الخميس 2024-12-12 05:35 ص
 

عن «مهرجان» سوتشي!!

10:28 ص

إذا أرادت روسيا إنجاح «مهرجان» سوتشي، الذي من المفترض أن يقام في نهايات الشهر المقبل بمشاركة مئات المدعوين ومن بينهم ضباط كبار في استخبارات ومخابرات بشار الأسد، فإن عليها أنْ تقبل بإشراف الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على هذا المؤتمر وإنّ عليها ألاّ تكرر إصرارها على ألاّ تأتي المعارضة على ذكر بشار الأسد وضرورة إقصائه منذ بداية المرحلة الإنتقالية وهذا بالإضافة إلى الإعلان المسبق عن أن هذا المهرجان لن يكون على حساب جنيف وبخاصة القرار رقم 2254.

اضافة اعلان


حتى الآن ورغم تناوب مندوبين دوليين آخرهم ستافان دي ميستورا فإنه لم يكن هناك أي تقدم ولو بمقدار قيد أنملة وإن هذا البلد
العربي، سوريا، أصبح محتلاًّ إحتلالاً كاملاً وبكل معاني ومفاهيم الإحتلال، والمفترض حتى يضمن الروس بقاء قواعدهم أن ينتهي الوجود الإيراني في هذه الدولة العربية بكل أشكاله وأن تزال المستوطنات التي أقامها الإيرانيون في دمشق وغيرها والتي لا يمكن إلاّ
تشبيهها بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.


لقد أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي هو، عملياًّ، الحاكم العسكري لسوريا، أن بقاء روسيا في هذا البلد العربي سيكون
دائماً وأنه سيتم توسيع القاعدتين العسكريتين الروسيتين في «حميميم» وطرطوس، وهكذا وعندما تتحدث المعلومات المؤكدة عن
أربعين قاعدة أخرى على الأراضي السورية فإن المفترض ألاّ تقبل موسكو بأي شريك آخر في هذا الإحتلال وإنه على إيران أن تغادر هذه البلاد وبخاصة وأن وجودها قد يستفز الإسرائيليين وقد يثير المخاوف الإسرائيلية.


والواضح لا بل المؤكد أن سبب إصرار الروس على بقاء بشار الأسد هو الإحتفاظ بهذه القواعد العسكرية التي تعني، ومهما جرى من
تجميل وتسويق لها أن سوريا ستبقى تحت الإحتلال ربما على مدى ما تبقى من سنوات هذا القرن وهذا يجب أن تلتقطه المعارضة وإنْ من قبيل المناورة وليس من قبيل حسن النوايا فالمهم هو إستدراج فلاديمير بوتين إلى دائرة جنيف والمهم أيضاً أن يكون هناك
قبول روسي وإن من حيث المبدأ بـ»المرحلة الإنتقالية» وبزوال هذا النظام لحساب نظام تعددي وديموقراطي وأن تبقى سوريا موحدة
ولكل أهلها بكل منابتهم وأصولهم وإنتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية.


إن هذا هو المفترض لكن الواضح أن الروس باقون على موقفهم الفعلي والحقيقي وأنهم يريدون سوتشي مجرد تظاهرة لتكريس ما
هو قائم وللتخلص من هذه المعارضة التي سببت لهم صداعاً متواصلاً وإستبدالها بمعارضة «مدجنة» وأكثر حرصاً على هذا النظام من حرصه على نفسه وأيضاً أكثر حرصاً على بقاء القواعد العسكرية الروسية في «القطر العربي السوري» حتى من وزير دفاع روسيا سيرغي شويغو وأيضاً حتى من المخابرات الروسية.


وفي النهاية فإنه على الروس أن يدركوا أن بقاء هذا النظام إن هو ليس مستحيلاً فإنه غير مضمون وحتى وإن هو بقي محروساً
بقاعدتي «حميميم» وطرطوس وبـ «48 «ألفاً من الضباط والجنود الروس وبأكثر من أربعين قاعدة متعددة الهويات وبجيوش إيرانية
البعض يقول إن أعدادها مع حراس الثورة والميليشيات المذهبية وحزب االله اللبناني قد تجاوز الـ «150 «ألفا.. إن إستمرار بشار الأسد غير ممكن على الإطلاق وإن بقاءه سيعني بالتأكيد إنفجار ثورة مسلحة جديدة ستكون أهم كثيراً من ثورة عام 2011 ..وحقيقة أن هذا إن هو حصل وهو سيحصل بالتأكيد فإنه على بوتين أن يدرك أن الإحتفاظ بقواعده العسكرية سيكون من سابع المستحيلات.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة