سرقة السّيارات في الأردن .. مافيا تضم فتيات

الوكيل - لم يظن أن ما يحدث له حقيقة. فقد كان يسمع بغرائب سرقة السيارات في الأردن وأن أحداً لا يستطيع السيطرة عليها منذ زمن، لكنه كان مضطراً ليختبر القصة بنفسه. كالعادة أنهى 'أبو سليم' عمله، وخرج إلى الرصيف الذي كان يفترض ان سيارته تقف عنده، لكنه لم يجدها، هكذا ببساطة. اشتكى إلى الأجهزة الأمنية.اضافة اعلان


ولكن دون جدوى، حتى جاءه اتصال هاتفي بعد شهر من حادثة السرقة، من صوت غريب وتحدث هامسا وان كان ذلك بثقة: 'إذا أردت استعادة مركبتك فعليك دفع ألف دينار أردني، وهو مبلغ يعادل 1300 دولار'. والغريب في الأمر أن سيارته لا يزيد سعرها على خمسة آلاف دينار. فأسقط في يده ماذا يفعل؟ ومن أين له المبلغ المطلوب؟

ففوض أمره إلى الله وطوى في القلب حسرة لفقدانه محبوبته. تلك حالة من عشرات الحالات ان لم نقل المئات، فالسرقة من أجل الفدية، والذي لا يدفع تفكك سيارته وتباع خردة. والمفارقة أن سيارة ابو سليم غير مسجلة رسميا باسمه، وهذا تماما ما أخبره به اللصوص، معتذرين له انهم لم يتيسر لهم الوصول إلى هاتفه مبكرا 'سيارتك يا معلم يبدو أنها باسم زوجتك'. وأجابهم بكل براءة 'هذا صحيح'.

ويقول المواطنون في المملكة إن مافيا سرقة السيارات تمددت وأصبحت خارج سيطرة الدولة، تصول وتجول في الشوارع بحثا عن صيدها.

والمنطقة التي تخزن فيها السيارات المسروقة معروفة للجميع. وعلى الشخص الذي تعرضت سيارته إلى السرقة ان يقوم بزيارة تلك المنطقة جنوب العاصمة عمان ويسأل عن مكانه. قصص كثيرة يرددها الكثيرون حول ظاهرة سرقة السيارات، بينما لا تزال المؤسسات الأمنية ترفض الاعتراف بعجزها عن متابعة الأمر.

مدير الأمن العام الفريق الركن توفيق حامد الطوالبة أوعز أخيرا لإدارة البحث الجنائي والمديريات والإدارات الأخرى، البدء بتنفيذ حملة أمنية واسعة تشمل كافة محافظات المملكة لضبط المركبات المسروقة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من انتشار تلك الظاهرة واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية الصارمة بحق كل من يثبت تورطه في ارتكاب تلك الجريمة.

والحملة الأمنية تأتي كخطوة أولى في سلسلة إجراءات أمنية وشرطية تهدف إلى القضاء على الظاهرة والحيلولة دون اتساعها، وستكون تلك الإجراءات على شقين؛ الأول وقائي من خلال تنشيط وتفعيل دوريات راجلة وآلية بالزي العسكري والمدني، والآخر أمني لضبط المركبات المسروقة والسارقين وإعادة المركبات لأصحابها.

سرقة بالإكراه

وكان أحد الطلبة من جنسية عربية قد تقدم بشكوى قبل أيام بدخول أشخاص إلى شقته في العاصمة وتهديده بواسطة سلاح أبيض وأخذ مفاتيح مركبة وسرقتها والفرار بها من المكان. وبعد بدء التحقيقات في القضية وجمع المعلومات وتتبعها، وقع الاشتباه في ثلاثة أشخاص من أرباب السوابق الإجرامية، وبالبحث والتحري عنهم، ألقي القبض عليهم واعترفوا بالتحقيق معهم بارتكاب تلك الجريمة، وتم ضبط المركبة المسروقة وإعادتها إلى مالكها وتحويل الجناة للقضاء.

وفي السياق ذاته، تقدم أحد المواطنين بشكوى بتعرض مركبته للسرقة من قبل إحدى الفتيات التي صعدت معه بالمركبة، ثم فرت بها بعد أن نزل لشراء بعض الحاجيات من داخل أحد المحال التجارية وترك المفاتيح بداخل المركبة. وبالبحث عن المركبة وتعميم أوصاف الفتاة من قبل إدارة البحث الجنائي شوهدت السيارة في أحد الأماكن.

وعند إيقافها وضبط سائقها، تبين أنه شخص من أرباب السوابق، وبالتحقيق معه اعترف بقيام الفتاة بسرقة المركبة وتسليمه إياها، وبالبحث والتحري عن الفتاة ألقي القبض عليها، وتمت إعادة المركبة لصاحبها وأودعت القضية للقضاء.


البيان الإماراتية