دولة الرئيس .. والانتخابات القادمة

محمد أزوقه

في لقائه الحواري الذي جرى بالأمس مع فعاليات شبابية في المركز الثقافي الملكي ، حذّر دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور القوى السياسية المقاطعة للانتخابات النيابية القادمة من 'الوقوف على الرصيف'.

أن يصدر كلام كهذا من رجل له خبرته الطويلة في المسؤولية التنفيذية والتشريعية على حد سواء ، أمر مستغرب ومستهجن ، ويحمل في طياته دلالات سلبية ، نربأ بها عن 'أبو زهير' .

فالمعارض الحصيف يعرف الجمع والضرب والقسمة أكثر من غيره : يعرف أن اثني عشر برلماناً سابقاً من اصل ستة عشر ، قد تم حلها قبل انتهاء سنواتها الأربع.

دولته يعرف أن 127 نائباً سابقاً ، منهم 65 من البرلمان السادس عشر و 62 نائباً من برلمانات سابقة ، قد اعادوا ترشيحهم .... فهل هذا مؤشر على أن هناك تغيير ، مهما كان صغيراً ، في العملية الانتخابية القادمة ؟
ألا يرى دولته أن هناك قوائم 'وطن' أو 'عامة' تشكلت من شلة أصدقاء أو أقارب أو شركاء أو ..... ؟ وأن معظم القوائم لم يستوف الأعضاء السبعة والعشرين؟
هل غاب عن بال دولة الرئيس أن قانون الانتخاب الحالي ، والذي اقر بثمانية واربعين صوتاً ، سيأتي بتوليفة من النواب السابقين الذين (مع الاحترام لكل شخص منهم) شهدوا وتسبب بعضهم أو جلهم في حل مجالس النواب السابقة؟
ألم يحل الشعب الأردني المجلسين السابقين ؟ فما الذي سيحدث الفارق هذه المرة ؟
أليس النواب السابقون اصحاب خبرة في الترشح والفوز ، وبذلك يمتلكون حظوظاً كبيرة في العودة ؟ ثم ماذا ؟ يكررون سيرتهم الأولى ، ويجري حل برلمانهم ! أهذا ما يريده لنا دولة الرئيس ؟ سنة / أو سنتان من التخبط والفهلوة والجري وراء المصالح الضيقة ، ثورة في الشارع ، ثم حل البرلمان السابع عشر.

لا ياسيدي ، ما هكذا تورد الإبل عافاك الله.
أنا شخصياً مقاطع : لم أسجل ولا أريد ، وكذلك غالبية شراكسة الدائرة الثالثة لقصبة عمان ، ويمكن لدولتك أن يسأل كل رئيس وزراء سبقك منذ العام 2003: لماذا لم يعيدوا لنا المقعد النيابي ؟ واقولها بكل صراحة : هناك الملايين مثلي ، بعضهم سجل وندم ، والبعض الآخر لم يسجل ابتداءاً ، وكلهم يرفضون هذه الملهاة .
لك يا دولة الرئيس ، كل الاحترام والتقدير على جهودك المخلصة في هذا الظرف الدقيق لكن ، ارجوك: لا تهددنا ..... ولا تحذرنا ، فنحن أبناء وأحفاد الأردنيين الذين انتخبوا طبيباً كركياً شاباً ..... نائباً عن مدينة القدس ، قبل ستين سنة.

محمد عمر لقمان أزوقه

[email protected]