الخميس 2024-12-12 03:42 ص
 

دعوة (المعلمين) بعدم إرسال الطلبة للمدارس .. فوضى ممنهجة

12:25 ص

الوكيل - كما توقعنا تماما بان توجهات نقابة المعلمين في الاضراب مع بداية العام الدراسي هو قرار مبيت ولا رجعة عنه بالرغم من الجهود التي بذلت من كافة الجهات الحكومية والمجتمعية والاعلامية والنيابية للعودة عن هذا القرار.اضافة اعلان


غالبية كبرى من الطيف المجتمعي وحتى بعض المعلمين كانوا يتوقعون عودة النقابة عن قرارها من وجهة نظر التعاطف والتسامح الاردني المعروف الا ان ما اصدرته النقابة من اصرارها على الاعتصام المفتوح اليوم ومع بداية العام الدراسي قد كشف عن المستور والنوايا غير الوطنية لهذا الاعتصام.

الاردنيون كانوا يتوقعون ان يخرج من النقابة حتى لو تصريحات تهدئ من روع هذا الاضراب المفتوح الا ان النقابة عكست هذه التعاطفات والتسامحات والدعم المجتمعي بمفاجآة من العيار الثقيل خلال بيانها الاعلامي امس بدعوة مفتوحة لابنائنا الطلبة بعدم القدوم للمدارس.

دعوة النقابة كانت بمثابة «قنبلة» اسقطت دون رحمة على هذا الوطن لتقضي على كل أمل بالتصالح او التوافق او حتى بقاء بصيص امل وكأن هذه الدعوة قد جاءت من خلال خطر على هذا الوطن بالطلب من ابنائنا الاختباء في البيوت في الوقت الذي نحن فيه بامس الحاجة لانقاذ التعليم الوطني من خلال جهود وطنية لكارثة النتائج التي اعلنتها الوزارة مؤخرا.

اين سيذهب ال 1.9 مليون طالب و120 الف معلم والكتب والجهود الجبارة التي بذلتها واموال ميزانية التربية البالغة 900 مليون دينار ومن سيعوض الطلبة عن تعليمهم....؟

لمصلحة من ايقاف التعليم وتدميره مرة واحدة بعد ان انكشفت النوايا حيث ان الطلبة من مصلحتهم عدم الالتزام بالدوام والبقاء في عطلة مفتوحة بحسب طبيعة الطفولة البريئة التي يتمتعون بها دون معرفتهم بان تجار الاحزاب والسياسة يجرونهم الى الجاهلية من خلال قرار حزبي سياسي لا مصلحة فيه للتعلم بشيء.

الشعب الاردني لم يعد جاهلا بعد ان تعاطف مع حراك المعلمين قبل عامين وتم تلبية مطالبهم بالكامل حيث كانوا أي الشعب يتوقعون تحسنا ملموسا في نتائج التوجيهي والتعليم برمته الا ان النتائج كانت كارثية وغير مسبوقة.

الشعب كان تواقا لان تقوم النقابة بثورة وطنية تتعلق بنتائج التوجيهي وعمل مؤتمر وطني لايجاد الحلول لا ان يجد نفسه يقف امام اضراب مفتوح من اجل مصالح ضيقة.

هذه الحيل لم تعد تنطلي على احد بعد ان تضاعفت رواتب المعلمين على ما كانت عليه قبل خمس سنوات حيث كشف نقيبهم ومن خلال الحلقة التلفزيونية الاسبوع الماضي ان معدل رواتب المعلمين اصبحت قرابة ال 550 دينار وانا اعرف ان رواتب معلمي الدرجات الخاصة والاولى اكثر من الف دينار.

هذا التذمر المستمر والتعاطف الحكومي مع المعلمين وغياب وجهة النظر القوية التي تدحض هذه التذمرات والشكوى جعلت موقف المعلمين دائما هو الاقوى حيث ان قرارات الاضراب اصبحت سهلة ودون خسارة ومن خلاله ترتفع سقوف الطلبات ليصل منها الى افشال القرارات الادارية للوزير وحتى وقف البعض منها والتدخل في صلاحياته وغيرها من الامور الاخرى التي اخذت تثير الاشمزاز والقشعريرة من مثل هذه القرارات.

لدى الوزير الحالي 67 طلبا من نقابة المعلمين كلها مطالب خاصة لاعضائها والتي تكشف ان المصالح الخاصة اخذت تطغى على المصلحة العامة والتعليم.

نتائج الثانوية العامة كشفت المستور والنتائج المذهلة بان التعليم في مدارس الذكور منهار بالكامل وفي كل مدارس العالم المتقدمة وحتى بعض الدول العربية يحكم على عطاء المعلم من خلال نتائجه في نهاية كل عام دراسي وليس بعد 12 عاما من التدريس في المدارس أي ان تقييم المعلم يجب ان يكون من خلال نتائج الامتحانات المدرسية السنوية ومن خلاله يتم ابقاؤه او اخراجه من التعليم.

في الثمانينات كان الاردن يراهن على المعلم ويفاخر به العالم وكانت اوضاع المعلمين صعبة وقدموا الكثير من خلال لقاءاتي مع وزراء تعليم عرب كان يشيدون بالمعلم الاردني بينما حاليا المعلم تغير وفقد كفاءته واصبح متذمرا فاقدا لكفاءته وقدرته القيادية في الغرفة الصفية والمدرسية للاسف.

ربما كانت هذه الكلمات والاحكام قاسية ولكن الاقسى منها هو ضياع مستقبل ابنائنا والجيل التعليمي باكمله ومالم نتوجه بالنقد الشديد ووضع النقاط على الحروف فان هذا النقابة ستطغى على مصلحة التعليم وابنائه الذين سيكونون رهنا بيد هؤلاء المصلحيين.

دعوة النقابة امس لأولياء أمور الطلبة بعدم إرسال أبنائهم وبناتهم اليوم للمدارس كان بمثابة تحريض للفوضى بعد ان تكشفت النوايا والمصلحة الضيقة للستة مطالب التي ينادون بها حيث عملت الوزارة على حل اربعة مطالب وبقي مطلبان من الصعوبة تحقيقها.

البيان الذي اصدرته امس النقابة اعتبرت فيه الاضراب مصلحة وطنية وتربوية ولكن الحقيقة والواقع انه اضراب حزبي ومصلحي لا يهدف الا الى الابتزاز والتوقف عن التعليم وتلبية المصالح فقط بل الى نشر الفوضى المنهجية في المجتمع مع بداية العام الدراسي وترك الطلبة في الشوارع وافشال كل التحضيرات التربوية للعام الدراسي الجديد وهدر كل جهود اولياء امور الطلبة في تجهيز وشراء كافة المستلزات لابنائهم الطلبة والتي كان منها بالاقساط والدين.

من خلال بيان النقابة الذي حمل فشل المفاوضات الى الحكومة تبين ان الهدف من الاضراب هو هدف سياسي وليس هدف نقابي مهني يصب في مصلحة المعلمين حيث ان اسهل شيء لغلق ابواب الحوار هو وضع شروط تعجيزية تجعل الطرف الاخر ينصاع او ينهار امام هذه المطالب ليقوم بتلبيتها اخيرا لدرء الشر والمحافظة على الصالح العام.

حانت لحظة المحاسبة والمكاشفة وعلى الحكومة ان تتعظ من الاعتصامات السابقة التي حصدوا من خلالها مكاسب وضعتهم في مصاف افضل الموظفين في الدولة من خلال العلاوات والمكاسب الاخرى للضرب بيد من حديد على هؤلاء المبتزين.

كلنا نراهن على الشعب الاردنى واولياء الامور وابنائنا الطلبة بعدم الانجرار خلف هذه الدعوة الحزبية والعصايان المدني التعليمي ونشر الفوضى من خلال تجهيل ابنائنا الطلبة في ارسال كل ابنائنا الطلبة للمدارس التي هي حق شرعي لابنائنا وليست حق للنقابة.

لا يمكن للحكومة ان تبقى متعاطفة مع من تكسبوا وعليها وعلى المجتمع الاردني اعلان حالة الطوارئ لتامين المدارس بالمعليمن وخصم الرواتب على كل من يشارك في هذا الاضراب وتطبيق نظام الخدمة المدنية بالخصم والعقوبة والطرد من الوظيفة حيث يوجد شرفاء من المعلمين والمعلمات الذي نراهن عليهم جميعا بالتحاقهم اليوم بمدارسهم للالزام بالرسالة الخالدة للتعليم والقيام بالدور الوطنى الملقى عليهم.

لسنا منحازين مع أي طرف ولكن لننظر الى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه المملكة من خلال تراجع المدخولات المالية وننظر الى ما يجري حولنا من كوارث وحروب ملتهبة حولت فيها دول كبرى الى عصابات وحرائق وفلتان امني وسياسي مرعب والذي لن يقبل به أي اردني متمسك بوطنيته ويقف خلف قيادته الهاشمية التي تقودنا في اصعب الظروف التي يمر فيها هذا الوطن للانقلاب على وطنيتنا وانتمائنا وتماسكنا ووحدتنا من اجل مصالح شخصية وحزبية وسياسية ضيقة تقودنا للفوضة والفلتان ليس التعليمي فحسب بل الى امور اخطر من ذلك.

الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة