الخميس 2024-12-12 09:46 م
 

عيوب الإطارات تتسبب بحصد ارواح السائقين

11:31 ص

الوكيل - يغفل سائقون خطورة اطارات المركبات التي يستخدمونها فتجذبهم أنواع مختلفة قد تكون رخيصة الثمن، فلا يتحققون من جودتها وسلامتها رغم الإجراءات التي يمكن أن تتخذ لتأمين كل عناصر الأمان والسلامة من خلال اتباع رموز وأرقام محددة وفق القوانين والأنظمة لكنها قد تكون غير كافية ولا تمنع الخسائر.اضافة اعلان


وباتت الإطارات التي تحصد أرواحا عديدة سنويا بسبب رداءتها، تفاجئ ضحيتها بالطريق بانفجار قد يهوي بالمركبة لأنه تغاضى عن عيوبها، أو تساهل في عملية الشراء أو غرر به العرض ما يستدعي الوقوف على المشكلة وملاحقة كل من يتساهل أو يساهم في جعلها اطارات للموت بدلا من أن تكون دواليب توصلنا إلى بر الأمان والسلامة.

ويستذكر سائق الحافلة الكبيرة محمود ظاهر، حادثا مأساويا مع زميل له قبل فترة ، وكان شاهداً عليه، حيث انقلبت حافلة كبيرة كانت تقل خمسين معتمراً أردنياً في الأراضي السعودية، بفعل تلف إطاراتها ما أدى إلى وفاة 13 معتمرا، وإصابة 37 آخرين إذ لم تكن الإطارات تصلح لأن تقطع مسافات طويلة،' لأنني كنت أعمل على نفس الحافلة قبل توجهها للعمرة، وكانت إطارات الحافلة من النوع الذي يسير لحوالي 80 ألف كيلومتر تقريباً، في حين كانت الإطارات مستعملة لمسافة تتجاوز 180 ألف كيلومتر، الأمر الذي جعل الإطارات هي المسبب الرئيس في الحادث بالدرجة الأولى' حسب ما يقول.

وينصب اهتمام وتركيز السائق عادل أحمد، في حال عزم على شراء إطارات جديدة، على سعر الإطار فقط، ولا يهتم بالجودة أو بتاريخ ومكان ومواصفات الصنع، فهو يشتري الإطارات المستعمله لمركبته، نظراً لإنخفاض أسعارها وإمكانية الحصول على إطار 'نظيف واستخدام شخصي' على حد وصفه.

سائقون لا يهتمون بجودة الإطارات ويؤكد أحمد الذي يعمل سائق حافلة كبيرة أن هناك بعض السائقين يقدمون على شراء الإطارات بناء على السعر وليس الجودة، وذلك بحكم فرق السعر الكبير الذي يصل لأقل من نصف سعر الإطار ذي الجودة العالية، لافتاً بأن ذلك يؤثر على عمر الإطار ومدة استخدامه ناهيك عن إحتمال تسبب ذلك بحوادث - لا قدر الله – لا تحمد عقباها.

ويوافقه في ذلك أحمد سامي الذي يبين أنه لا يهتم بجودة الإطار مقارنةً بسعره، معللاً ذلك بأن مختلف الإطارات تفي بالغرض، خاصة عندما تكون المركبة مخصصة للاستخدام الشخصي ولا تقطع مسافات كبيرة نسبياً.

السائق حامد محمد يعتبر أن غالبية سائقي سيارات وباصات الأجرة يقدمون على شراء الإطارات بناء على جودة الصنع أولاً، وذلك بحكم طبيعة عملهم وطول المسافات التي يقطعونها يومياً، الأمر الذي يجعلهم يتمتعون بدراية كافية حول هذه الإطارات ومواصفاتها مثل تاريخ ومكان الصنع ومحاولة التعرف على الأخطاء المصنعية إن وجدت، إضافة إلى مواصفات فنية أخرى .

لكن السائق محمد عبدالله، يؤكد عدم معرفته أو درايته بنوعية الإطارات تاركاً اختياره، تبعاً لسعر الإطار الذي يحدد مستوى جودته.

المواطن عبد الرحمن محمد، كان يعتقد أنه يتمتع بدراية كافية نسبياً بأنواع الإطارات، إلى أن وقع له حادث سير سببه الاطارات مبينا ان المشكلة لم تكن بنوع الإطار فهو من أشهر وأفضل أنواع الإطارات وإنما بتاريخ صنعه الذي امتد لأكثر من عامين من تاريخ شرائه .

ويبين بأن هناك مشاكل أخرى تتعلق بسوء تخزين الإطارات لمدة طويلة تؤدي إلى تلفها، واحتكار بعض وكلاء شركات الإطارات لأنواع إطارات معينة، الأمر الذي ينعكس سلباً على مستخدمي هذه الإطارات.

وتتوفر في الأسواق المحلية العديد من أنواع الإطارات منها ما هو جيد ومنها ما هو أقل جودة نسبياً، بحسب أحد مالكي محلات بيع الإطارات .

ويوضح أنه عادة ما يتم تخيير الزبون بين هذه الأنواع، وغالباً ما يقع اختياره على الإطارات ذات النوع الصيني كونها أقل سعراً وذات جودة جيدة تتناسب ووضعه الإقتصادي، مؤكداً أن معظم الإطارات التي تدخل إلى الأسواق هي ضمن المواصفات العالمية إضافة إلى المواصفات المحلية وتخضع للرقابة والفحص من قبل الجهات المعنية.

وحول الأخطاء أو العيوب المصنعية التي قد توجد في الإطارات يعتبر أن هناك ضمانات توضع للزبون مثل 'الكفالة'، حيث يقدم وكلاء شركات الإطارات ومحلات بيعها كفالات للمشتري تتراوح مدتها الزمنية من أسابيع وحتى أشهر، مشيراً بأن المسؤولية غالباً ما تقع على بعض السائقين الذين يقطعون مسافات كبيرة على الإطارات تصل في بعض الأحيان إلى 150 ألف كيلومتر وبمدة زمنية تصل إلى 8 سنوات لأسباب تتعلق بعدم إتباع إجراءات السلامة العامة وصيانة المركبة بشكل دوري ، وعدم الدراية الكافية بأنواع الإطارات وسبل المحافظة عليها، الأمر الذي ينعكس سلباً على المركبة وزيادة فرصة وقوع العديد من الحوادث المرورية.

ضوابط وإجراءات تحد من دخول إطارات ذات جودة متدنية ... والصين أكثر الموردين..

وتتبع مؤسسة المواصفات والمقاييس معايير لإختيار الإطارات التي تدخل إلى الأسواق الأردنية تتمثل في التحقق من بطاقة البيان والمعلومات الواردة فيها مثل؛ قياس الإطار وبلد المنشأ والعلامة التجارية وإسم المصنع وتاريخ الإنتاج، والتأكد من علامة (E-Mark) في حال كان بلد المنشأ أوروبي، وعلامة (Dot) إذا كان بلد المنشأ أمريكي، وفق ما يقول المدير العام للمؤسسة الدكتور حيدر الزبن.

ويؤكد الزبن عدم السماح بإستيراد الإطارات التي يزيد عمرها عن سنتين، حيث تطلب المؤسسة تزويدها بتقرير فحص داخلي ليتم التحقق من صحة الفحص من خلال وحدة مكافحة التقليد التابعة للمؤسسة،إذ يتم التأكد من إعتماد المختبر الفاحص عبر مراسلته، بحيث يتم اثبات صحة التقرير وأنه غير مزور.

ويوضح بأن أكثر الأسواق العالمية التي يتم الإستيراد منها هي ؛ الصين في المرتبة الأولى تليها اليابان ومن ثم السوق الأوروبي، تليه أسواق أمريكا وتايلند وماليزيا.

وفي حال كانت هناك مخالفات أو تجاوزات تتعلق بجودة الاطارات أو في بطاقة البيان، فإن المؤسسة وفقا للزبن، تتخذ قرارا بإعادة التصدير، وفي حال تم التزويد بتقرير فحص خارجي لا يجوز التصرف بالإطارات، لحين صدور قرار نهائي بقبول التقرير من عدمه ، وفي حال تم التصرف بالإطارات قبل صدور القرار يتم التحويل إلى المدعي العام، وكذلك الأمر في حال ثبت أن تقرير الفحص مزور.

16% من عيوب المركبات المشتركة في الحوادث سببها الإطارات ويؤكد المعهد المروري الأردني أن عيوب المركبات ولا سيما الإطارات الماسحة من المحتمل أن تكون سبباً رئيسياً لوقوع الحوادث المرورية أو سبباً ثانوياً متزامناً مع ارتكاب السائق لمخالفة مرورية أدت إلى وقوع الحادث المروري، حيث تشير الإحصائيات بأن نسبة عيوب الإطارات الماسحة شكلت 6ر15% من عيوب المركبات المشتركة في الحوادث المرورية خلال العام الماضي.

ويوضح بأن الإطارات لها عمر إفتراضي أو عمر الإستهلاكي، بحسب المواصفات العالمية وتعليمات الشركات المصنعة، علماً أن العمر الإفتراضي يرتبط بالمدة الزمنية التي يجب استعمال الإطار خلالها من تاريخ صنعه، وعادة ما يحدد بمدة زمنية لا تزيد عن خمس سنوات من تاريخ الصنع، أما العمر الإستهلاكي للإطار فهو مرتبط بالمسافة المقطوعة للإطار والتي تحددها بعض المواصفات العالمية بـ 60 ألف كيلومتر أو عمق المداس بحيث لا يقل عن (1,5 ملم) لسيارات الركوب، و (1 ملم) لباقي المركبات بحسب تعليمات تجهيز المركبات المعمول بها بالأردن.

وهناك عوامل تؤثر على عمر الإطار ومنها؛ طريقة التخزين في المستودعات، وتعرض الإطارات لمواد كيميائية (زيوت وشحوم)، ودرجات الحرارة وضغط الهواء، وطبيعة سطح الطريق وعوامل التسارع أو التباطؤ والصيانة لنظام التوجيه ونظام التعليق في المركبة.

وينصح المعهد المروري للمحافظة على إطارات المركبة وإطالة عمرها باتباع الإرشادات الخاصة بضغط الهواء، ومعايرة الإطارات باستمرار وخاصة قبل السفر، والتأكد من أن ضغط الهواء بالإطارات مناسب والمركبة محمَلة، وفحص مقياس الإطارات وتناسب الإطارين الأماميين والخلفيين، لأن استعمال أنواع مختلفة من الإطارات إلى اليمين واليسار في مقدمة ومؤخرة المركبة له تأثير كبير على استقامة العجلات، كما ينصح بعكس الإطارات وذلك بوضع الإطارات الأمامية محل الخلفية وتجنب الإصطدام بالأرصفة والمواد الصلبة والفرملة المفاجئة والإلتزام بحدود السرعة المسموح بها.

وينوه المعهد إلى الانتباه عند تبديل الإطارات، بحيث يتم تبديلها عند قطع مسافة (5000) كيلومتر أو (10000) كيلومتر، بحسب نوعية الإطار وإختياره بشكل يتناسب مع المركبة وضبط ضغط الهواء فيه بعد التبديل، لوجود بعض الموديلات يختلف ضغط إطاراتها الأمامية عن الخلفية، وعدم تغيير اتجاه السهم الموجود على جانب الإطار إلى الوضع العكسي،منعاً لحدوث أصوات للإطارات.



 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة