دور الوالدين في تربية الابناء

محمد الطعمات بني يونس

ينشأ الطفل على ما عوده ورباه عليه اباه وأمه.
فهذا محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وحقق الوعد الأول للرسول عليه الصلاة والسلام كانت أمه تأخذه كل يوم وهو صغير إلى النهر، وتكلمه عن الشاطئ الآخر، وتحدثه أن الشاطئ الآخر أحد الأماني الذي يسعى المسلمون إلى فتحه ,فكان كل يوم ينظر الى الماء وهي تمنيه وتقول له: نريد أن نعبر ونصل إلى الشاطئ الآخر، وكان يكبر كل يوم ويكبر فيه هذا المعنى، فكبر محمد الفاتح وعنده هذه العاطفة، عاطفة النهر حتى صار شيئاً أساسياً في حياته , فصدق فيه قول القائل: 'وراء كل رجلٍ عظيم أم' وليس كما يقولون: امرأة.

مثل أم محمد الفاتح ، ومثل أم سفيان الثوري ، فقد كانت تقول له: يا بني! اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي، تشتغل بالمغزل وتبيع الغزل لكي تصرف على ابنها الذي يطلب العلم، ووراء الشافعي أم علمته العلم وتبجيل المعلم وكانت أيضاً تغزل، وكانت تنفق عليه . ومن دور الوالدين في التربية الصالحة ان نغرس في ابنائنا احترام الاشخاص الاكبر سنا وكذلك احترام معلمهم في المدرسة وايضا احترام الجار حتى ينشئ لدينا جيل يحترمك انت ايها الوالد وحتى ينشأ جيل يقدر قيمة المعلم كما هو جيل الشافعي في احترامه للعلم والمعلم فهذه قيم انت تغرسها في طفلك وهو يغرسها في طفله. اما إن كان الاب مثلا يسب ابيه فلا عجب , نعم لا عجب!, ان اترى الفتى الصغير يسبك عندما يكبر كما كنت انت تفعل هذا في جده(والدك) وكما يقال ( كما تدين تدان) والسبب انك كما زرعت حصدتَ. فلنحرص ان نكون دائما قدوة حسنة لإطفالنا ولنتقي الله فيهم.

ومن اسس التربية الصالحة تعليم الاطفال على الصلاة تعليما عملياً وهنا اقصد بالتدريب العملي ان تصلي امامه فيبدأ بتقليدك وكذلك ان تذكروه دائما بالصلاة وليس بالمسلسلات التركية او بمسابقات 'نزع الأخلاق فويس'.
فكما قلت سابقا ,نشأ محمد الفاتح على هذا الحلم والأمنية التي غرستها فيه والدته(دور الوالدين) حتى صار حقيقة.
وأختم حديثي بالشعر التالي لإحد الشعراء :

مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ * فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ
فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ فقالـوا * بـدأْتَ بـه ونحـنُ مقلـِـدوهُ
فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ * فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه
أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ * يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!
وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه

محمد الطعمات بني يونس

[email protected]