مهند هشام الغرايبة - لكل إنسانٍ في هذه الحياة مثلٌ أعلى أو حتى قدوة , ربما في كثيرٍ من الأحيان تجدنا نقلدُّ إحدى الشخصيات التي مرّت علينا في هذه الحياة , رغبةً منّا أن نصبح مثلها ظاهرياً , لسببٍ وحيد أننا قد اقتنعنا أنّ هذه الشخصية مثالية وتتصف بقليلٍ من الكمال الأخلاقي والسلوكي والفكريّ , فتجد تصرفاتنا في كثيرٍ من الأحيان غير مبررة , وتتصف باللاعقلانية , كل هذا بسبب ذلك المثلِ الأعلى الذي اتخذناه , لكن ماذا يحصل لو كان ذلك المثل الأعلى قد أخفى وجهه وراء قناعٍ جميل واتصف بالقبح الأخلاقي والسلوكي الداخلي , ولكنّه أظهر غير ذلك , ربما يقول أحدهم ' الحكم على الظاهر والإعراض عن السرائر ' كما قالها ' عمر بن الخطاب ' – رضي الله عنه - , أردُّ بأن المصيبة هنا عندما نعرف تلك السرائر ونستمر بالتقليد الأعمى ...
في كثير من الأحيان أتساءل عن المثالية والشخص المثالي , فوجدت الإجابة أخيرا بعد عناءِ البحث والتفكير , لا يوجد في الوقت الحالي أيُّ إنسانٍ مثالي , وفي حال قال لي أحدهم لم تصدق القول يوجد ' فلان ' , فالرد يأتي بكل بساطة , المثالية نحن من يتصنعها لا نصنعها , فعندما نقتنع بشخصٍ ما ونقتنع بأفكاره ومعتقداته ونهجه وأخلاقه , عندها يمكن لأي أحدٍ أن يقول وجدت المثالية , لكن بالنسبة للغير ربما لم يقترب من واحدٍ بالألف من المثالية , بالتالي كلُّ شخصٍ منّا يحاول أن يصنع إنسانا مثاليا من نفسه عندما يصحو عليها ويجدها مقصرةً بحق نفسها , حيث تعطي كل اهتمامها للآخرين , لكي تصنع منهم أناساً قادرين بأن يكونوا قدوةً لأنفسهم ولغيرهم , لكنك تنسى نفسك , لن تستفيد شيئا من المحاولة مع الآخرين , حتى عمليةُ صنعك لقدوة يشوبها كمٌّ هائلٌ من المجاملات , فتجدنا صرنا نخترع كلاماً لا وجود لهُ في قواميس الشخصيات , لنعزز الثقة لدى البعض لعلهم يصنعون من أنفسهم بشراً قادراً على مواجهة الحياة بتقليدهم لأنفسهم فقط , لكن للأسف هذه الطريقة أثبتت فشلها , فأصبح الناس يعتقدون أنهم على صوابٍ تماماً , وأنّ كل ما يفعلونه هو الصواب بعينه , حتى عميت أبصارهم
عن أنفسهم واستكبروا , وأصبحت الثقة بالنفس ك شلالٍ يصبُ في صحراء لا نباتٌ يستفيد منه ولا بشرٌ يستقون منه ....
لذلك برأيي لا تتخذ من أحدٍ قدوة ولكن خذ من غيرك الحكمة والتجارب في الحياة واصنع منها فناً ترتقي به بنفسك لعلك تكون بيومٍ من الأيام صانعاً للأمجاد وصانعا للرجال , أو حتى ربما تبتكر نهجاً يجعل لكل إنسان قدوةً غريبة وهي نفسه ....
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو