الأربعاء 2024-12-11 06:36 م
 

اليونان ثورة على التقشف!

12:44 م

من الحكمة أن نتعظ بغيرنا ، وما جرى في اليونان مؤخراً يستحق الوقوف عنده والاستفادة من التجربة ، فقد انتخب اليونانيون حزباً يسارياً (سيريزا) فأصبح رئيسه الشاب المتحمس رئيساً للوزراء على برنامح صاخب يدعو إلى ثورة مضادة لاتفاقية إنقاذ اليونان من الإفلاس ، التي كان قد جرى التفاوض والتعاقد عليها مع مجموعة من المؤسسات المالية للاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، التي قدمت لليونان مبالغ هائلة للحيلولة دون انهيارها وكانت المساعدة بطبيعة الحال مشروطة.اضافة اعلان

حكومات اليونان السابقة ، سعياً منها وراء الشعبية ، تورطت بمديونية تفوق قدرات الاقتصاد اليوناني على التحمل ، وتقدر ديون اليونان الآن بحوالي 300 مليار يورو ، تمت إعادة جدولتها وتخفيض فوائدها شريطة أن تلتزم اليونان ببرنامج مقبول لإصلاح اقتصادها يتطلب قدراً من التقشف.
الحزب الحاكم الجديد لديه برنامج معلن يصلح كشعارات تدغدغ مشاعر الجماهير وتنجح فعلاً في كسب الأصوات وايصال الحزب إلى الحكم.
خلاصة برنامج الحزب: وضع حد لسياسة التقشف ، والتوسع في الإنفاق العام ، وزيادة رواتب الموظفين ، وتخفيض الضرائب ، والتوقف عن سداد أقساط الديون ، ومطالبة الجهات الدائنة بشطب الديون جزئياً أو كلياً إكراماً لسواد عيون رئيس الحزب ، وبالتالي إعادة التفاوض على اتفاقية الإنقاذ.
الشيء المؤكد أن الغوغاء ستصفق للرئيس الجديد الذي يعد بمكاسب كبيرة يتمناها كل يوناني ، ولكن خلال فترة قصيرة سوف تذهب السكرة وتأتي الفكرة.
التسهيلات المالية المقدمة لليونان سوف تقطع ، وديون اليونان ستصبح مستحقة ، وستكون اليونان دولة مفلسة رسمياً مع ما ينشأ عن ذلك ، بخاصة وأنها ما زالت عضواً في الاتحاد الأوروبي ، وغير قادرة على إصدار النقود واللجوء إلى التضخم لشراء الوقت.
الدول مثل الافراد ، فمن ينفق أكثر من دخله اعتماداً على الاقتراض سيأتي عليه وقت يضطر لأن ينفق أقل من دخله ، أي أن يتقشف لكي يستطيع تسديد الديون التي اقترضها.
ليس معروفاً ما إذا كان حزب سيريزا سيلتزم ببرنامجه المعلن ويقود اليونان إلى الهاوية ، أم أنه سيصحو تحت وقع المسؤولية ويدرك الفرق بين حزب يقود مظاهرة حاشدة ويطلق شعارات شعبية ويعد بمكاسب سخية ، وبين حزب يتحمل مسؤولية الحكم
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة