دقت صناعة الغذاء الاردنية ابواب العالمية منذ زمن بعيد، فوجدت لها متسعا على قائمة خيار المستهلكين في العديد من الاسواق العربية والعالمية الامر الذي يرجعه مسؤولو القطاع الى التزام منتجاتهم معايير الجودة والتنوع.
ففي شبكة كبيرة من المعامل والمصانع التي بدأت مشوارها الانتاجي منذ نحو 90 عاما، نسج الصناع الاردنيون قصة نجاح استمدت قوتها من تطبيقات البحث العلمي، الامر الذي اكسبها اسواقا في بلدان غنية في خياراتها الغذائيةِ.
وتستند الصناعات الغذائية الاردنية الى قاعدة صلبة من مخزون انتاجي زراعي يتسم بالديمومة على مدار السنة والاكتفاء الذاتي من أصناف غذائية عدة.
وقال ممثل قطاع الصناعات الغذائية في غرفة صناعة الاردن محمد العبداللات، ان 2132 منشأة ومعملا تتولى صناعة الغذاء في الأردن، منها نحو 70 بالمئة بالعاصمة، رأس مالها يبلغ 670 مليون دينار وتوفر 46 ألف فرصة عمل.
واوضح العبداللات ان صادرات القطاع بلغت خلال العام 2015 نحو 508 ملايين دينار رغم إغلاق الأسواق التقليدية أمام المنتجات الأردنية، وسط حالة عدم الاستقرار السياسي والامني في الجوار الاردني واغلاق المعابرالبرية مع الجاريين الشرقي والشمالي للمملكة.
واضاف ان قطاع الصناعات الغذائية يوفر مرتكزا للأمن الغذائي، فضلا عن قيمته المضافة العالية التي تنعكس بدورها إيجابا على القيمة المضافة للقطاع الزراعي.
واوضح ان الاحصائيات الرسمية تبين ان صادرات الصناعات الغذائية تشكل 10 بالمئة من حجم صادرات القطاع الصناعي خلال آخر تسعة أشهر من العام الماضي.
وحسب العبداللات، يشكل رأس المال المسجل في قطاع الصناعات الغذائية والتموينية و الزراعية والثروة الحيوانية ما نسبته 16بالمئة من مجموع رؤوس الاموال المسجلة في القطاعات الصناعية، وتشكل العمالة ما يقارب 20 بالمئة من مجموع العمالة في مختلف القطاعات الصناعية.
واشار الى ان فرص الاستثمار بقطاع الصناعات الغذائية الاردنية كبيرة وواعدة بفعل توفر البنية التحتية والخبرات المحلية، اضافة الى وجود شركات غذائية كبرى ذات سمعة رائدة على المستويات المحلية والاقليمية والدولية.
واكد ان العديد من المصانع الغذائية الاردنية حاصلة على شهادات انظمة الجودة الى جانب الشهادات الخاصة بأغذية الحلال والاغذية العضوية، الامر الذي يكتسب اهمية في انتاج غذائي آمن مما يضاعف من تنافسية المنتج الغذائي الاردني في الاسواق الخارجية.
وتضم قائمة الصناعات الغذائية الاردنية، المنتجات الحيوانية واللحوم والفاكهة والخضروات ومنتجاتها المصنعة، والكاكاو والشوكولاتة والسكر والسكاكر والحلويات الشرقية والحلاوة والالبان ومنتجاتها، والحبوب والدقيق والنشا والمعجنات ومنتجات المخابز ورقائق البطاطا والذرة، والمشروبات الغازية والعصائر والخل والمياه المعدنية والتوابل والبهارات والملح والمنكهات.
اما عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان احمد الخضري، فقال ان صناعة الغذاء الاردنية تصل الى غالبية الاسواق العربية ودول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية وكندا واليابان.
الخضري الذي يدير مصنعا للغذاء بدأ انتاجه في سبعينيات القرن الماضي، أكد أن الصناعات الغذائية الاردنية تتصف بجودة عالية، اذ تخضع لرقابة رسمية مشددة، اضافة الى السعر المنافس.
وأشار إلى أن صناعة الغذاء الاردنية تملك حصة بالسوق المحلية تصل لنحو 80 في المائة، مقارنة مع مثيلاتها المستوردة مما يسهم بدعم منظومة الامن الغذائي المحلي وتوفير مخزون استراتيجي من الغذاء.
وبحسب الخضري، تنتج معامل الغذاء الاردني ومصانعه، زيت الزيتون واللحوم والدواجن والالبان والمعلبات والاجبان والتوابل والبهارات والاعشاب والشوكلاته والحلويات والعصائر ومنتجات المخابز، اضافة الى التمور التي تعد صناعة حديثة بدأ الاردن يتفوق فيها خلال السنوات الاخيرة.
وبين ان استثمارات عربية كبيرة تعمل في قطاع الصناعات الغذائية الاردنية، من سوريا والعراق والسعودية واليمن، فيما تم سابقا انشاء مصانع للغذاء بشراكات مع دول اوروبية (ترخيص اوروبي)، مؤكدا ان المصنعين للغذاء بالمملكة يطمحون قريبا للوصول الى الاسواق الافريقية.
ويري الخضري أن الأوضاع السياسية والامنية في الجوار الاردني، انعكست تعطلا في قطاع النقل البري، وكذا عدم تمكن الشاحنات الأردنية من الوصول الى العراق والأسواق التي كانت تنقل لها عبر سوريا، وهي تحديات تعيق نمو الصناعات الغذائية التي لا تدوم صلاحيتها طويلا.
من جهته، اكد نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، ان صناعة الغذاء الاردنية نمت وتطورت كثيرا، خصوصا في قطاعات تصنيع اللحوم والقهوة والمعلبات والزعتر، مشيرا الى ان المنتجات الغذائية الاردنية لها حصة كبيرة لدى محلات التجزئة المحلية، اذ ان منها ما ينافس المستوردة.
اما المتخصص بصناعة الغذاء، المهندس موسى الساكت، فقال ان الصناعات الغذائية الاردنية قطعت شوطا كبيرا بجودتها العالية وتنافسيتها باسواق التصدير مستفيدة من خبرات متراكمة وتخصص في الانتاج.
ولفت الساكت الى ان صناعة الغذاء الاردنية استفادت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية بعد دخول استثمارات سورية اعطت دفعا للصناعة المحلية نظرا للخبرات التي تملكها، مشيرا الى ان غالبية منتجاتها يتم تصديرها للبلدان الاوروبية.
وقال مدير عام شركة نبيل لصناعة المواد الغذائية احمد السلاخ ان صناعة المواد الغذائية الأردنية وصلت مرحلة متقدمة تتماهى مع صناعات الغذاء في الدول المتقدمة، وذلك بفضل اعتمادها على احدث المعدات الصناعية التكنولوجيه، حيث تحتاج عناية خاصة، مشيرا الى ان الغذاء صناعة حساسة وتتطلب مسايرة التطور العالمي المرتبط بها .
وأضاف السلاخ أن مصنعه الذي يتجاوز حجم الاستثمار فيه 11 مليون دولار يشغل حوالي 800 موظف جلهم من الأردنيين وتمكن من الوصول لتصنيع 180 نوعا من منتجات اللحوم بمختلف أشكالها وأنواعها، مبينا ان تلك المنتجات وصلت الى جميع الدول العربيه تقريبا، بالاضافة لاسواق آسيوية واوروبية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو