السبت 2024-12-14 05:59 ص
 

عامان على الثورة .. سوريون يحلمون بالحرية ويقاسون الواقع

04:22 م

الوكيل - صادف يوم الخامس عشر من مارس/ آذار الذكرى الثانية للثورة السورية، التي بدأت سلمية، وطالب أصحابها بالحرية، واستمرت حتى اليوم ولكن بشكل دموي حصد حياة عشرات الآلاف، وشرد الملايين.اضافة اعلان

وحول البدايات، قالت ميديا داغستاني، الناشطة المعارضة من مدينة حمص: 'كانت المظاهرة الأولى رائعة جدا، فقد كنا نهتف من أجل سقوط النظام، ومن ثم نصمت لسماع غيرنا ينادي من أجل سقوط النظام... وهكذا.'
أما بالنسبة لسائق الشاحنة أبو مريم، فالثورة بالنسبة له بدأت بعد رؤيته لعدد من قوات الجيش السوري وهم يضربون متظاهرين في حلب، إذ قال: 'رأيت متظاهرين يصرخون... الله أكبر... وكانوا يتلقون الطعنات بالسكاكين. فانضممت إليهم على إثر ما رأيت، وحينما وبدأت بالهتاف... الله أكبر... فأحسست أنني ولدت من جديد.'
واليوم، وبعد عامين من الثورة، مزقت النسيج السوري حرب أهلية قتلت أكثر من 70 ألف شخص، وشردت الملايين في أنحاء مختلفة من البلاد، وما يتخوف منه الكثيرون أن تؤدي هذه الحرب إلى زعزعة الاستقرار في دول الجوار.
وقالت داغستاني: 'بالطبع، لو نجحت الثورة في تحقيق أهدافها خلال الأشهر الستة الأولى لكانت الأمور أسهل بكثير.'
ولكن، لم يدرك النشطاء أن الحرب هذه يمكن أن تحصد هذا الكم من الأرواح، فقد غيرت حياة الكثيرين، ومن بينهم داغستاني وأبو مريم. فقد أظهر تسجيل فيديو يعود لعام 2011 داغستاني وهي ترتدي قميصا عليه صورة تشي غيفارا وتلف وجهها بقطعة من القماش، بينما كانت تقود جمعا من النساء يهتفن ضد الحكومة السورية.
وقالت داغستاني: 'أنا أعارض النظام السوري حتى قبل الثورة. فوالدي قضى ثماني سنوات في السجن، فكبرت في عائلة تكره النظام، من الأب حتى ابنه.'
أما أبو مريم، فيروي حكايته مع السجن ويقول: 'في السجن المركزي، التقيت الكثير من الثوار السوريين، وبدأنا بالتنسيق معا، وتحدثنا حول أسباب عدم مشاركة الحي الذي جئت منه، بستان القصر، في الثورة. وعندما تم إطلاق سراحي، بدأت العمل مع النشطاء لإقامة المظاهرات في بستان القصر.'
وفي الوقت الذي أطلق فيه الثوار اسم 'ثورة' على حركات التظاهر، نعتها النظام بـ'الإرهاب.'
فقوات الجيش السوري تصدت لجميع أشكال النضال، عبر الاعتقالات، ووسائل التعذيب، وبحلول صيف 2011، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 2200 شخص قتلوا خلال الثورة، مع استمرار نزوح اللاجئين إلى خارج البلاد.
وأكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن النظام السوري قد يكون متهما بارتكاب 'جرائم ضد الإنسانية.'
وفيما يتزايد عدد القتلى، بدأ بعض الثوار بتسليح أنفسهم، وجمعوا أنفسهم ليعرفوا باسم 'الجيش السوري الحر،' المكون بشكل عام من جنود انشقوا عن الجيش النظامي السوري، وبعد عام من الثورة، نجحوا في إخلاء بعض القرى والبلدات من عناصر النظام، خصوصا في المناطق الشمالية من البلاد.
ورغم ذلك، لا يزال النظام السوري يسيطر على المدن الكبرى في البلاد، عبر استخدام الضربات الجوية، والبرية، لاستهداف الثوار.
وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، قد صرح في مقابلة سابقة أن النظام السوري سيفوز في هذه الحرب، وقال: 'هذا ليس خيارنا، فهو خيار من أرغمونا على الدفاع عن شعبنا ومدننا. ما نطلبه هو وقف جميع أعمال العنف، واللجوء إلى الحوار كوسيلة بديلة.
ومع استمرار القتال، بدأت عناصر إسلامية تدخل سوريا للقتال، من أبرزها جماعة 'جبهة النصرة'، المرتبطة بالقاعدة، والتي أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من أعمال التفجير بالسيارات المفخخة حصدت أرواح الأبرياء في العاصمة السورية دمشق.
غير أن أبو مريم لاحظ الاختلاف الذي طرأ على الثورة بعد دخول هذه الجماعات إلى سوريا، فقال: 'خلال الأيام الأول من الثورة السلمية، لم أكن أعلم ما هي جبهة النصرة. كانت لنا ثورة واحدة وعلم ثورة واحد، ولكن عندما بدأنا بتلقي الأسلحة، ودخلت جبهة النصرة على الخط، بدأت النزاعات بالظهور بين السوريين.'
ولكن يبدو أن ميديا داغستاني، التي تعيش في المنفى، أكثر تفاؤلا من أبو مريم، إذ قالت: 'بالطبع أنا فخورة بالثورة.' وفي اسطنبول، حيث تعيش، تعمل داغستاني على إنتاج الأفلام والتقارير لدعم المعارضة السورية.
فبين سورية تعيش في المهجر، وتحمل تفاؤلا كبيرا بما ستؤول إليه الأحداث، ومناضل يعيش في الداخل يقاسي الأوضاع الصعبة يوميا، تستمر الثورة السورية في تقديم الأمل لمن هم بحاجة إليه بعد عامين من انطلاق شعلتها في درعا.

CNN


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة