الوكيل - شكل الإعلان التركي رسميا عن دخول الحرب ضد تنظيم 'داعش' الإرهابي نقطة تحول في قراءة مجريات الأحداث، إذ تعد أنقرة لاعب إقليميا أساسيا، وآثار غيابها عن دخول التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الكثير من التساؤلات.
ويرى سياسيون ومحللون أردنيون أن دخول تركيا في الحرب ضد تنظيم 'داعش' يعد نقطة تحول استراتيجية، بإمكانها المساهمة في محاربة التنظيم لأهمية الدور التركي ومحوريته في هذا المجال.
وأشاروا لـ'الغد' إلى أن هذا التحول مقرون بصدق الحكومة التركية وجديتها في مكافحة تنظيم 'داعش' الذي أعلن مسؤوليته عن الاعتداءات الأخيرة ضد الجيش التركي والتفجيرات في عدد من المناطق جنوبي البلاد.
ويرى رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى اشتيوي أن هنالك تغيرا واضحا في السياسية التركية نحو ما يجري في المنطقة.
واعتبر أن هذا التغير يعتبر تحولا استراتيجيا مهما ونوعيا نحو الحرب ضد 'داعش' والصراع في المنطقة بشكل عام، إذ إن تركيا لا يمكن أن تعمل خارج المنظومة الدولية بهذا الخصوص.
وقال لـ'الغد' إن الموقف التركي السابق برفض دخول التحالف ضد 'داعش' لم يكن مقنعا للإدارة الأميركية، وهو ما دفعها إلى ممارسة ضغوط على أنقرة، للعدول عن موقفها الرافض، مع وجود إجماع دولي على أن 'داعش' يشكل تهديدا للعالم.
وأشار إلى أن عدم دخول تركيا منذ البداية في الحرب شكل مصدر قوة لـ'داعش' الذي يستغل الحدود التركية السورية لتسلل مقاتليه القادمين من أوروبا والعالم وتهريب السلاح والعتاد.
وحول الحديث عن إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، قال شتيوي 'بالتأكيد أن لهذا التغير تداعيات من بينها إقامة منطقة حظر جوي، بالإضافة إلى تحسين شروط التفاوض مع النظام السوري' للخروج بحل سياسي، مع العلم أن الحسم العسكري غير ممكن في ظل عدم وجود قرار دولي لصالح ذلك.
بدوره يعتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بسام المناصير أن تغير الموقف التركي من الحرب ضد 'داعش' استراتيجي وتكتيكي، خصوصا وأن أنقرة لم تكن جادة في محاربته سابقا، إلا بعد أن اكتوت بنار الإرهاب الذي ضرب مدنا تركية.
وقال لـ'الغد' إن تركيا كانت تعتبر إحدى المنابع الرئيسية لدخول عناصر 'داعش' إلى سورية والعراق، وأن تجفيف هذه المنابع من شأنه قطع شريان الحياة عن التنظيم.
وأضاف أن الحكومة التركية بدأت بخطوات ملموسة لضبط حدودها، ومنع تسلل الإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية، وهذا من شأنه المساهمة في محاربة التنظيم الإرهابي بشكل فاعل.
وأشار إلى أن النظام السوري قد يحاول استغلال هذا التغير لتبرير موقفه من تعرضه للإرهاب، ولتبرير جرائمه بحق الشعب السوري.
في المقابل يربط وزير التنمية السياسية الأسبق الدكتور موسى المعايطة أهمية تغير الموقف التركي من الحرب ضد 'داعش' بصدقية وجدية حكومة أردوغان في ذلك.
وأضاف لـ'الغد' أن داعش لم يعد يوفر أحدا وأنه لم يكن أمام تركيا إلا أن تصطف في خندق المواجهة ضد التنظيم الإرهابي، وأن هذا التغيير إدراك من كل القوى الدولية بخطر التنظيم وضرورة محاربته والقضاء عليه.
ونوه إلى مواقف الأردن وجلالة الملك في التحذير المستمر من خطر 'داعش' وضرورة محاربته كونه يمثل تهديد لكل دول العالم بلا استثناء.
وأشار إلى أن الموقف التركي من شأنه منع تسلل المجندين من أوروبا إلى داخل الأراضي السورية عبر الحدود التركية، وأن لهذا الأمر دور في تجفيف منابع قوة 'داعش'.
ويرى المعايطة أن من يعتقد أن بإمكانه أن يستغل 'داعش' فعليه أن يعلم أن السحر سوف ينقلب على الساحر سواء كان ذلك عاجلا أم آجلا.
أما العين الحالي ووزير التنمية السياسية الأسبق الدكتور بسام حدادين فلا يعتقد أن هناك تغيرا حقيقا وجوهريا في الموقف التركي تجاه الحرب ضد تنظيم داعش ودورها في تغيير المجريات على الأرض، كون تركيا كانت تستعمل ورقة 'داعش' في إدارة صراعها الإقليمي، وأنه لم يمكن الحكم على تغير الموقف من خلال اشتباكات محدودة.
وقال لـ'الغد' إنه في حال إنخراط تركيا بكل نفوذها وقوتها في الحرب ضد 'داعش' وقطعها لخطوط إمداده البشري والتسليحي فإن التنظيم سيوف يتلقى ضربة قوية.
أما حول الحديث عن اتفاق أميركي تركي لإقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة داخل الأراضي السورية فأشار إلى أنها فكرة قديمة، وكانت نقطة خلال بين الطرفين.
وأكد أنه لو تمت هذه الخطوة فعليا، فإنها ستقوي ما يسمى المعارضة السورية وستصبح أنقرة لاعبا أساسيا في تقرير مصير النظام السياسي المقبل لسورية.
وشن سلاح الجو التركي اليوم الجمعة، أولى غاراته على معاقل التنظيم الإرهابي داخل الأراضي السورية، والتي أكدت الحكومة التركية أنها حققت أهدافها في منع 'داعش' من مهاجمة البلاد.
وقتل جندي تركي وأصيب آخرون قرب كيليس (جنوب) برصاص أطلق من منطقة سورية تحت سيطرة تنظيم داعش ما أدى إلى رد فوري من المدفعية التركية.
ويأتي تبادل اطلاق النار بين الجيش التركي وداعش بعد 4 أيام على هجوم انتحاري في سوروتش (جنوب) استهدف أنصارا للأكراد وأسفر عن مقتل 32 شخصا
الغد
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو