الخميس 2024-12-12 03:41 ص
 

ذات المريول الأخضر!

10:03 ص

لا أدري من اين أبدأ هذا المقال، فقد اتصل بي أحد القراء الأكارم وتحدث بحرقة هائلة عن ظاهرة اجتماعية مقلقة، دعاني أولا لزيارة حديقة المدينة الرياضية، وخاصة المناطق المغلقة أمام السيارات والمخصصة للمشي، قال لي، وقد كان في تلك المنطقة، أنها تمتلىء ببنات المدارس، ذوات المراييل الخضراء، وهن بصحبة أولاد في مثل سنهن، أو أكبر، وبعضهن في أوضاع مخلة بالأدب، وجارحة للشعور العام، وقال، من الواضح أن البنات هربن من المدارس، لأن الوقت كان وقت دوام، وجئن إلى الحديقة للتمشي والتحرش، وممارسة «هوايات» يمنعها العرف والدين والتقاليد والقانون أيضا، ولكن القانون هنا غائب أو مغيب، قلت له: كيف؟ على حد علمي هناك دوريات للأمن في المدينة، وهناك ايضا امن خاص بها، قال لي، انه شكا من الوضع لدورية شرطة، فقالوا أنهم لا يجدون تعاونا من إدارة المدينة، لأن المناطق المعنية مخصصة للمشي، ولا تستطيع السيارات الوصول إليها، وهناك يحدث ما لا يرضي وجه الله!.اضافة اعلان


ناشدني اخي القارىء أن أكتب في الموضوع، اذكر أنني كتبت شيئا من هذا القبيل عما يحدث في بعض الشوارع الخارجية، ويومها لامني من لامني، بصفتي من «أعداء الحب» فيما قالي لي أحدهم: الله لا يجعلنا من قطاع النصيب!

حسنا، للمسألة هنا جانب أكثر أهمية من كل ما يمكن أن يقال، فالبنات هنا متسربات من المدارس، وأهلوهن يعتقدون أنهن «يقطعن انفسهن» طلبا للعلم، فيما هن صائعات مع الشباب في حديقة المدينة الرياضية، كم هو مؤلم هذا الشعور، وثمة جانب آخر، فمرتديات المريول الأخضر، كلهن دون السن «القانوني» لاتخاذ أي قرار، فما بالك بقرار يخالف كل عرف ودين وتقليد؟ حتى من الجانب القانوني المحض، غير مباح لصاحبة المريول الأخضر أن تفعل ما تفعل، وهنا أيضا، لأنها لم تبلغ سن الرشد قانونا، لا ننسى الولد الأزعر الذي أغرى البنت وأغواها بالخروج معه، فهو ليس مبرأ من الجريمة، التي يمكن أن تتطور إلى «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، حتى يراق على جوانبه الدم» وهنا لك أن تتخيل ماذا سيحصل في المجتمع، من جلوات وعطوات وثارات وخلافه!.

لا نبرىء أحدا هنا، فكلنا مسؤولون، وخاصة البنت ذاتها، فلا يمكن لرجل أو فتى أن يأخذ من فتاة شيئا بدون إرادتها، ومن غرائب ما قرأت على حائط إحدى «المراييل الخضراء» على فيس بوك:

قليل من الكحل

كفيلة بتحويلي من أنثى

إلى كارثة عاطفية

!ترقبوني صباح الأحد.. ساكــون مــززة وستــندمون

كاتبة هذه الكلمات بنت عمرها لا يزيد عن 13 عاما، فماذا ستفعل حينما تدخل الجامعة مثلا، حيث الاختلاط «قانوني» ومتسامح معه اجتماعيا، و «الفرص» سانحة للانفلات والتسكع خلف الأشجار، وفي دهاليز «الحرم!» الجامعي؟؟

هي مسؤولية الجميع، ولا نبرىء أحدا منها، أضعها «أمانة» بين أيديكم، كي تتعاملوا مع هذا المشهد بما تحبون أن تروا بناتكم عليه!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة