الأحد 2024-12-15 09:47 م
 

ستون عينا وثلاثون دماغا

09:51 ص

هذه وغيرها من الاناشيد التي علمتنا النفاق الاجتماعي وتشربناه منذ الصغر مع حليب الطفولة .
وهو مثلنا : لم يأكل ملبّسا خالصا ولا مالصا، لم تكن مدرسته نظيفة .. والرحلايات كانت مفككة والدروج مهترئة والزجاج مكسور منذ حملة نابليون على مصر.. ومعلموه كانوا قساة.. قساة .. قساة.اضافة اعلان

ها هو بعد اكمال دراسته الممكنة يعود ليكرر ذات التجربة ويعلم الاولاد فك الحرف .. ليدرك كم هي مهمة صعبة . فيعذر معلميه على قسوتهم وعصبيتهم .. فالحياة صعبة وتعليم الاولاد مرهق، والراتب لا يكاد يفي بالكفاف.
أربعون أو ستون عينا تبحلق فيك.. عشرون او اربعون دماغا يتناولون غذاء الروح على مائدتك قبل الافطار .. انها مهمة صعبة، فلكل دماغ مزاج وطريقة نظر ووسيلة استيعاب .. وهو مطلوب منه ان يعطي الجميع ويوصل غذاء الروح للجميع.
كان عمر بن الخطاب يجيد النظر في عقول الرجال .. اما هو فينظر في عقول الاطفال : صفحات بيضاء يخط عليها ما يريد.. انها مسؤولية قاسية ودقيقة.
انت مطالب بتسمين عقول الاطفال بغذاء الروح وأنت جائع .. وراتبك لا يفي بغذاء الجسد.
يقولون انك كدت ان تكون رسولا؟؟!! ويطالبون بالوقوف لك اجلالا ... ويقولون بأنك شمعة تذوب لتضيء الطريق امام الأجيال .
لكن.:
من الذي يضيء الطريق أمامك انت؟؟
لا احد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة