الأحد 2025-03-02 07:10 م
 

شخصيات من الداخل

09:52 ص

الجميع يصفق له أو يشير اليه بالبنان، لا هو بالشاعر ولا الممثل ولا الوزير، لكنهم يصفقون حتى يأتي لتلقي أوامرهم ويتحمل (ثقالة) دمهم وغلاستهم في الكثير من الأحيان.».اضافة اعلان

الزبون دائما على حق» ... هكذا يقولون ،لكنه ليس صاحب المطعم.. هو فقط يتحمل اللوم والتقريع ومكمكات الزبائن وأخطاء الطباخين والقائمين على العمل .... انه مجرد ممسحة زفر لا دخل له بالموضوع ، لكن هذا عمله .
يبدأ بالمماسح وينتهي بالمماسح، ينظف الطاولات التي يجلس عليها الرواد، ثم يجلب لهم ما يطلبون من طعام وشراب ، ويظل على أهبة الخدمة حتى يطلبوا الفاتورة، حيث يحضرها لهم ويقوم بايصال المال للمحاسبين او لصاحب العمل ، ثم يعود الى الطاولة، يجمع عنها الصحون ويمسحها وينظفها ويرتبها من جديد ويجهزها لاستقبال زبون جديد .
بين زبون داخل وزبون خارج يقضي حياته بين صحن فارغ وصحن مليان يتسرب عمره، هو محشور بي زبونين وزمنين، يقدم الطعام للقادمين وهو جائع، والشراب للطالبين وهو عطشان ، يبتسم للزبائن وهو حزين وحيد مثقوب الروح.. يخدم الجميع بسرعة ونشاط وقلبه منقوع بالتعب المر.
راتبه محدود جدا، اذ ان صاحب المحل يعتبر البقشيش الذي قد يحصل عليه من الزبائن جزءا من راتبه، والزبائن يعتبرونه موظفا لا يستحق البقشيش، باستثناء بعضهم من كرماء النفس او ممن يأنفون من وضع الفراطة المتبقية في جيوبهم.
عمله مرهق جسديا ونفسيا، لكنه يحب الحياة ان استطاع اليها سبيلا!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة