خيارات أميركا في سوريا

يعتقد المحللون أن جميع خيارات التدخل الأميركي في سوريا سيئة، أما دعاة الحرب في أميركا وأوروبا فيعترفون بذلك ولكنهم يضيفون أن عدم التدخل أسوأ.اضافة اعلان

لا تستطيع كل وسائل الإعلام إقناع الشعب الأميركي بأن سوريا لا تشبه العراق، ذلك أن التماثل في الحالتين صارخ، والحجج والمبررات للقيام بالتدخل هي هي، بل إن وسائل الإثبات لوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق هي نفس الوسائل المستخدمة اليوم لإثبات قيام النظام السوري باستعمال السلاح الكيماوي ضد المدنيين بما فيها الصور المنقولة المأخوذة عن الإنترنت، وتسجيل مكالمة هاتفية مصنـّعة بمهارة.
تصف مجلة سبكتيتر البريطانية الحرب على سوريا بأنها حرب بلا هدف، فهي بالتعريف ضربة محدودة لا تمس النظام، ولا تخدم غرضاً سوى تسجيل موقف وتشريف تهديدات أوباما وخطوطه الحمراء.
تكشف المجلة أن المنظمات الإرهابية العاملة في سوريا التي تضم أكثر من 80 جنسية، وتسميها وسائل الإعلام معارضة سورية، قتلت حتى الآن 27 ألفاً من المدنيين السوريين، وقطعت رؤوس رجال دين، كما أرادت تذكير أوباما بأن علم القاعدة الأسود يرفرف في جميع القرى والبلدات التي سيطرت عليها (المعارضة) وهو يريد اليوم أن يغير ميزان القوى على الأرض لصالح هذه المعارضة.
بالعودة إلى التجارب الماضية نجد أن الرئيس الأسبق كلينتون أمر بضربات صاروخية على أفغانستان لم تؤثر في سلوك طالبان، كما أن أميركا وجهت ضربات صاروخية إلى السودان دون أن تحقق نتيجة غير تسجيل موقف.
نفهم أن تحاول اميركا إسقاط النظام السوري ولكن، هل فكرت في البديل؟ وهل فهمت ما قاله الأسد من أنه يحارب للقضاء على المنظمات الإرهابية المسلحة التي تريد أن تجعل سوريا نقطة انطلاق للإرهاب الذي لن تسلم منه أميركا وأوروبا.
في العالم مذابح كثيرة لم تحرك الضمير الغربي ولم تدع إلى التدخل لحماية المدنيين فقد بلغ عدد الضحايا من المدنيين 50 ألفاً في طاجكستان، 150 ألفاً في الجزائر والكنجو 300 ألف في دارفور، لكن أحدأً لم يتحرك لأن هذه البلدان لا تجاور إسرائيل ولا تهدد أمنها.
يبقى أن هذه الحرب مرفوضة من غالبية شعوب أميركا وأوروبا، وأنها محكومة بالفشل، وحتى لو انتصرت فإن انتصارها سيكون وبالاً على المنتصرين، يدفعون به ثمنأً باهظأً.