كنت اقتبست عبارة لافتة عنوانا لمقالة سابقة تقول « نحتاج الى صحوة تعليمية « وهي للملكة رانيا في توصيف مبادراتها في التعليم , وهو أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
في حديثها الى قناة العربية , تجاوزت الملكة رانيا تعبير الصحوة الى « الثورة» وهو تعبير يدل على الحاجة الى سرعة أكبر في مواكبة التطور السريع في أدوات وأساليب التعليم , لكنه كذلك دعوة الى قلب كل المفاهيم السائدة في أساليب التعليم ليس في الاردن فحسب بل على صعيد العالم العربي , فالتعليم في الأقطار العربية متشابه , باستثناءات محدودة .
إيقاع التغيير في أدوات وأساليب التعليم إيقاع سريع , فأنا مثلا اليوم لا أستطيع أن أواكب تماما ما يتعلمه أبنائي اليوم , مع فرق الأجيال وهم بعد فترة سيحتاجون الى مواكبة مستجدات جديدة كليا بينما هم على مقاعد الدراسة , والى أن يبلغوا المرحلة الجامعية سيكون كل شيء في الأساسيات التي تلقوها قد تغير كليا , ما يعني أن التعليم يجب أن يكون مفتوحا على المعلومات , وأن المناهج لا يجب أن تكون ثابتة أو جامدة .
واعود لأقول مجددا لو أن إستفتاء موضوعيا تم لجاء إصلاح التعليم أولا , لأن 70% من الأردنيين تقل أعمارهم عن 30 عاما، فيما يبلغ المتوسط العمري للسكان 20 عاما والحصول على تعليم جيد تصدر أولوياتهم وأولويات أبائهم وأمهاتهم .
ليس للفقير أو متوسط الحال فرصة في عيش كريم سوى في تعليم مناسب , فهو يكاد يكون الثروة الوحيدة لكل الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل , فلا مجال الا في إستثمار وحيد هو في الأبناء وهذا الاستثمار لا يكون الا في التعليم .هو مصدر الأمل كما أنه مصدر القلق.
يمكن ببساطة أن ترى في كل دقيقة كيف يلهب وهج شاشات الكمبيوتر شغف أطفالنا وطلاب مدراسنا , هذا هو المعلم الذي يملأ اليوم فراغا تسبب به التعليم المبني على التلقين وأستطيع أن أقول بكل صراحة أنه قد جعل كثيرا من الطلاب يسبقون معلميهم بخطوات هائلة في المعرفة .
ثورة التعليم أو ربيع التعليم إن صح التي دعت اليها الملكة رانيا عبر أثير العربية , لا تؤشر فحسب على الفجوة بين واقع التعليم ( معلم وطالب ومدرسة ) وبين الطموح من جهة وبين مخرجاته وسوق العمل من جهة أخرى وبين التعليم في الاردن والأقطار العربية عموما والمعرفة في العالم، بل يمكن إعتبارها صرخة في وسط إنشغالنا في صخب الربيع العربي وما بعد هذا الربيع , لملاحظة تأثير اساليب المعرفة الجديدة فينا وفي كل شيء من حولنا , هذه الأساليب المتسارعة بقدر سرعة الضوء الذي يلتمع في عيوننا عندما نشعل شاشة الكمبيوتر لنقول أن القرار يجب أن يمضي وبلا تردد للقيام بثورة تعليمية أبرز أسلحتها التكنولوجيا وأشد هتافاتها تأثيرا هو «لترحل كل الأساليب القديمة وأبرزها التلقين في التعليم « لكن ينبغي أولا أن تترسخ القناعة ، بأن التعليم هو الرافعة التي يرتكز اليها الانسان الاردني للمنافسة التي تجاوزت حدود الأقطار لتصبح اقليمية وعالمية .
نعم , التعليم وحده هو الذي يحدث الفرق يا جلالة الملكة .. في بلد صغير ومحدود الموارد مثل الاردن.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو