سبحان مغير الأحوال

في الأعراف الدولية , حين تقوم طائرة عسكرية , بإختراق المجال الجوي لدولة ما فمن حق هذه الدولة إسقاطها , بإعتبارها قد انتهكت السيادة ... الطائرات الروسية قبل أيام , انتهكت الأجواء التركية ... وقد ردت تركيا بالقول :- (أن الروس يخاطرون بخسارة صداقتنا ).... يا سلام .اضافة اعلان

كان من الممكن أن تقول تركيا :- أن العسكر لديها يدرسون الخيارات المتاحة للرد تماما مثلما يحدث في العالم العربي , فكلما انتهكت إسرائيل مجالا جويا عربيا نجلس وندرس خيارات الرد ,وما زلنا ندرس ... وبعد أيام تنتهي المسألة والدراسات أيضا تغلق ولا يتم الرد .
كان بإمكان تركيا أن تقول :- أن المضادات الجوية قد أطلقت وولت الطائرات الروسية هاربة , وأظن أن أحدا لن يراجع تركيا ... وروسيا ذاتها ستخجل أن تقول أن هذا الأمر (كذبة) ... وسيظهر الأتراك بموقف مشرف .
كان من الممكن أن تقول أن طائرات تركية أقلعت من قاعدة (أنجرليك) لإعتراض المقاتلات الروسية وحين وصلت المكان عادت الطائرات الروسية على الفور خشية المواجهة ... مع صقور الجو الأتراك وبعدها يتم بث أغنية تمجد نسور سلاح الجو التركي .
ماالذي يمنع قائد سلاح الجو التركي أن يصرح ويقول :- لقد أطلقنا صاروخا تحذيريا وحين شعر الطيار الروسي بجدية دفاعاتنا قام بالهروب فورا ... هل سيراجع أحد تركيا وهل سيخرج الطيار الروسي ويقول :- ( أنا ما هربت) .
ولكن ( روسيا تخاطر بخسارة صداقتنا) هو تصريح يقر بإختراق المجال الجوي وفيه إقرار بأن الدفاعات الجوية التركية لم ترد وفيه إقرار بأن الطائرات التركية لم تعترض الطائرات الروسية وفيه إقرار اخر أنه لن يدرسوا الرد أيضا .
التدخل الروسي في سوريا جعل البعض يتمسك بالصداقة أكثر من التمسك بالسيادة الوطنية ... بمعنى أن العلاقات الدولية أفرزت نهجا جديدا يجب أن يدرس في مساقات التعليم العالي بأقسام السياسة الدولية تحت بند التمسك بالصداقة ..
على حال وددت القول :- (سبحان مغير الأحوال) ...