الخميس 2024-12-12 03:55 ص
 

حاصرات بيتا كعلاج لسرطان الثدي؟

07:37 م

إن البحث عن مقالات لعلاج السرطان يمتد إلى أدوية لأمراض لا علاقة لها بالسرطان في حين أن المعطيات قبل السريرية تشير إلى منطق بيولوجي، كما أن المراقبات الوبائية تقترح تأثيراً مضاداً للسرطان لهذه الأدوية.اضافة اعلان

إن القدرة العلاجية لحاصرات بيتا (BBs = beta blockers) في خبرنا هذا تستند إلى تجارب تظهر أن تفعيل مستقبلات بيتا الأدرينرجية (?-adrenergic receptors) على خلايا الورم الأولي واللحمة يمكن أن يحثّ على نمو وانتقال الخلايا الخبيثة. وأكثر من ذلك، حيث يمكن لحاصرات بيتا (BBs) أن تكبح نمو الخلايا الذي يحدث نتيجة التفعيل المرتبط بالشدة (stress-associated activation) لمستقبلات بيتا الأدرينرجية.
لذلك طرحت مجموعتان بحثيتان السؤال فيما إذا كان لحاصرات بيتا تأثير على نكس (عودة) سرطان الثدي ومعدل البقيا المرتبط به.
في الدراسة الأولى، قام الباحثون بصورة استرجاعية بمراجعة السجلات الطبية لـ 1400 مريضة مصابة بسرطان الثدي ثلاثي السلبية (سلبية مستقبلات الأستروجين 'ERs'، سلبية مستقبلات البروجسترون 'PRs'، وسلبية مستقبلات عامل النمو الظهاري البشري رقم 2 'HER2') واللواتي تلقين المعالجة بعوامل دعم الاستمناع الجديدة (Neoadjuvant therapy). تمت مقارنة نتائج 102 مريضة تلقين معالجة إضافية بحاصرات بيتا 'BBs' مع 1311 مريضة لم يتناولن حاصرات بيتا.
- إن معدلات الاستجابة المرضية التامة لم تختلف بين المجموعتين، على أية حال فقد أظهر التحليل المعدّل للعوامل المربكة أن استخدام حاصرات بيتا ارتبط بشكل ملحوظ مع بقيا خالية من النكس أفضل (RFS: relapse-free survival) (نسبة المخاطرة، 0.52; P=0.015)، لكنه لم يرتبط مع معدل بقيا إجمالي أفضل (OS: overall survival).

- من بين 377 مريضة مصابة بسرطان الثدي ثلاثي السلبية، فقد ارتبط استخدام حاصرات بيتا مع بقيا خالية من النكس (RFS) أفضل (HR,0.30; P=0.027) لكنه لم يرتبط مع بقيا أفضل بشكل مطلق OS.

في المجموعة البحثية الثانية، تم تحليل سجلات السرطان في ايرلندا والمعطيات الصيدلية لنساء مصابات بسرطان ثدي بمراحله من I وحتى IV وذلك لتقييم نتائج 70 مريضة تعاطت البروبرانولول (Propranolol) (a ?1/?2 antagonist) و525 مريضة تعاطت أتينولول (atenolol) (a ?1 antagonist) خلال السنة السابقة مقارنةً مع 4738 مريضة لم تتعاطى حاصرات بيتا.
- النساء اللواتي تعاطين البروبرانولول كانوا أقل احتمالية لتشخيص سرطان ثدي متطور لديهن (T4 tumors, N2/3 nodal disease, or metastatic involvement) من اللواتي لم يتعاطين البروبرانولول.

- كانت النتائج على المدى البعيد لدى من تناولن البروبرانولول أفضل أيضاً: فبعد خمس سنوات من التشخيص، 9% من مستخدمات البروبرانولول توفين بسبب سرطان الثدي، بالمقارنة مع 27% ممن لم يستخدمنه. ومن الجدير بالذكر أن هذه النتائج المفيدة لم تظهر لدى متعاطي الأتينولول.

الخلاصة:
إذا تأكدت صحة هذه النتائج مع المزيد من الدراسات، فإنها ستدل على أن مسار سرطان الثدي يمكن أن يتعدّل باستخدام حاصرات بيتا مقابل بضعة دولارات شهرياً. لكن وبقدر ما هذه النتائج مثيرة للفضول والحماس فإن معرفتنا تحتوي على الكثير من الثغرات لتقترح أن حاصرات بيتا يمكن أن توصف لمعالجة أو الوقاية من سرطان الثدي !

إن مجموعتي النتائج متعارضتان فيما يخص نوعية النمط الفرعي لمضادات المستقبلات الأدرينرجية (?1 or ?1/?2) التي تتوسط التأثير المضاد للسرطان.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الدراسة الثانية لم تكن قوية بما فيه الكفاية لتحدد فيما إذا كانت التأثيرات المفيدة لحاصرات بيتا مقيدة بنوع فرعي محدد لسرطان الثدي أم لا. كذلك، فإن تأثير العوامل الأخرى أو الأدوية المتزامنة مع المعالجة لا يمكن استبعادها.

لذلك وفي الوقت الراهن، ينبغي وصف حاصرات بيتا طبياً فقط لاستطباباتها الأخرى غير تلك المضادة للسرطان.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة