هذا الشهر هو شهر الإنفلونزا , وحين تذهب لطوارىء أي مستشفى خاص تجد حالات كثيرة ...ممن يقاسمونك وجع هذا الداء ,....ولا بد أن تشاهد تهاني في كل مستشفى ...
وتهاني بإختصار هي عروس يبدو أنها (طازجة) للتو, و بحكم أن الزوج شهم والزواج جاء بعد مخاض عسير من الحب , تراه هائما على وجهه من الخوف على تهاني المهم في القصة ...أننا جميعا نجلس بإنتظار إبرة الطبيب ونأخذ علاجنا ونغادر ولكن تهاني تحتاج لسرير ...ولا بد من حضور طبيبة نسائية لأن الأخت حامل , والأهم أن الطبيبة حين تدخل لتهاني في غرفة الفحص يقف الزوج بجانب الستارة ويركز على إغلاقها بإحكام ...
في الصف المقابل كنت أجلس أنا على سرير , وبجانبي طفل عمره (9) سنوات قام شقيقه الأصغر بإغلاق الباب على يده وفي الجهة اليمنى , رجل في أول الخمسين يعاني من تحسس ويضع تبخيرة على فمه ...ومقابلنا تهاني بالستائر المغلقة والزوج العاشق ينثر قلقه على مرأى الجميع .
المهم الطبيبة قررت على ما يبدو وضع المحلول الطبي في وريد تهاني , ولحظة غرز الإبرة صدرت اصوات..كانت عالية نوعا ما والطفل الذي على يميني نسي , إصبعه المكسور وتأملني , وأطلق إبتسامة خبيثة ...في لجة إنشغال الزوج العاشق مع (أم تهاني) عبر الهاتف, وأظنه كان يطمأنها على (توتو).
وأنا كنت غارقا في أوجاعي ..وفي هذه اللحظة قررت أن اقدم مبادرة , مني شخصيا إتجاه زوج تهاني ...فالتفت إليه وبعد الالام التي صدرت من المدام سألته :-(طمني ان شا الله وضع المدام مليح ) .....قلتها بلهفة ويبدو أنه استشاط غضبا ودفعته الغيرة للصمت قليلا ثم للذهاب .....
بصراحة أنا والطفل ووالد الطفل والرجل الذي يضع التبخيرة , ومتطفل جاء إلى غرفة الطوارىء , وممرض متعب ...كلنا صارت قصتنا تهاني , والأهم هذا الزوج العاشق القلق ....
بعد لحظات جاءت الطبية وأمرت بمغادرة (توتو) , وكلنا في هذه اللحظة غادرنا ...بقي الطفل وحده , وحين وصلنا للباب نجر خلفنا أوجاعنا , تبين أن المدام الفاضلة جاءت في (بكم ديانا) ...ولكنها كانت واثقة و(مشخصة) في المقدمة , والزوج العاشق كان يصرف الدواء .... ومن ملاحظتي للبكم وشكل البكم وحمولة البكم - للعلم كان هناك بقايا خشب في الصندوق – تبين أن الزوج الولهان ربما يعمل طوبرجي .
العالم العربي أشبه بمرضى الإنفلونزا في غرف الطواريء , الكل متعب والكل يعاني من صداع وحرارة ....والعلاج يكون ناجعا أحيانا وأحيانا يكون مجرداً , محلول وريدي يسكت الوجع قليلا فقط .
ولكن الغريب في المشهد أن الثورة لا تتأوه ولا تصدر صوت (الأخ , أي ,اه) الثورات في العالم العربي صارت تشبه تهاني ....وثمة زوج غيور يغلق عليها الستائر .
منذ متى كانت الثورات تغنج ؟ ..فقط في عالمنا العربي ....تغنج الثورة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو