الخميس 2024-12-12 12:47 م
 

حطابون يفتعلون الحرائق في غابات عجلون للحصول على رخص تحطيبها

02:17 ص

الوكيل - يشكل جفاف الأعشاب في هذا الوقت من السنة، بيئة خصبة لنشوب الحرائق وسرعة انتشارها بين غابات عجلون، خاصة الحرائق المفتعلة من قبل البعض بغرض إتلاف الأشجار لتحطيبها في أوقات لاحقة، وفق تبرير جهات رسمية لأسباب نشوب الحرائق. اضافة اعلان


وكشف مدير دفاع مدني محافظة عجلون المقدم هاني الصمادي عن التعامل مع حريق أعشاب في إحدى الغابات القريبة من مدينة عجلون الأسبوع الماضي 6 مرات في نفس الموقع خلال 24 ساعة، عازيا ذلك إلى عدم وجود رقابة كافية من مختلف الجهات المعنية أو إجراءات رادعة بحق المتسببين.

وبين أن كوادر وآليات المديرية و4 مراكز منتشرة في المحافظة تتبع لها تعاملت العام الماضي مع 551 حريقا لأعشاب جافة، و183 حريقا لأشجار مثمرة نجم عنها احتراق 3451 شجرة مثمرة موزعة على 300 دونم و4 إصابات بين مواطنين، كما تعاملت مع 91 حريقا لأشجار حرجية أتت على 1540 شجرة منتشرة على مساحة 277 دونما، إضافة إلى 17 حريقا لمحاصيل حقلية.

ويحذر مواطنو المحافظة من كثافة الأعشاب المنتشرة في الغابات جراء ارتفاع معدل الأمطار العام الحالي، مؤكدين أنها ومع بدء جفافها تشكل تهديدا للثروة الحرجية، وتحديا كبيرا للأجهزة المعنية من دفاع مدني وزراعة لما قد تسببه من حرائق كبرى.

ويقول محمد فريحات إن هذه الأعشاب الكثيفة بفعل الأمطار الجيدة التي شهدتها المحافظة الموسم المطري الفائت تنتشر بين الأشجار وفي مواقع التنزه وعلى جوانب الطرق بكثافة، ما يساهم في سرعة انتشار الحرائق في 'الهشيم' وانتقاله إلى الأشجار البرية والمثمرة.

ويحذر من استغلال من أسماهم بـ'ضعاف الأنفس من المتاجرين بالأحطاب' لهذه الأعشاب لافتعال الحرائق بين الغابات الكثيفة بهدف إتلافها وتحطيبها لاحقا وبموافقة من جهات رسمية بحجة أنها تالفة ومتهاوية، داعيا إلى عمل حملات بالتعاون بين مختلف الجهات الرسمية والأهلية لإزالة تلك الأعشاب.

ويدعو مروح شويات الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية للحد من خطورة جفاف هذه الأعشاب، وزيادة إمكانية انتشار النيران لا سيما المفتعلة أو التي قد يتسبب بها بعض المتنزهين والعابثين.

ويرى خليل عريفج أن مهمة التخلص من هذه الأعشاب بطرق آمنة مسؤولية مشتركة بين مختلف الجهات الرسمية والأهلية والشعبية، داعيا إلى ضرورة عمل حملات تطوعية لطلاب المدارس والجمعيات لإزالة تلك الأعشاب من مناطق التنزه وجوانب الطرق، إضافة إلى قيام المزارعين باجتثاث الأعشاب من مزارعهم وحرقها بعيدا عن الغابات.

ويلفت حسين الخطاطبة إلى ضرورة قيام الزراعة والأشغال العامة بفتح الطرق الزراعية للمزارعين، وعمل طرق طوارئ وخطوط نار بين الغابات الكثيفة والتخلص من الأعشاب بالطرق المناسبة.

وأكد مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي على ضرورة تضافر الجهات المعنية من الزراعة والدفاع المدني والأمن العام والأشغال والبلديات والمؤسسات التطوعية والإعلامية لحماية الغابات من جميع المخاطر التي تتهددها، مشيرا إلى أن الجهود يجب أن تكون إدارية وفنية وتوعوية خصوصا مع النمو الهائل للأعشاب الموسم الحالي بسبب ارتفاع المعدل المطري.

وبين عباسي أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحرائق تتمثل بجفاف الأعشاب في الأماكن الخالية من الأشجار وسط الغابات، والتنزه العشوائي المصاحب لعبث الأطفال، وتداخل الأراضي المملوكة مع الحرجية، حيث يقوم المزارعون بحرق الأعشاب على أطراف الغابات، ووجود الأغصان الجافة على الأشجار، وافتعال الحرائق بشكل متعمد من البعض.

يشار إلى أن الغابات الكثيفة تنتشر في ثلث مساحة المحافظة البالغة 419كم2، إضافة إلى مساحات كبيرة من الأراضي المستغلة في زراعة الأشجار المثمرة كالزيتون والكرمة.

ووفق الإحصائيات الرسمية فإن محافظة عجلون تشهد سنويا عشرات الحرائق ما بين صغيرة وكبيرة تطال مساحات شاسعة من الأراضي الحرجية والمملوكة، وتأتي على مئات الأشجار البرية النادرة أو المثمرة للمواطنين.

وتوضح تلك الإحصائيات أن معدل الحرائق يرتفع في الغابات الاصطناعية التي تحتوي على أشجار الصنوبر الحلبي والأكاسيا والكينا والخروب لسرعة انتشار النار في هذه الأنواع، مقارنة بالغابات الطبيعية التي تحتوي على أشجار البلوط والسنديان والملول.

من جهته أقر مدير زراعة المحافظة المهندس سامي العدوان بأن بعض الحرائق تكون بشكل متعمد من أشخاص امتهنوا التحطيب دون أي وازع، وأخرى تكون عن غير قصد جراء ترك المتنزهين للنار مشتعلة ومغادرة الموقع، لافتا إلى أهمية الجانب التوعوي حول أهمية الغابات والحفاظ عليها باعتبارها ثروة وطنية تجب حمايتها من كل أشكال العبث والاعتداء المتعمد.

وأكد أن المديرية كثفت جهودها بالتنسيق مع الدفاع المدني والأشغال العامة للحد من حرائق الغابات خلال الصيف، خصوصا مع كثافة الأعشاب التي ستكون مساعدا رئيسيا على سهولة وسرعة انتشار الحرائق.

وبين العدوان أن هناك فرق عمل من المديرية ستعمل خلال الأيام القليلة المقبلة على إزالة تلك الأعشاب من المواقع الضرورية وتأهيل عدد من الطرق الزراعية داخل الغابات، مشيرا إلى وجود جرافة وسيارة إطفاء لدى مديرية الزراعة، إضافة إلى عدد من أبراج المراقبة والمحطات الحرجية وعشرات الطوافين.

يذكر أنه تم في سنوات سابقة توقيع اتفاقية بين المديرية العامة للدفاع المدني ووزارة الزراعة بهدف تفعيل الإجراءات العملياتية والوقائية الهادفة إلى الحد من نشوب حرائق الغابات والتخفيف من آثارها في حال حدوثها، وذلك باستخدام كافة الإمكانات المتوفرة والمتاحة في وزارة الزراعة وجهاز الدفاع المدني.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة