الأحد 2024-12-15 02:43 م
 

انفلونزا الخنازير تضرب من جديد !

08:27 ص

الإعلان عن حالة وفاة متأثرة بوباء 'انفلونزا الخنازير' في موجته الجديدة التي أخذت تنتشر في البلاد منذ أكثر من شهر وحتى الآن وزادت الإصابات فيها عن خمسين مريضا، يفترض أن ينهي الأوضاع التي يسودها الهدوء في مواجهة مرض شرس، سبق له وأن أوقع العديد من الوفيات في الأردن وأكثر من ألف إصابة به قبل أعوام، إلى أن تمت السيطرة عليه في ذلك الحين ضمن جهود الحملة العالمية التي أسهمت في محاصرته والحد من أخطاره الداهمة ! .اضافة اعلان

يبدو أن وزارة الصحة بحاجة هذه الأيام إلى أن ترفع من درجة استعداداتها إلى مستويات طارئة، بعد أن أخذت هذه الانفلونزا القاتلة تمتد في انتشارها يوما بعد آخر، ورغم أن إصاباتها ما زالت محدودة إلا أنها مرشحة إلى التفاقم في ظل ظروف جوية ملائمة تماما تتميز ببرودة الطقس خلال الأربعينية التي تحط الرحال حاليا، مع صعوبة التفريق بينها وبين الانفلونزا الاعتيادية إلا بعد فحوص مخبرية وعناية طبية فائقة تتجاوز الإجراءات العلاجية الروتينية في مثل هذه الحالات المرضية ! .
ما يرفع من درجة المخاطر التي قد يتعرض لها الأردن في هذا الشأن أن انفلونزا الخنازير قد انتشرت على نحو كبير في المناطق المجاورة ومنها الضفة الغربية المحتلة حيث وصلت الوفيات فيها إلى حوالي خمسة عشر شخصا ومئات الإصابات الأخرى وكذلك الحال في إسرائيل وغيرها، مما يجعل الركون إلى أن هذا المرض في الأردن محدود من دون اتخاذ الخطوات الجدية اللازمة ، قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه من إمكانية تعقيدات قادمة على الطريق لا تنفع معها حالة الاستكانة الراهنة ، وعدم اللجوء إلى الاستنفار في مجابهة وباء بالغ الخطورة ! .
إذا ما كانت قد توفرت للكوادر الطبية الأردنية تجربة مهمة إبان الموجة الأولى لانفلونزا الخنازير في سرعة اكتشاف الحالات والعلاج الناجح لها مع توفير المطاعيم اللازمة لها بكميات كبيرة، فإن ذلك يفترض أن ينعكس إيجابا على إجراءات علاجية ووقائية لا بد من اتخاذها على نحو طارئ في هذه الأيام، خاصة مع تطور الخبرات العالمية إجمالا في الحد من هذا الوباء وتخليص مناطق واسعة من شروره التي وصلت إلى دول كثيرة في مختلف أنحاء العالم ! .
ربما يطمئن ما أعلنته وزارة الصحة عن جاهزيتها الكاملة في مواجهة أية إصابات بهذا الفيروس العالمي الشهير وأنه يتوفر لديها المطاعيم والعلاجات اللازمة له بكميات كبيرة، فضلا عن استعدادات على مستويات عالية لإجراء الفحوص المخبرية المتقدمة للتحري عنه في المستشفيات العامة والخاصة على السواء، إلا أن المصارحة تقضي توعية المواطنين بأهمية اللجوء إلى الخدمة العلاجية الضرورية المتخصصة وعدم اللامبالاة في اعتبار ما يواجهونه من حالات مرضية هي انفلونزا عادية لا بد من الصبر على أوجاعها عدة أيام بلا طبيب أو مستشفى ! .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة