الخميس 2024-12-12 01:20 ص
 

النزهة: منكوبون منسيون يندبون حظهم بعد تدمير السيول لمنازلهم

07:38 م

الوكيل - لن تكفي الكلمة والصورة لنقل حجم معاناة عشرات الأسر في منطقة جبل النزهة وسط عمان، بعد أن شردت السيول التي داهمت العاصمة الخميس الماضي قسما كبيرا منهم فيما بقي القسم الآخر يندب حظه محاولا قدر الإمكان إخراج ما بقي سالما من ممتلكاته.اضافة اعلان


يقول سكان في المنطقة الأكثر تضررا خلال العاصفة المطرية التي دفعت بمئات آلاف الجالونات من المياه إلى منازلهم مرة واحدة إن 'زلزالا مدمرا' مر من عندهم.

ويربط السكان هول ما حدث بوفاة الشاب رامي ابن الواحد والعشرين عاما، داخل منزله بعد أن عجز الجيران والأقارب من إخراجه سالما كما أخُرج عمه وشقيقه.

وخلال جولة تفقدية قامت بها 'الغد' إلى المنطقة المنكوبة شاهدت حجم الدمار الذي لحق بالسكان، حيث نقلوا إليها غضبهم لعدم اهتمام المسؤولين بهم على الرغم من مضي أيام على الكارثة.

وقالوا لـ'الغد' إنهم عملوا كيد واحدة في مساعدة بعضهم البعض من شفط للمياه وإزالة الطين الذي تجمع في حيهم وهو الحي الأكثر تضررا جراء السيول.

وقال إبراهيم البابا وهو من أبناء قطاع غزة إنه لم يستطع أن ينقذ أي شيء في منزله المدمر بفعل السيول، غير أنه خرج بجوازات سفر عائلته المؤقتة.

وأشار إلى أن كل ما يملكه دمرته المياه، وأنه ينام عند ابنته في منطقة آخرى، مضيفا والدمع في عينه 'وين أروح ما ضل معي ولا قرش'، مضيفا 'أسكن الحارة منذ 30 عاما، لم يسبق أن حدث مثل هذا'.

وطالب البابا بضرورة اهتمام المسؤولين في المنطقة التي أضحتها أوضاعها كارثية، مشيرا إلى أن حاله كحال عشرات الجيران.

وتحدث السكان عن ارتفاع منسوب المياه إلى أكثر من 6 أمتار خلال تدفق السيول إلى الحارة، منوهين إلى أن كل الشوائب والأتربة التي جرفتها المياه من المناطق العالية استقرت في منطقتهم، وأن إزالتها يتطلب وقتا وجهدا كبيرين.

وكشفت الأزمة التي مر بها السكان عن حجم التكاتف والتعاضد بين السكان في مساعدة بعضهم البعض، إلا أن ذلك لا يكفي بدون قيام المسؤولين بتفقد المنطقة الكارثية، وفق ما يقولون.

وأوضح السكان أن أعضاء مجلس النواب عن المنطقة لم يزوروها أبدا، وأنهم لا يرونهم إلا قبل الانتخابات النيابية، مشيرين إلى أن درسا تعلموه من هذه الأحداث بعدم انتخابهم مرة أخرى.

ويقول درويش العجوري إن السكان سيقفون يدا واحدة في الانتخابات المقبلة ضد هؤلاء النواب، وأنهم إذا ترشحوا لن يدعوهم ينجحوا.

ويبين العجوري أن المساعدات التي قدمتها التنمية الاجتماعية بعد الكارثة 'ضئيلة وخجولة'، موضحا أن السكان لا يريدون معونات بل اهتماما حقيقيا بمآستهم.

وتكشف وفاة الشاب 'رامي'الذي يعيل أسرة من طفل وآخر تحمله زوجته في رحمها الذي لن يرى آباه إطلاقا، عن حجم المسأة التي تعرض لها.

ويقول جاره لـ'الغد' إنه عندما بدأت السيول بالتدفق إلى المنطقة وهو يسكن في تسوية تم إخراج شقيقه وعمه من المنزل، إلا أن تدفق كميات ضخمة من المياه من مستودع ملاصق للشارع ضخ آلاف الجالونات بسرعة كبيرة جدا، بحسب مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار السكان إلى أن مياه السيول التي داهمت منزل رامي سحبته معها وأخرجته من الشارع الآخر.

وبين الشارعين 3 منازل مفصولة بجدران من الطوب اللين، دمرتها مياه السيول الجارفة بحسب ما عاينته 'الغد' في موقع الكارثة.

ويأمل السكان بأن يلتف المسؤلون إلى معاناتهم، وأن يتم تعويضهم عما خسروه جراء العاصفة التي زادت من أعبائهم الاقتصادية.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة