الوكيل - تحدث عيوب القلب الخلقية في اطفال الغرب بمعدل منخفض لا يتعدى %1 من مجموع المواليد السنوية، بيد ان نسبتها ترتفع في دول الخليج. ويعزى ذلك بحسب د. جون دينفيلد، بروفيسور جراحة وعلاج امراض القلب الخلقية من مستشفى هارلي ستريت في لندن، الى انتشار زواج الاقارب في المجتمعات الخليجية. يقول:
- تعد عيوب القلب الخلقية كأكثر عيوب الاجنة الخلقية شيوعا، وتتنوع ما بين الحالات البسيطة الى الحالات المعقدة التي تسبب الوفاة، وتختلف خطة الرعاية الطبية لكل حالة اعتمادا على خصوصيتها. وبما ان مستشفى هارلي ستريت متخصص في علاج عيوب القلب الخلقية، نتعامل مع جميع أمراض القلب الخلقية بدءا من حديثي الولادة الى كبار السن.
ثقب القلب
يعد ثقب القلب من امراض القلب الخلقية الاكثر شيوعا وهو مصطلح عام يدل على وجود فتحة غير طبيعية في احد جدران القلب. فان كان هذا الثقب موجودا في غرف القلب العلوية المسؤولة عن تجميع الدم تسمى الحالة ASD. اما الحالة الأكثر شيوعا، فهي وجود الفتحة في غرف القلب التحتية المسؤولة عن ضخ الدم وتسمى VSD. وهما حالتان مختلفتان بعضها عن بعض في التأثير وطريقة العلاج.
طريقة العلاج
تعتمد خطة العلاج على حجم الثقب ومكانه وكمية الدم التي تخرج منه، على سبيل المثال:
- اذا كان الثقب كبيرا وموجودا في الغرف التحتية ويسبب خروج كمية دم مفرطة الى الرئة، فستظهر على الطفل اعراض مثل انقطاع النفس والازرقاق وقلة الرضاعة وضعف النمو. ويجب علاج هذه الحالة بشكل سريع في البداية من خلال العقاقير المناسبة والتخطيط لعملية جراحية يتم فيها إغلاق الثقب، وينصح بإجرائها خلال اول 6 اشهر من حياة الطفل. ولهذه العمليات حاليا نتائج ممتازة.
اما تأخير الجراحة لمدة طويلة فله آثار سيئة. فاستمرار خروج الدم من خلال الثقب سيؤدي الى مشاكل صحية مزمنة واضرار دائمة في الرئة لا يمكن علاجها.
- اذا كان ثقب الغرف التحتية صغيرا وحالة المريض جيدة، قد لا يحتاج للجراحة. فقد يضيق ويصغر حجمه مع تقدم العمر، ويغلق من نفسه. ولكن يجب على الطفل تناول العقاقير المناسبة ومراجعة الطبيب بشكل دوري للاطمئنان على صحته وسلامة الرئة.
- يسبب وجود ثقب في الغرف العلوية اعراضا تختلف عن ثقب الغرف التحتية. فعادة ما تكون صحة الطفل المصاب جيدة وتكتشف اصابته على اثر سماع الطبيب لصوت غير طبيعي اثناء دقات القلب. وقد تكون لديه اعراض غير واضحة مثل انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي وانخفاض قدرته البدنية مقارنة بأقرانه وتكرار اصابته بالتهابات الجهاز التنفسي. ويمكن غلق ثقب صغير الحجم وموجود في مكان مناسب من خلال التدخل المحدود بالقسطرة وبنتائج ممتازة. ولكن هناك حالات تحتاج الى غلق الثقب بالجراحة.
تطور علاج القلب الكبير
يمكن تسمية من لديهم عيب خلقي بسبب تكون قلب يحتوي على غرفة كبيرة فقط (دون غرف) بحالة القلب الكبير، وهي حالة مرضية كانت سابقا تسبب الوفاة بلا مفر. بيد ان هذه الحالة تعالج بشكل فعال منذ 10 - 15 سنة من خلال خطة علاجية ثورية تتضمن ثلاث مراحل من التدخل الجراحي يتم فيها تشكيل القلب وتحسين وظيفته. ويتم التخطيط لتوقيت مراحل التدخل الجراحي بكل دقة على ان تتم المرحلة الاولى بعد الولادة مباشرة. ونتج من ذلك، حياة معظم هذه الحالات بشكل طبيعي ومقارب لأقرانهم بشكل كبير.
حالات تتطلب الجراحة الفورية
لا تتطلب جميع الحالات التي لديها عيوب خلقية ولادة الحامل مبكرا او ولادتها في مستشفى قريب من مستشفى القلب. فأغلب الاجنة التي لديها مشكلة بسيطة لا تحتاج الى الذعر والجراحة الفورية بعد الولادة. ولكن هناك حالات تتطلب ولادة الام في مستشفى قريب من مستشفى متخصص في امراض القلب الخلقية حتى يتم نقل حديث الولادة فورا وعلاجه بسرعة او التدخل الجراحي الفوري. ومن اهم هذه الحالات:
- وجود نقص في عدد غرف القلب او تكونه من غرفة واحدة فقط بدلا عن 4 غرف، وكانت هذه الحالات سابقا تتوفى بعد الولادة، وقد طور الطب الحديث طريقة علاج حديثة تشمل الجراحة الفورية بعد الولادة وترتب عليها نجاة معظم الحالات.
- انسداد الصمام الاورطي او صمام مهم في القلب بشكل كبير. وغالبا ما يعالج بالتدخل المحدود من خلال القسطرة حتى يتم فتح وتوسعة الصمام المعتل.
- انسداد الجزء الايمن من القلب والمسؤول عن ضخ الدم، وخاصة لو سبب ضيقا يهدد الحياة.
- انسداد الاوعية الدموية المهمة للقلب مثل الشرايين المغذية او الاوردة.
سبب ارتفاع نسبة النجاة
ادت التطورات الطبية الحديثة الى ارتفاع نسبة نجاة الاطفال المصابين بالعيوب الخلقية. وعلق البروفيسور قائلا:
- يمكن القول بأن %90 ممن يولدون مع عيوب خلقية في القلب يمكنهم من خلال خطة العلاج المناسبة ان يعيشوا حياة مقاربة لأقرانهم الاصحاء. وتشمل التطورات الطبية التي ساهمت في هذا الامر:
- تحسن طرق وادوات وحدات رعاية حالات الاطفال الحرجة.
- تحسن طرق التشخيص ومن اهمها التصوير بالرنين المغناطيسي والاشعة المقطعية متعددة الشرائح والتصوير بسونار القلب.
- اكتشاف الحالات مبكرا من خلال تشخيص الجنين في رحم الام وزيادة خبرة اطباء الاطفال.
- تحسن طرق وادوات الجراحة وزيادة خبرة ومهارات الجراحين.
- تحسن طرق الرعاية بعد العمليات.
- توافر عقاقير حديثة وممتازة مكنت من التحكم باعتلالات الدورة الدموية.
- تطور تقنيات العلاج بالتدخل المحدود. وهي اجراءات لها نتائج ممتازة وتتفادى الحاجة الى عملية جراحية كبيرة تتضمن شق صدر المريض. فمن خلال القسطرة يمكن غلق ثقب صغير او سد شريان غير طبيعي او وضع دعامة لتوسعة صمام ضيق او شريان ضيق او حتى تركيب صمام لاستبدال الصمام المعتل.
القبس
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو