كل يوم تقريبا، هناك على وسائل التواصل الاجتماعي أو على 'واتس أب' دعوة لفعل شيء سيسهم في تغيير حياتك.
بداية، رأيت 'بوست' يدعوني لأكل الترمس وسأشاهد ماذا سيحدث بعد ساعات، أكلنا الترمس وبعد ساعات لم أستطع السيطرة على الانتفاخ، ثم كانت هناك دعوة لشرب مغلي قشر البطيخ لرؤية الفرق بعد ساعات، قمنا بغلي بطيخة بأكملها وأمضينا ساعات وساعات ونحن نعاني من الإسهال، ثم اشرب ملعقة زيت على الريق وستنبهر بما سيحصل لجسمك، شربنا الزيت فأصبنا بالإمساك!
كذلك تأتيك رسالة نصية إذا لم ترسلها لعشرة أشخاص ستصاب بالشلل، في تلك اللحظة لم يكن يتوفر لدي رصيد ولم أرسلها فلم أصب حتى بالرشح، وهناك رسالة أخرى إذا أرسلتها فستسمع خبرا سعيدا بعد دقائق، أرسلتها بعد ساعة فتمت مخالفتي لتجاوز السرعة المحددة!
رسائل الحكومة الاقتصادية لا تختلف عن تلك الرسائل الوهمية التي نطالعها يوميا، ارفع البنزين وسشاهد كيف ينخفض العجز بعد أيام، ابلع رفع الكهرباء وسترى فرق المديونية بعد أشهر، اشرب قانون الضريبة وستنبهر كيف سيتحقق النمو!
في النهاية لا عجز ينخفض، ولا مديونية تثبت، ولا نمو يتحقق، بل جميع النتائج حتى الآن عكسية تماما.
بحسبة بسيطة، تجد أنني لو ذهبت الى دائرة الأحوال المدنية وأضفت الحكومة الى دفتر عائلتي لكان ذلك أوفر لي بكثير.
مثلا، نحسب حسابها بالفطور والغداء والعشاء، ومن ثم ما أشتري من ملابس لعائلتي أشتري لها، وما أعطيه لأولادي من مصروف أعطيها مثله، وما أنفقه على تعليم أولادي وصحتهم أنفقه عليها، في نهاية الشهر أحسب ما صرفته على كل فرد من أفراد عائلتي من لحمة ودجاج وجبنة وملابس وتعليم وصحة، وأحوّل مبلغ الحكومة المستحق الى خزينة الدولة.
حتى إذا زوجت أحد أفراد أسرتي، سأحسب حساب الحكومة من شراء فساتين وصالون، وإذا مات أحد من أقربائي سأحوّل للخزينة بدل مناسف، وحتى في العطل الرسمية، إذا ما ذهبنا شمّة هواء، سأحسب استهلاكنا حتى من التبولة وأحوّل حصة الحكومة من دون زيادة أو نقصان.
في الأعياد راح أعايدها، وفي شعبان ورمضان لن أنساها وسأولم لها، وحتى إذا حققت إنجازا معينا فسأنقطها، وإذا ما كان هناك تعديل وزاري أو تغيير فلن أقصر معها وسأرسل لها شوال أرز!
أنا جدي بهذا المقترح، وأعتقد أنه مفعم بالوطنية الصادقة وتتجلى فيه كل معاني الولاء والانتماء بما أنني أصرف على الحكومة مثلما أصرف على أولادي.
ماذا تريد الحكومة أكثر من ذلك، فأنا وعن طيب خاطر جعلتها تقاسمني كل شيء في حياتي ولم أفرق بينها وبين أحد من أفراد عائلتي.
سيفعل مثلما فعلت الكثيرون، لا بل إن بعضهم سيدللها أكثر مما يدلل أولاده، وبعضهم قد يسجلها في ناد للسباحة من شدة فرحته أنها أصبحت أحد أفراد أسرته.
بحسبة بسيطة، نجد أن ما ندفعه للحكومة من بدل رسوم وضرائب وخلافه يكفي وربما يزيد لأن نفتح بيتا ثانيا أو نصبح شركاء في محل سيراميك.
سياسة الجباية واضح أنها لن تنتهي، وأنه ما يزال في جعبتكم الكثير، لذلك لا تتعبوا بالنا أكثر من ذلك ووافقوا على مقترحي هذا، وتعالوا عيشوا من بكرة مع هالأولاد بلكي خلصنا من رفعاتكم وقوانينكم ورسومكم!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو