خرافة مشروع السكك الوطنية !

قد يكون ممكنا , إذا كان خلف استمرار طرح وزارة النقل للمشروع الوطني للسكك الحديدية في الأردن رؤية إستراتيجية بعيدة المدى تتحقق فقط عندما يضاهي عدد سكان المملكة سكان مصر أو عند توفر فائض مالي من تنفيذ جميع مشاريع المياه والكهرباء والطرق, لكنه ليس كذلك على الأقل خلال العقدين القادمين.اضافة اعلان

التفكير في مشروع سكة حديد سيكون واقعيا لو أنه اقتصر على خط يصل إلى العراق لخدمة التجارة البينية , لكن هل حجم التجارة والشحن والركاب والمساحات بين المدن الأردنية يستحق إنفاق خمسة مليارات دولار؟..
أحدث دراسة للمشروع الذي يفترض ربط المدن الرئيسية ومراكز الإنتاج مع دول الجوار توصلت إلى أن تكلفة إنشاء البنية التحتية تبلغ 4 مليارات دولار و ملياري دولار كلفة أسطول النقل.
الحكومة جادة في مشروع يفتقر إلى الجدوى , فعائد يقدر ب 16 % لا يفي بالغرض مقابل كلفته الباهظة بالرغم من ذلك فمن المدهش الإصرار على المضي فيه وهو ما أعيد تكراره في استراتيجية محدثة لقطاع النقل , تقول أنه جاهز دراسة ومخططات , وهناك لجنة توجيهية وزارية تتابع تنفيذه ورصد في موازنة العام الماضي والحالي مخصصات لاستملاك وتخصيص الأراضي وكلفتها الإجمالية على مسار خطوط الشبكة 250 مليون دينار. وما تبقى هو تدبير 750ر4 مليار دولار باعتبار أن كلفة الاستهلاك توفرت من «الصندوق الخليج.
تتحدث الاستراتيجية عن مشروع حيوي لكن في بلد غير الأردن وتبالغ في وصف كثافة عدد الركاب وضخامة حجم البضائع التي سينقلها وعن مراكز إنتاج غير موجودة.
الحديث عن مشروع سكة الحديد بدا منذ العام2006 قبل أن يغيب لعدم جدواه قرابة خمس سنوات ليعاد بعثه في سياق مشاريع الأحلام التي لا تتحقق.
البناء على الإنجازات مطلوب , لكن وكذلك الطموحات , لكن تقليب الأوراق القديمة يجب أن يسقط الأماني بتقديم الواقعية.. ينطبق ذلك على كل مشاريع النقلوهي مهمة وذات أولوية لكن بسقف لا يطاول السماء ,و يكفي أن يتحقق منها ما هو قابل للتنفيذ بما يناسب ظروف وحاجات الأردن الاقتصادية. مثل نقل منتظم ونظيف وحافلات تردد سريع , ومواقف حضارية ومسارب خاصة للنقل الجماعي.
من بين كل المشاريع الطموحة المطروحة على مدى عقدين مضيا. ظفرنا بمطار جديد , الحمد لله.