الأحد 2024-12-15 03:04 م
 

فارس صغير يضرب عن الطعام للحصول على جواد

01:38 م

الوكيل - بعزيمة الكبار، واصل فارس مغربي صغير سباق الفروسية، رغم إصابته بشظايا طلق ناري من بندقية كان يحملها، وأكثر من ذلك أضرب الصبي عن الطعام حتى يحصل على جواد ليشارك في سباق الخيل بمهرجان الصقارة.اضافة اعلان

وتعرض طفل مغربي يسمى عبدالكريم العيوني أثناء مشاركته في سباق للفروسية، نظم مؤخراً بقرية القواسم بمحافظة الجديدة لشظايا نارية جراء انفجار بندقيته بعد ضغطه على الزناد، فأصيب على مستوى الوجه والعنق.


عبدالكريم البالغ من العمر ثلاثة عشرة سنة، وبشهادة 'العربية.نت' التي كانت تتابع الحدث، أصرّ على عدم النزول من فوق مطيته مصرا على مواصلة المسابقات ومتحملا الألم بجلد فارس حقيقي، مكتفيا باستبدال بندقيته غير جيدة الصنع ببندقية أخرى.

ويقول والد عبدالكريم عيوني في تصريح لـ'العربية.نت' إن طفله الذي عشق ركوب الخيل منذ سن السابعة من عمره أضرب عن الأكل لمدة يوم، وظل خلالها يجهش بالبكاء لأنه كان يرغب في الحضور إلى مهرجان الصقارة كفارس لا كمتفرج لكونه لا يتوفر على جواد.

وأوضح الأب أنه كان يشتغل لدى شقيقه، وهو مالك للخيول والأراضي الفلاحية، الشيء الذي أفسح المجال لصبيه ركوب الخيل والسفر لحضور مواسم الفروسية كفارس، غير أن الوضع تغير منذ سنة بعد أن توقفت علاقة الشغل بين الأب وشقيقه.

وأضاف أنه كان متفهماً لرغبة ابنه في أن يتملك حصانا خاصا به، لأنه يدرك معنى شغف الفروسية وأن صفة الفارس لا تكتمل إلا بوجود الفرس، لكن اليد قصيرة والعين بصيرة، يقول والد عبدالكريم، الذي تمنى أن يأتي اليوم الذي يحقق فيه لابنه أمنيته التي يعرف أنها كبيرة، فهي تبعا له ليست بـ 'بسكويت' أو دراجة هوائية أو هاتف نقال.
الأب ولكي يخرج ابنه من عزلته واعتكافه في البيت ممسكا عن الطعام، اضطر للاستعانة بعبدالغفور صديق عبدالكريم وقرينه، ليمنحه فرسه بهذه المناسبة عرفانا بأفضال صديقه عليه في تعلم ركوب الخيل، غير أن الطفل عبدالكريم لم يكن ليرضى بذلك.
عبدالكريم الطفل بعدما لم يقبل أن يمتطي فرس صديقه جاءه ابن عمه بفرس قبل انطلاق المهرجان ووضعه رهن إشارته ليشارك به في المسابقات لا مجرد أن يركبه مرة واحدة أو أن يتناوب معه عليه.
وخلال مشاركته ونظرا لما كان قد تعرض له في البداية من حروق ناجمة عن انفجار البندقية ارتفع شأنه أكثر في عيون المتتبعين للحفل وخاصة النساء وضمنهم والدته التي كان تزغرد وتبكي في نفس الوقت، تزغرد افتخارا بفروسية ابنها وتبكيه في نفس الآن نظرا للحروق التي ألمت به، ومع ذلك صمد إضافة إلى أنه كان يشارك في السباق الاستعراضي بفرس ابن عمه بمعنى أنها كانت تتمنى بدورها أن يكون لابنها فرس في ملكيته وليس معارا من أقاربه.

وللإشارة فهذه المسابقات تكون عادة بين القبائل وهي استعراضية أساسها انسجام فريق 'السربة' جماعة من الخيالة مع الضغط على الزناد لإطلاق البارود في السماء بشكل متواز وموحد في التوقيت.
يذكر أن مسابقة الفروسية التي شهدتها جماعة القواسم بقرية ولاد فرج بمحافظة الجديدة، والتي اختتمت يوم أمس، كانت تندرج ضمن أنشطة مهرجان الصقارة (فن تربية الصقور والصيد بها)، والذي نظمته جمعية الصقارين بالقواسم والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بمدينة الجديدة الواقعة جنوب غرب المحيط الأطلسي بالمغرب.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة