صعوبات التعلم: راقبوا أطفالكم جيداً .. لا سيما الصبيان!

خلال سنوات ما قبل الدراسة يمرّ الأطفال بتغيّرات عدّة ونموٍّ جسدي وفكري وعاطفي سريع، ولكلّ طفل نمطٌ معيّن. لذلك من المهم جداً معرفة إن كان الأطفالُ جاهزين وقادرين على النجاح في المدرسة. يؤكد الدكتور برنارد جرباقة، طبيب الأطفال والإنعاش والطوارىء أنّ أسباباً عدّة تؤدّي إلى عدم قدرة الأطفال على التعلّم، ومن بينها: 'مشكلة في السمع، قلّة الإندفاع، مشكلة عاطفية، تخلّف عقلي... ولكن، من المحتمل أن لا يعاني بعض الأطفال من مشكلة في طريقة استقبال المعلومات، فتكون حاسّتا السمع والبصر عندهم طبيعيّتين.اضافة اعلان


أمّا الخلل فيكون على المستوى الدماغي. مثلاً، غالباً ما ينسبُ الأهل صعوباتِ القراءة إلى مشكلةٍ في البصر، إلّا أنّ المشكلات البصريّة لا تؤدّي إلى صعوبات التعلّم، ولا تبطئ عمل الدماغ وعملية التعلّم الطبيعية.

فثمّة أطفال يواجهون صعوباتٍ في التعلّم على رغم عدم معاناتهم لأيٍّ من المشكلات المذكورة أعلاه، فهم يتمتعون بمستوى ذكاء طبيعي أو فوق المعدّل، وتُسمّى عدم قدرتهم على تفعيل قدراتهم بشكل تام بـ'صعوبات التعلّم'.

لماذا؟

في معظم الحالات يبقى السبب الرئيس لصعوبات التعلّم غامضاً. ويعتقد الخبراء أنّ الأطفال الذين يعانون منها يواجهون مشكلة في الطريقة التي يحلّل فيها الدماغ المعلومات ما يعيق عملية التعلّم الطبيعية. وتدفع صعوبات التعلّم الأطفال إلى الشعور بالذنب تجاه أنفسهم.

لذا على الأهل توفير الدعم المعنوي لأطفالهم، وإحاطتهم بالكثير من الحبّ والحنان. ومن الضروري اتّباع طرق تقنية خاصة لعلاجهم. فصعوبات التعلّم ليست مشكلة سهلة تُحلّ مع نضوج الطفل. ويتوجّب تحديدها ومعالجتها في أقرب وقت ممكن لأنها قد تؤدّي إلى مشكلات نفسية خطيرة كالكآبة والانعزال نتيجة الفشل الدراسي.

صعوبات التعلّم مشكلة غير شائعة فهي أكثر ظهوراً عند الفتيان منها لدى الفتيات. وفي المدارس العامة يحتاج طفل من عشرة إلى منهج تعليمي خاص، حيث يعاني حوالى نصف التلامذة من صعوبات التعلّم، وهي مشكلة وراثية في بعض الأحيان.

أما الأسباب الأخرى فهي وزن منخفض عند الولادة، إرهاق متعلّق بفترة ما قبل أو بعد الولادة، علاج السرطان أو اللوكيميا (سرطان الدم)، إصابة الجهاز العصبي المركزي، تلف خطير في الدماغ