يقول عمّي ـ مين عمّي ـ، وهو بالمناسبة «رجل عتيق» وربما يتقاضى راتبه من « الدولة العثمانية « ان الملح أيام الأتراك ( في القرن التاسع عشر) كان يُطلق عليه كلمة « طُزّ».
ويضيف « عمّي» لا فُضّ فوه وقَلّ عاذلوه، أن الدولة العثمانية كانت تفرض ضرائب على كل السلع باستثناء « الملح «، وكان التاجر « الشاطر « حين يسأله رجال الجمارك عمّا معه من سِلَع، يقول: معي « طُزّ». ويفلت بجلده.
وانتشر الخبر بين التُجّار العرب ومارسوا « شطارتهم» وظلوا ينقلون بضاعتهم ويدّعون انها « طُزّ».
وكعادة العرب، في السابق وكما هم الآن، أخذوا يسخرون من « « شطارتهم «، و « فهلوتهم «، حتى أصابهم « الحسد»، واكتشف الأتراك ذلك، وكرهوهم وصاروا يدققون فيما يحملون من مواد وسلع.
وبذلك، ينطبق عليهم المثل القائل» ما بحسد المال، الاّ صاحبه».
وعلى سيرة « الطُّزّ» أو « الملح « بالعربي، نجد ان « رفع أسعار البندورة»، يحرمنا من وضع « الطُزّ» عليها. فقد اعتدنا ان نضع « الملح « على « الفلافل» وعلى « البندورة « وعلى « الليمون « أو الحامض لكي « نَكسِر « حموضته. وبعد أن رفعت الحكومة سعر « البندورة « تذكّر الناس « قصة الطُّزّ» سواء بالتركي أو بالعربي.
ويبدو ان الامور « ما عادت تفرق معانا «، بعد أن « بلّدنا « و « تَمسَحنا»، ولم يبق لنا الاّ « الطُزّ».
ولعل ّ « عمّي « الآن يجلس امام بيته ويتأمّل الكائنات، وحين يسأله أحد عن مشكلة معينة، يردّ : طُزّ.
وحين تسأله زوجته « مرت عمّي خانوم « عن موضوع ولم يعجبه يقول: طُز في هيك موضوع. وهكذا صار « عمّي « يُنظّر لثقافة « الطُزّ».
مع أنني أخاف عليه من « كثرة الطُزّ أقصد الملح «، خاصة حين يتناول طعامه.
يا « عمّي « : الدنيا ما بتستاهل، صحتك أهم، و « طُز» في كل المشاكل!!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو