كنا نراهن على تشكيل الحكومة اللبنانية خلال أسبوع على الأكثر، بعد أن فشل الرئيس المكلف في تشكيلها طيلة الأشهر الثمانية الماضية،.. لا لأن رئيس مجلس الشورى الإيراني يقوم بزيارة بيروت، وإنما لأن المطلوب إيرانياً تهدئة الأوضاع في لبنان، ولجم المواقف المتشنجة لحزب الله في الاصرار على «الثلث المعطِّل» مرة أخرى. وعلى المشاركة الفاقعة في الحرب السورية، ووضع لبنان في مجامرها!
أخبار «لوموند» الفرنسية تتحدث عن اتفاق آخر أهم وأخطر من المشكل النووي بين واشنطن وطهران، وهو حدود التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان. وإذا كانت السعودية ودول الخليج قد رحّبت في اليوم الثاني بالاتفاق الدولي - الإيراني، في جنيف، فلأن واشنطن «سرَّبت» معلومات أكثر من «اللوموند» إلى العواصم الخليجية.. ثم لماذا تقف دول عربية، ولو من بعيد، موقفاً مشابهاً وموازياً للموقف الإسرائيلي؟
في سوريا، حزمت المعارضة في الخارج أمرها فأعلنت استعدادها لحضور مؤتمر جنيف -2. وكذلك فعل نظام الأسد، وإذا كان الجميع حاول تعليق هذه الموافقة بشروط، فإن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد حالة إعلامية. فالأمين العام للأمم المتحدة أعلن عن موعد المؤتمر في الثلث الأخير من شهر كانون الثاني، وأعطى للإبراهيمي الإجابة على التفاصيل فعرفنا أن وفود السوريين ستكون تسعة للحكومة وتسعة للمعارضة. وأن مقررات جنيف-1، يمكن أن تشكل التمهيد الطبيعي للتفاوض: كوقف إطلاق النار، وسحب القوات العسكرية الثقيلة من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين، وحرية التظاهر،.. الأمر الذي لا يجعل منها «شروطاً» لأي طرف، فالإبراهيمي الذكي المتمرس قادر على اقناع الجميع بأنّ من غير الطبيعي في مفاوضات صعبة وطويلة أن تبقى الحرب والقتل والتهجير تفتك بسوريا، فيما تجلس الأطراف المعنية بممارسة شطارة المناورات الكلامية!
إنّ أيّ إجراءات «لفك الاشتباك» ينقصها دائماً طرف نسميه الرقابة الدولية على التنفيذ، وتكون على شكل قوات مسلحة محدودة من أطراف معينة، ترابط في خطوط القتال الصامتة، وتقدم تقاريرها، أو على شكل «قوات ردع» كالقوات العربية التي دخلت لبنان لوقف الحرب الأهلية فيها.. وانسحب الجميع وبقي الجيش السوري الذي سيّطر على لبنان.. على كل شيء في لبنان حتى 2005!
أمامنا شهران فهل تستطيع القوى الكبرى فرض الإجراءات التي تهيء الداخل السوري للتفاوض، أو لمساعدة الحكومة الانتقالية المطلوب حسب جنيف -1، تمكينها من وضع دستور جديد وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية؟؟.
إننا ونحن نحاول رصد التوقعات المقبلة نثق بأن هذا الدبلوماسي العظيم - الإبراهيمي - يحمل عقلاً مذهلاً في البحث عن المخارج لأوضاع بالغة التعقيد كالوضع السوري!
- ماذا بقي من الترتيبات السرية الأميركية - الإيرانية؟
- يبقى العراق. وإلى حد ما اليمن. ولعل ارتباط أوضاع غزة بأوضاع سيناء يخرج القطاع من الحسابات.. إلى أمد ما غير بعيد!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو