السبت 2024-12-14 02:09 ص
 

« ذيب» الذي ابتلع الخوف

07:58 ص




«من يغوص البحـر الأحمر ... فلا يلحق مداه

و البحر يا ذيب ... ما كل رجل ياصلـــهاضافة اعلان


و الخوي لا من بدالك ... لا تخيب له رجاه

كون يمه في يمينه ... بالمــراجل واصله

و الذيابة لو بدت ... ما تحققلك نجــاة

كلهم ما ينفعونك ... و المنايا حاصلـة»

بهذه الكلمات ،يبدأ فيلم «ذيب» محمّلا بطله الطفل» ذيب» او الممثل»جاسر عيد» عبء الاحداث التي امتدت عبر مئة دقيقة.

حصلتُ على نسخة من الفيلم من محل ب «وسط البلد»،منذ ثلاثة ايام،وسعيتُ لمعرفة أهمية فيلم اردني يصل الى مهرجان « الاوسكار»،وينافس» الكبار»
سينمائيا،باماكانته» القليلة» و» المحدودة».

ينتمي»ذيب» الى ما يُسمّى « الدراما السينمائية»،فاحيانا كنتُ اشعر أنني اتابع «مسلسلا» تلفزيونيا،واحيانا كانت مشاهده تأسرني في عتمة السينما.

الفيلم الذي كتبه وأخرجه ناجي ابو نوار مستعينا بأشخاص يقومون بالتمثيل لأول مرة،كما ذكرت مصادر الفيلم. وهو ما يعد جهدا اضافيا،ومفاجأة «سارة» لهم وللمخرج وللجمهور ايضا.حيث أنهم اصبحوا نجوما ضمن نجوم الساحة الفنية الاردنية والعربية ويمكن ان نراهم في اعمال قادمة.

وانت تشاهد الفيلم تأسرك الموسيقى الخارجة من روح المكان/ الصحراء. وبذكاء تم توظيفها لتعبر عن غناء البدو ومفرداتهم مثل» الهجيني». فنجد احد الابطال يقول للآخر» هيجن»،أي « غنِّ».

تعود احداث الفيلم الذي يشارك ببطولته حسن مطلق وحيبن سلامة وجالك فوكس، الى زمن الثورة العربية الكبرى هام 1916،من خلال الصبيّ «ذيب» وشقيقه «حسين» اللذين يرافقان الضابط الانجليزي في رحلة شاقة ومليئة بالمخاطر عبر صحراء» وادي رم».

ويسعيان بمتابعة فضولية من الصغير»ذيب» الى اكتشاف سر ما،فيصلان الى « البئر الروماني» الذي يكون مملوءا بالدم وليس بالماء.مما يدل وقوع جريمة في المكان.

تأتي مجموعة من الرجال ويبدأون باطلاق الرصاص عليهم،ويقتلون العسكري الانجليزي وكذلك الشقيق الاكبر ويبقى الصبي يواجه الموت والمجهول.

وهنا تتعمق مأساة الصبي الذي يغوص في الرمل بقدميه الحافيتين،ويطارده آخر « القتَلة»،حتى يقع في البئر،بما يحمل ذلك من دلالة « البراءة»،
سكة الحديد الحجازي حاضرة في المكان والرؤية،وكذلك فلسطين والثأر الذي ينتهي به الفيلم حيث ينتقم الصغير لمقتل اخيه من الرجل الغريب وفي مكان يحمل علامة وهي مدخل مخفر «العثمانيين».

فيلم حميم بلغة بصرية جميلة معبرة يستحق اكثر من «اوسكار»،ويكفي انه يحمل جزءا من «ملامحنا» و»براءتنا»!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة