الأحد 2024-12-15 03:37 م
 

عندما نغرد خارج السرب ..

01:15 م

بإصرار وصلنا حالة اللاوعي في كافة مناحي الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وإنسانيا، وهذه الحالة فقدنا معها البوصلة، واصبحت اسهل الحلول شبه مستحيلة، إقتصاديا ومعيشيا حياتنا كانت قبل عقود اصعب من هذه الايام ومع ذلك كنا في حالة وعي افضل مما نحن فيه، فالتقنين والاقتصاد في العيش كان نمط حياة، وهناك دول كثيرة في العالم اعتمدت على هذا النمط الاستهلاكي الحصيف في تحسين اداء اقتصادها، اما في هذه الايام نعيش مرحلة عنوانها الهدر واستهلاك مجنون يرافقه صراخ من عامة الناس يشكون الغلاء والفقر.اضافة اعلان


سياسيا كانت التحديات والامال معروفة، فالكيان الصهيوني هو العدو الاول الذي يغتصب الارض والمياه ويمارس الاعتداءات في كافة الاتجاهات ويهدم البيوت ويقتل الابرياء والعُزل، وبعد اربع حروب كانت قاسية حافلة بمجازر العصابات الصهيونية الى ارهاب الدولة ضد العرب منذ العام 1948 الى 1973 شردت وعطلت التنمية وتركت جراحا عميقة في حياة العرب، بعدها تحول العدو الى شريك في السلام، واستطاع الحصول على الارض والسلام ولم يسمح للعرب التمتع بالسلام، لذلك شن حروب الواحدة تلو الاخرى، وساهم السلام في وضع نضارة سوداء امام النظام السياسي العربي.

في الحرب الاهلية اللبنانية التي اندلعت في العام 1975، كانت بمثابة مختبر للقتال وللذبح على الهوية بدون هدف محدد..واكبر واهم ملاحظات سجلت خلال تلك الحرب، ان جميع الاطراف المتصارعة عادت وتصارعت مع نفسها ( انشقت على بعضها البعض) فكل طائفة من الطوائف المتصارعة عادت لتتصاع مع نفسها..فالموارنة اقتتلوا مع بعض، والفصائل الفلسطينية انشقت وتصارعت مع بعضها والشيعة لاحقا تصارعوا مع بعض وكذلك السنة..هذا النموذج المرير كان محل استهجان الجميع الذين لا يعرفون اسبابه واهدافه.

وبعد اربعين عاما سجل الاعداء الحقيقيون للمنطقة وشعوبها مدى جدوى مختبر الحرب الاهلية في لبنان في( 1975-1990 )، وتم البدء بتعميم التجربة بالجملة في المنطقة العربية فقد انهارت عواصم عريقة جذورها وثقافتها ضاربة في اعماق التاريخ، فالموصل والرقة تحتاج سنوات لطرد عصابة ارهابية منهما وهي مدعومة تسليحا ولوجستيا من امريكا واسرائيل واموال بعض العرب، بينما تم فتح عمورية احد اقوى حصون الروم في اسبوعين، وهتلر اجتاح خط ماجينو واحتل فرنسا في يومين.

من الصعب جدا معالجة هذا الكم من الاخفاق المركب، الا ان المهمة الاولى تحديد البوصلة ..من هو العدو الحقيقي، والعمل على استرداد الكرامة علينا بدءا برغيف الخبز والاستناد الى ما يمكن ان نزرعه وننتجه ..وقبل كل ذلك ان نفكر الف مرة قبل ايذاء بعضنا بعضا.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة