلمون ان يكونوا كذلك، لكن الدولة الاردنية لها حساباتها.. وهي لا تستطيع ان تتقافز مع قيادة حماس من دمشق الى القاهرة، ومن القاهرة الى الدوحة، فالدولة الاردنية اكبر من افراد يتعاطون السياسة!! ولا يستطيع أي نظام ان يسع الاردن او يستوعبه.. وقد ساندنا كل الحركات التحررية، وجعلنا من عمان مراكز لها، لكن الدولة ليست في خدمة احد!!.
- نحن بحاجة الى صداقة الولايات المتحدة!.
- والولايات المتحدة بحاجة الى صداقتنا!
ومن خلال هذه المعادلة نستل مصالحنا الاقتصادية والسياسية ونحفظ وطننا من هذه الموجه العاتية التي تجتاح المنطقة.
كل الاحترام والتأييد لجلالة الملك وحركته الدائمة في هذا العالم، وكل الولاء لقيادته الفذة، وقد تعلمنا من ابائنا واجدادنا معنى العلاقة التاريخية بين الوطن وبين ملوكه.. منذ الحسين الثائر الى عبدالله المؤسس للدولة الاردنية.. الى طلال ودستوره العظيم الى الحسين الباني، الى عبدالله الثاني!! فالوطن ليس حدوداً جغرافية وانما هو كيان حيّ، له رأس، وله جسم وله عقل وحس، والقيادة ليست شخوصاً فاقدة القوة.. وانما هي سلطة الحكم وروح الدستور!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة