الأحد 2024-12-15 09:47 ص
 

ثلاثة حروف .. صنعت لغة الحرية

09:34 ص

أيام الطفولة الفقيرة بكل شيء..كنا اذا ما شاهدنا أحد الأولاد قد اشترى «قمع أيمه»/ او «مسطرين» بوظة ..ووقف أمامنا وقت الظهيرة، بمنتهى الرزالة «يلحس» بها على مهل..نفقد السيطرة على تقاسيم وجوهنا بحيث تصبح تتحرك لا شعوريا مع تقاسيم وجه الولد..متوافقين معه بنفس الانقباضات والانبساطات وحركات المضغ و»التمطيق»...فمثلاً إذا ما مدّ لسانه ليلحس «القمع» مددنا السنتنا .. واذا ما فتح فمه على اتساعه فتحنا..واذا هم «بالعضّ» هممنا..واذا تدارك نقطة ايمه سالت تحت شفته و»شفطها» ..»طعجنا» شفاهنا معه لنتدارك النقطة الوهمية التي سالت تحت شفاهنا و»شفطناها ع الناشف»..بصراحة برغم حرماننا الا اننا كنا سعيدين مثله تماما، هو سعيد بالامتلاك ونحن سعيدون بتمنيّ الحصول!!اضافة اعلان

..للحظة وأنا استمع لكلام مرسي ..أحسست اني ملكتُ ما تمنيت منذ زمن طويل، مرسي الذي وقف امس تحت شمس «الصيف العربي» وبدأ بمنتهى الرزانة يكشف عن وجه مصر الجديد على مهل.. جعلني افقد السيطرة على تقاسيم وجهي حيث صارت تتحرك لا شعورياً مع تقاسيم وجهه ..اخطب بجنون واصفق بجنون اهتف بجنون واعشق مصر بجنون..بالامس كنت مصري الصبر والانتصار والثورة والهوى..
بالامس وأنا استمع للرئيس مرسي...سرحت بالحواري الضيقة، لامست كتابات الجدران،شعارات 25 يناير، قرأت بصعوبة الآرمات المتهالكة، ركبت سيارات الاجرة «الفيات»، دخلت البنايات القديمة التي لا لون لها، شممت رائحة الغيطان البعيدة ..بالامس قرعت ضجيج القاهرة بجرس السعادة والتمني،نفضت صوت الأغاني المعتق فوق «بوفيه» قهوة «الحتة»، ولبست طربوش سعد زغلول المخبأ في وجدان مصر ..بالامس فقط صارت زوامير سيارات القاهرة شهية، و بالامس فقط اشتقت لــ»خالد سعيد» ولشهداء التحرير الذين أخجلونا نحن أبناء الوطن العربي بدمهم الغزير ولم نرد لهم بعد «الشهادة» بتقدير....
ثلاثة حروف فقط.. أنجحت ثورة، وركبت براق الحرية،واستعادت مصرية المصري ..»م..ص..ر»..
ثورة مصر... حطّمت الصنم... فتجلّى الوطن!
مبروك يُمّه..مبروك يا مصر..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة