احدى الصحف نشرت تقريراً قالت فيه ان هناك عرضاً امريكياً لسداد كل ديون الاردن مقابل استقبال اللاجئين الفلسطينيين من سورية في الاردن،وتوطينهم هنا،والقصة تفاعلت،وصّدقها كثيرون،برغم عدم منطقيتها.
القصة غير مقنعة ابدا،ولو تم الحديث عن الضفة الغربية او اي حلول اخرى لوقف المرء عندها قليلا،اما اللاجئون الفلسطينيون في سورية، فما الذي سوف يستفيده الاحتلال الاسرائيلي من نقلهم من سورية الى الاردن، وما الذي سوف تستفيده واشنطن من هكذا ترحيل وانتقال كلاجئ من بلد الى بلد؟!.
سيناريو ترحيل الفلسطينيين من سورية الى الاردن،سيناريو غيرمقنع،واسرائيل ذاتها لن تقبل به،لانها لاتريد تجميع اللاجئين الفلسطينيين في مكان واحد وفي اطول حدود معها،بل على العكس ربما مصلحة الاحتلال اخراج الفلسطينيين من سورية ولبنان وتهجيرهما الى جنوب افريقيا وامريكا الجنوبية.
مع هذا فإن فكرة توطين فلسطينيي سورية في الاردن،غير ممكنة ابداً،فهؤلاء لايمكن منحهم المواطنة الاردنية،ولاتوطينهم،فهم لم يحملوا هذه المواطنة يوما ما،ولم يكونوا جزءا من المملكة،ولاارضيات مشتركة،وعلى هذا فأنه لاتوجد اي ارضية قانونية سابقة ولامؤهلة قد ينفذ منها مخطط التوطين لمنحهم المواطنة.
اغلب اللاجئين الفلسطينيين في سورية،مازالوا في سورية،ويؤكد كثيرون ان هؤلاء ليس لديهم اي رغبة بالخروج،والتسريبات التي تتحدث عن تسرب فلسطينيين يتحدثون اللهجة السورية بشكل ممتاز مع اللاجئين السوريين القادمين الى الاردن،تسريبات مقصودة لاثارة توتر الاردن من موجات اللجوء،خصوصا،حين يأتي اللاجئ دون وثائق،فلا تعرف هل هو سوري ام سوري فلسطيني؟!.
دعونا نتحدث بصراحة،فالاحتلال الاسرائيلي يتابع تجمعات الفلسطينيين في كل مكان،ويسعى الى توجيه ضربات اليهم،بوسائل مختلفة وتفتيت بناهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،ولو قيل ان هناك مخططا لتوجيه ضربات الى تجمعاتهم كما شهدنا في لبنان مثلا،لصدقنا هذا السيناريو،عبر تشتيت الفلسطينيين ذاتهم في موجات لجوء داخلية في ذات سورية،لا..نقلهم الى هنا.
نقلهم الى الاردن سيحظى برفض اردني وفلسطيني،ثم برفض اسرائيلي وامريكي،لانه سيؤدي الى تموضع جديد قريب جداً من حدود الاحتلال ودولته،ودوافع الرفض مختلفة بين طرف وآخر،دون مساواة طبعا بين طرف وآخر،الا انها تصب في نتيجة واحدة.
مع كل هذا فأن الاردنيين والفلسطينيين على حد سواء يفهمون جيداً اليوم مايريده الاحتلال،والوقوف في وجه هذه المخططات،يحتاج الى عزم وبصيرة،حتى لايتحول اهل هذه المنطقة الى منفذين لخطط الاحتلال تحت عناوين ملتبسة.
سداد ديون الاردن مقابل استقبال فلسطينيي سورية،سيناريو وهمي،خصوصاً،ان لااحد يجيب عن السؤال الذي يقول...ماهي مصلحة كل الاطراف في ترحيل هؤلاء من سورية الى الاردن؟!والسؤال مفرود لمن لديه جواب.
كل مايراد قوله لشعوب المنطقة عبرهذه القصص المفبركة ان الفلسطيني خطر وعليكم تحجيمه ومحاربته،بأعتباره «الجذام» في الجسد القومي النبيل السالم من المتاعب والهموم لولا هذا الفلسطيني ومشاكله وصداعه المزمن!.
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو