أنا «مندهش» من حديث كثير من الناس والكائنات عن الجوع وما يتبعه من حالة «الوحام» التي تصيب الرجال ـ تحديدا ـ قبل موعد الإفطار. فتراهم «يهرعون» الى المخابز فيتسببون بأزمات «مرورية» أمام فوّهة اللهب، وأمام بائع القطايف. والمخبز الذي اشتري منه «خبزي» منذ 3 اعوام، بتّ لا استطيع شراء «رغيف» واحد منه الاّ إذا «حجزتُ» دورا قبل ساعة، وبخاصة مع ساعات المساء التي تسبق موعد «الإفطار».
واذا مررت بمحال «السوبر ماركت» تجد «أزمة مرور»، وعند محال الخضار وكأن الناس في «حرب» وكأن المواد الغذائية على وشك النفاذ. ويا ويل اللي ما بلحّق!
ثمة عادة سيئة الاحظها وتتمثل بحرص كثير من الناس على شراء» الخبز» عند موعد الإفطار تماما، كي يتناولونه «ساخنا».مع أن الخبز متوفر طيلة النهار. لماذا يريدنه»خارجا للتوّ من فوّهة اللهب» وفي عزّ الحرّ؟.
انا ـ واعوذ بالله من أنا ـ ، لا أحفل بهذه الطقوس العجيبة، وحتى لو «ضحّيت» بإفطاري في موعده. اشتري خبزي وانا مروّح، اي وقت الظّهر. واكذلك اشتري ما تحتاجه الأُسرة في وقت بعيد عن زحام الكائنات، والذي أُسمّيه «وقت الوحام»، الذي لم يعد خاصا بالنساء في فترة « الحمل» ،بل والرجال في «رمضان».
استريح ساعة «القيلولة» واقرأ بعضا من آيات القرآن الكريم ،وأُتابع بعض المسلسلات بحكم العمل كي أكتب عنها. وقبل موعد آذان المغرب بساعة أخرجُ مع الصغير «خالد»، «نحوس» حول البيت، أو كما يقول المثقفون» نعاين المكان». فتكون فرصة لمشاهدة الأطفال الذين «يطردهم آباؤهم وأُمّهاتهم» لفترة من الوقت ، كي ينتهوا من إعداد الطعام. فتسمع»زقزقتهم» سواء على» البلكونات» او عند مداخل العمارات.
أتأمّل السيارات المسرعة وبخاصة اذا كان أصحابها على موعد مع «عزومة» ثقيلة. وأتأمل «حُرّاس العمارات» وهم يقومون بغسل السيارات الجاثمة امام البيوت والفلل. واحيانا «أرشي» الصغير ب»حبة بوظة» مثلّجة فيخبئها في «الفريزر» الى ما بعد « الإفطار» كي أُشجّعه على مواصلة الصوم، وهو بالمناسبة» سنة أُولى صيام».
ونعود الى البيت ونجد» سيّدة البيت» قد أعدّت لنا ما تيسّر من الطعام وضمن شروطي»صنف واحد» مع شيء من «السلاطة» بدون خيار فقط بندورة وبصل وليمون وزيت زيتون وصحن عدس. وخلال عشر دقائق ينتهي» الموّال» ونقوم لأداء صلاة المغرب والعشاء.
ولا أعاني من التّخمة ولا الطوابير ولا من أزمات المرور ولا من حالة «الوحام».
ترى، هل انا كائن «عادي» ولا «ملوّن»؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو