حنونة بلا ثديين

عمر الداودية - تغار منك النساء...كل النساء، فأينما حللت كنت السيدة الأولى و الفاتنة الأبهى، و جميلة أنت في كل مكان، سواء أمام الكاميرات بكامل أناقتك و زينتك أو عندما تلاعبين طفلاً بائساً في احد المخيمات، مرتديةً أبسط الثياب بلا مكياج، و مستحوذة على عقول الجميع بتلك الإبتسامة الساحرة و القلب الكبير...الكبير جداً. اضافة اعلان


أنجلينا...و من غيرك يستحق هذا الوصف؟ّ! و من غيرك يستطيع بث هذا الكم الهائل من السعادة في وجوه بالكاد عرفتها؟!، - يا ضيفتنا - لو كان أبناء حي الطفايلة يعرفون أن إيواءهم لبعض اللآجئين سيجلب طلتك البهية، لما تركوا عابر سبيل إلا و استقبلوه، لعلك حينها تقيمين بينهم، و كوني على ثقة أن عزيزنا السيد براد سيحب منسفنا و يستأنس صحبتنا، و ستكون حينها مهمتك أيضا كسفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة لشؤون اللآجئين على ما يرام، ففي حمانا – كما رأيت - لا يجوع و لا يضام طالب أو محتاج.

من ذا الذي دلك على حينا و مشى بك بين الأزقة الضيقة و المزدحمة و المترهلة؟! غريب أن تعرف طريقنا سيدة هوليوود الغربية، و لا يعرفها الكثير من مسؤولي هذا الوطن، و ليس غريباً ان تعجبي يا سيدتي بكرم و ضيافة أهلنا كما صرحت لوسائل الإعلام، فالطيب لا نقابله إلا بطيب يوازيه و أكثر.

عفويتك و بشاشتك اللتان ظهرتِ بهما مذ بدأت جولاتك التفقدية الى مخيمات اللآجئين في الأردن، قدمت أنجلينا جولي الإنسانة غير المتكلفة و التي أحبها و تابعها الجميع. و أما بالنسبة لزيارتك للحي فأتمنى أن تكون هذه البادرة بداية خير لفك هذا 'الحصار' الإجتماعي عنه، و أن يتعلم من خلالها القريب من الزائر الغريب.

أنجلينا قامت قبل فترة بعملية استئصال الثديين خوفاً من الإصابة بالسرطان، و هنا أقول لها بعد تمنيات الشفاء و دوام الصحة، أن الأمومة و العطف لديها – كما كانت – سابقاً بارزة لن تستأصل، و أما الحنان فهو هائل حتى... بلا ثديين.