الخميس 2024-12-12 05:36 ص
 

«طُز» بالتركي وبالعربي أيضا!

01:56 م

يقول عمّي ـ مين عمّي ـ، وهو بالمناسبة «رجل عتيق» وربما يتقاضى راتبه من « الدولة العثمانية « ان الملح أيام الأتراك ( في القرن التاسع عشر) كان يُطلق عليه كلمة « طُزّ».اضافة اعلان


ويضيف « عمّي» لا فُضّ فوه وقَلّ عاذلوه، أن الدولة العثمانية كانت تفرض ضرائب على كل السلع باستثناء « الملح «، وكان التاجر « الشاطر « حين يسأله رجال الجمارك عمّا معه من سِلَع، يقول: معي « طُزّ». ويفلت بجلده.

وانتشر الخبر بين التُجّار العرب ومارسوا « شطارتهم» وظلوا ينقلون بضاعتهم ويدّعون انها « طُزّ».

وكعادة العرب، في السابق وكما هم الآن، أخذوا يسخرون من « « شطارتهم «، و « فهلوتهم «، حتى أصابهم « الحسد»، واكتشف الأتراك ذلك، وكرهوهم وصاروا يدققون فيما يحملون من مواد وسلع.

وبذلك، ينطبق عليهم المثل القائل» ما بحسد المال، الاّ صاحبه».

وعلى سيرة « الطُّزّ» أو « الملح « بالعربي، نجد ان « رفع أسعار البندورة»، يحرمنا من وضع « الطُزّ» عليها. فقد اعتدنا ان نضع « الملح « على « الفلافل» وعلى « البندورة « وعلى « الليمون « أو الحامض لكي « نَكسِر « حموضته. وبعد أن رفعت الحكومة سعر « البندورة « تذكّر الناس « قصة الطُّزّ» سواء بالتركي أو بالعربي.

ويبدو ان الامور « ما عادت تفرق معانا «، بعد أن « بلّدنا « و « تَمسَحنا»، ولم يبق لنا الاّ « الطُزّ».

ولعل ّ « عمّي « الآن يجلس امام بيته ويتأمّل الكائنات، وحين يسأله أحد عن مشكلة معينة، يردّ : طُزّ.

وحين تسأله زوجته « مرت عمّي خانوم « عن موضوع ولم يعجبه يقول: طُز في هيك موضوع. وهكذا صار « عمّي « يُنظّر لثقافة « الطُزّ».

مع أنني أخاف عليه من « كثرة الطُزّ أقصد الملح «، خاصة حين يتناول طعامه.

يا « عمّي « : الدنيا ما بتستاهل، صحتك أهم، و « طُز» في كل المشاكل!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة